الدعم المباشر مقدم إلى المزارعين المشتركين في مبادرة «إنتاجنا» التي أطلقتها الوزارة مطلع العام الجاري. الإمارات اليوم

مزارعون يشكون تأخر تسليم بذور وأسمدة الموسم الشتوي

أفاد مزارعون مواطنون بأنهم لم يتسلموا حتى الآن الحصص المقررة لهم من البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية من قبل وزارة البيئة والمياه لموسم الزراعة الحالي، الذي يبدأ مطلع سبتمبر من كل عام، إذ اعتاد المزارعون استلام البذور والأسمدة أواخر أغسطس، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وأضافوا أن تأخر حصولهم على المستلزمات الزراعية الأساسية، دفعهم إلى شرائها من الأسواق المحلية بأسعار مرتفعة، ما حملهم مصروفات إضافية، بالتزامن مع بداية العام الدراسي وتسديدهم رسوم ومستلزمات أبنائهم الدراسية.

إرشادات

حسب بيانات صادرة عن وزارة البيئة والمياه، في وقت سابق، فإن الوزارة تنفذ برامج إرشادية لمصلحة المزارعين، فيما تمكنت الوزارة من الوصول إلى 1856 مزرعة في المنطقة الشرقية، و2364 مزرعة في المنطقة الشمالية، و2524 مزرعة في المنطقة الوسطى، و722 مزرعة من مزارع العوير في إمارة دبي، وغيرها من المزارع.

توفير المياه

أكد مدير المنطقة الوسطى في وزارة البيئة والمياه، غريب عبيد، أن أنواع الدعم المختلفة التي تقدمها الوزارة إلى المزارعين من شأنها الإسهام في تغيير أساليبهم الزراعية التقليدية المعروفة بالاستهلاك العالي لمياه الري، فيما نقدم دعماً مباشراً في الوقت الحالي لنحو 71 مزرعة مائية على مستوى المنطقة الوسطى ومنطقة الحليو التابعة لإمارة عجمان ومناطق أخرى في الدولة.

من جهتها، تعهدت وزارة البيئة والمياه، من خلال مدير المنطقة الوسطى، غريب عبيد، بأن تبدأ تسليم البذور والأسمدة إلى المزارعين بداية الأسبوع المقبل، على أن تنتهي عملية التسليم كلياً في غضون أسبوع واحد، كما يتم التواصل بشكل مستمر مع المزارعين بهدف التوجيه والإرشاد للموسم الزراعي الجديد.

وتفصيلاً، قال المزارع علي بن سالم إن المزارعين اعتادوا التواصل مع وزارة البيئة والمياه في أغسطس من كل عام، لاستلام البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية الخاصة بموسم الزراعة المحلي، الذي يبدأ في سبتمبر سنوياً، بينما حتى الآن لم يتسلموها، في حين تزيد أسعار البذور في السوق المحلية بنسبة تصل إلى 30% على سعرها التقليدي.

وأضاف: «الوزارة تقدم دعماً مباشراً لأسعار البذور والأسمدة، وتسلمها لنا بنصف الثمن تقريباً، بينما لم يحدث ذلك حتى الآن، ما جعلنا أما خيار وحيد وهو شراء البذور من المحال الخاصة»، موضحاً أن كل مزرعة تتلقى دعماً من الوزارة عبارة عن أسمدة وبذور للخضراوات، خصوصاً الكوسة والخيار والطماطم، وغيرها من المحاصيل.

من جهة أخرى، قال المزارع محمد سعيد بن نهيلة، إن موسم زراعة المحاصيل الزراعية، مثل الطماطم والخيار وغيرهما من الخضراوات، بدأ في يونيو الماضي، ونظراً إلى تأخر توزيع المواد الزراعية من قبل الوزارة، الذي كان مفترضاً أن يبدأ قبل شهر تقريباً، اضطر المزارعون إلى شراء المستلزمات الزراعية الأولية إضافة إلى أنابيب الري، لمواكبة الموسم الزراعي في التوقيت المخصص له.

ونوه بن نهيلة بشكل عام بالخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين المزارعين، ما يدعم مسيرة العملية الزراعية ويضمن استمرارها وتطويرها، لافتاً إلى أن موسم زراعة الخيار يتطلب من المزارع توفير من 50 إلى 80 علبة بذور، بسعر إجمالي يزيد على 200 درهم، أما في حال تم الحصول على هذه الكمية بسعر مدعوم فإن السعر الإجمالي لن يزيد على 100 درهم.

وتابع: «يختلف توقيت مواسم الأنماط الزراعية، مثل التقليدية والمائية والعضوية التي يطبقها المزارعون، إلا أن جميعها بدأ قبل أكثر من شهر تقريباً»، مشدداً على «ضرورة توفير المواد الزراعية، قبل بداية الموسم الزراعي بفترة زمنية كافية، حتى يتسنى للمزارعين تهيئة بيئة مناسبة لزراعة المحاصيل الزراعية». وبين أن الأسمدة العضوية تحتاج إلى مدة لا تقل عن أسبوعين من أجل تهيئة الأرض، قبل البدء في وضع البذور.

وقال المزارع في مدينة الذيد، خليفة الطنيجي، إنه «اضطر إلى شراء مستلزماته الزراعية بأسعار مرتفعة من الأسواق المحلية، بسبب تأخر الوزارة في تسليمها»، مشيراً إلى أن «معظم مزارعي المنطقة الوسطى، خصوصاً المتقاعدين منهم، يعتمدون على زراعة وتسويق المحاصيل الزراعية، باعتبارها مصدراً أساسياً للدخل».

ولفت إلى أن «الربح الذي يحصل عليه لا يتحقق سوى بالمواد والمستلزمات الزراعية المدعومة التي تقدمها لهم الوزارة، التي وعدت مزارعي المنطقة الوسطى في أواخر الموسم الزراعي الماضي، أن توفر لهم ما يحتاجون إليه من مواد خلال الموسم الجديد في يوليو الماضي، إلا أن هذا الأمر لم ينفذ على الرغم من المطالبات المستمرة للمزارعين».

في المقابل، قال مدير المنطقة الوسطى في وزارة البيئة والمياه، غريب عبيد، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الوزارة ستبدأ في تسليم البذور والأسمدة إلى المزارعين بداية الأسبوع المقبل، على أن تنتهي عملية التسليم كلياً في غضون أسبوع واحد من الآن، فيما نتواصل بشكل مستمر مع المزارعين بهدف التوجيه والإرشاد».

وأضاف عبيد: «الوزارة تقدم بذوراً وأسمدة بأسعار مدعومة تقل بنسبة 50% عن نظيرتها في السوق المحلية، إضافة إلى أننا ننتقي أفضل أنواع البذور ونسلمها إلى المزارعين، فضلاً عن تنظيم برامج إرشادية لهم، بهدف تشجيعهم على الزراعات المختلفة، خصوصاً الزراعة المحمية».

وتابع أن «الدعم المباشر مقدم إلى المزارعين المشتركين في مبادرة (إنتاجنا) التي أطلقتها الوزارة مطلع العام الجاري، بهدف توفير الخدمات الإرشادية والفنية والاستشارية للمزارعين المحليين بإشراف كوادر متخصصة بالزراعة المائية، إضافة إلى المستلزمات الزراعية، مثل البذور والمبيدات الحشرية بأسعار مدعومة».

الأكثر مشاركة