محمد بن راشــد المعلا يعشق الطيران والغطس والقـــفز

القفز بالمظلة، والغطس تحت الماء، والطيران الشراعي، ثلاث هوايات جمعها الشيخ محمد بن راشد المعلا، رئيس دائرة المتاحف والتراث في أم القيوين، في حياته اليومية، لكل منها بداية وحكاية، خصوصاً التي بدأها منذ سن مبكرة واستطاع تحقيق قفزات نوعية فيها والوصول إلى الاحتراف.

يُعد حصن أم القيوين ذا شكل عام مربع تقريباً يطل من الجهة الشرقية على البحر ويحتضنه برجان، الأول من الجهة الشمالية الشرقية، والثاني من الجهة الجنوبية الغربية. ويشتمل الحصن على ثلاث ردهات مستطيلة تحتوي على غرف الحصن، تطل على مساحة مكشوفة وفق التخطيط المعماري الإسلامي، وبوابة الحصن مصنوعة من التيك العاج الكبيرة الزخارف ذات اسفين حديد، وكذلك وجود ممرات الوسط بين الغرف، حيث يأخذ الحصن شكل الميلان. كما توجد في وسط فناء الحصن، الذي يحمي الحصن من تيارات الهواء الخارجية، بئر للمياه.

ويقول الشيخ المعلا لـ«الإمارات اليوم»: «ولدت في أم القيوين، ودرست فيها حتى الثانوية، وبعدها أكملت دراستي الجامعية في جامعة العين (جامعة الإمارات)، وبعد أربع سنوات تخرجت فيها حاملاً شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، وابتعثت إلى الخارج لإكمال دراسة الماجستير في بريطانيا، وتخرجت في إحدى جامعاتها بدرجة ماجستير في إدارة الأعمال، ومن ثم ذهبت إلى سورية لأخذ دورات عسكرية».

وتابع: «عدت إلى الدولة بعد انتهائي من الدورات العسكرية، وعُيّنت قائداً لحرس الوطني الأميري عام 1994، وبعدها عُيّنت رئيساً لدائرة المتاحف والتراث في أم القيوين».

وعن هواياته، شرح الشيخ المعلا قائلاً إنه بدأ هواياته في سن مبكرة (17 عاماً)، خصوصاً أنه مارس هوايته الطيران والقفز بالمظلات خلال دراسته في بريطانيا، وبعد عودته عمد إلى إنشاء نادي أم القيوين للطيران، ويعد الأول في الإمارات آنذاك، لافتاً إلى أنه استطاع تحقيق 4000 ساعة طيران شراعي، إضافة إلى 2000 قفزة في الجو وممارسته هواية الغوص بعد أخذ دورات مكثفة في نادي دبي للغطس، فضلاً عن تسلّق الجبال الشاهقة والقفز منها.

وشارك المعلا في حملات بيئية كثيرة متعلقة بالغوص التي هي من ضمن هواياته، منها حملة تنظيف خور دبي ضمن حملة «نظفوا العالم»، وكذلك خور أم القيوين، وقال: «حصلت على شهادات عدة في الغطس الذي مارسته في مناطق مختلفة، منها خصب بسلطنة عمان وجدة في السعودية، وقرب مضيق هرمز، ومناطق في جزر جاكارتا، وفي لندن التي لا تتمتع برؤية صافية»، مشيراً إلى أن على الغاطس أن يتابع المجلات والنشرات التي توضح له أفضل الأماكن للغطس، حيث تعتبر منطقة شرم الشيخ في البحر الأحمر والمالديف من ضمنها، وتصل الرؤية فيهما إلى 400 متر، نظراً لصفاء مياهها.

وأوضح أن «دولة الإمارات حققت قفزة كبيرة في مجال الرياضة، وأصبحت وجهة عالمية لممارسة رياضات مختلفة، منها القفز والطيران، ما جعلها تحقق مراكز عالمية»، مؤكداً حرص الدولة على تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، مضيفاً أن «الداعم الرئيس للرياضة في الدولة، سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي يحرص على تطوير الرياضات المختلفة، وتشجيع كل من يخوض مجال الرياضة».

وأشار المعلا إلى أن «تاريخ أم القيوين جزء من تاريخ الإمارات الزاهر، وهو يحمل الاعتزاز والفخر نفسه الذي يحمله مواطن هذه الدولة المعطاء بماضيه، حيث يشكل التراث ركناً أساسياً لبناء شخصية المواطن الإماراتي، لما يمثله من أهمية قصوى في حياته، إذ استطاع بناء تاريخ وتراث يتناسب مع البيئة المحيطة به، ويتفاعل مع عناصرها لكي يصنع مجداً يبقى مع الأجيال متوارثاً»، مؤكداً «أهمية الحفاظ على التراث الشعبي الذي ينبع من تمسكنا بالمبادئ والأصالة التي هي عنوان هويتنا الوطنية بين الشعوب وتميزنا عنها، وتجعلنا نتفاعل معها بإيجابية».

وأكمل: «من هذا المنطلق تمت إعادة بناء وترميم حصن أم القيوين، الذي يرجع تاريخه إلى 300 عام، وهو يختصر كل تراثنا وتاريخنا كاملاً، لما شهده هذا المكان من مناسبات عزيزة على أبناء أم القيوين تشكل عصب التراث الذي سنسعى لإحيائه، حيث تم العمل بشكل متواصل وقياسي لإنجاز وترميم المبنى وصيانة أجزائه التالفة، وتمت إعادة الحياة بصورة كاملة لكل غرفه، وتم تجهيزها بالمعروضات الأثرية والتراثية النادرة».

وأكد الشيخ محمد بن راشد المعلا أن «القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأوامر سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أسهمت في تقدم الإمارات في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية، وأسهمت في استقرار الشعب وسعادته، ولذلك فإن شعب الإمارات أسعد شعب، لأن القيادة الرشيدة تهتم بتلبية جميع احتياجاتهم من مسكن ومأكل ومشرب، وتسعى لتوفير حياة كريمة لجميع فئات المجتمع الإماراتي».

وأضاف أنه «يطمح إلى أن يرى الإمارات في مصاف الدول المتقدمة عالمياً في جميع الميادين، مؤكداً أن الشعب الإماراتي يعيش في نعمة يُحسد عليها، من أبرزها نعمة الأمن والأمان»، مشيراً إلى أن جميع إمارات الدولة شهدت طفرة عمرانية وتطوراً واضحاً، خصوصاً إمارة دبي التي تعد من المناطق التي يحرص على ارتيادها بشكل أسبوعي، إضافة إلى أبوظبي التي تتمتع بجزرها الخلابة، فضلاً عن احتضان إمارة الشارقة لأفضل الجامعات، ما جعلها تصنف من البقاع الثقافية العالمية في العلم والمعرفة، وحرصها على نشر العلم والثقافة. وذكر أنه «يطمح أيضاً إلى دعم الرياضات المحلية، منها الغوص والقفز والطيران، إضافة إلى الحفاظ على التراث الأصيل لسكان الدولة في المحافظة على المتاحف الأثرية، والحفاظ على المقتنيات والأدوات القديمة بتخزينها داخل المتاحف، وإبرازها لزائري الدولة من السياح والمقيمين ومرتادي المتاحف».

وحول الأماكن التي يحرص على ارتيادها داخل الدولة، أشار المعلا إلى أنه «يحرص على ارتياد البحر والغوص فيه لاكتشاف أعماقه، إضافة إلى عمل جولات بحرية على جزر الدولة المختلفة، منها جزر أم القيوين وأبوظبي، وفي خارج الدولة يحرص على زيارة صلالة في عُمان، وشرم الشيخ في مصر، وعبور قناة السويس بحرياً، فضلاً عن زيارة الدول الأوروبية».

الأكثر مشاركة