المستشار الأسري
تشكو القارئة مريم أن طفلها يرفض الذهاب إلى الروضة؟
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:
هناك أسباب تمت دراستها، وأخرى خفية ناتجة عن محيط الأسرة في تنشئة الطفل، فهناك طفل بشخصيته يتقبل المدرسة بكل ترحيب، وقلة منهم ترفض المدرسة خوفاً أو قلقاً، غالباً لا تكون المدرسة هي الدافع لقلقهم، وإنما خوفهم ناتج عما يجهلونه بسبب انتقالهم من بيئة ألفوها إلى بيئة جديدة، وتعد هذه حالة طارئة تنتهي إذا أحسن التعامل معها من أول يوم يستقبل فيه المدرسة حتى لو كان ببكاء، فهو أمر طبيعي ويتم علاجه باللين والحكمة والتحفيز المشترك بين الأسرة والمدرسة، فسريعا ما يتعود الطفل بعد يوم أو يومين، وأكثر الأطفال يرفضون المدرسة بسبب القلق الداخلي أو الخجل الاجتماعي، ويزداد رفضهم من بعض المدرسين الذين يتعاملون مع هذه الحالة بقسوة، أو بعض الأهل في تعاملهم مع الطفل بالعنف والصراخ والضرب، أو سخرية الأطفال منه أو الضحك عليه، كما أن شعور الطفل بالوحدة أو الرهبة أو النقص سبب من أسباب الرفض وعدم تقبل المدرسة.
وهناك خطوات ناجحة في التعامل مع هذه الحالة: استقبال الطفل من باب المدرسة بالترحيب والتحبيب والتحفيز، استخدام الألعاب كوسيلة ترحيبية كأنَّ المدرسة حديقة للألعاب والترفيه، استخدام وسائل إبداعية للتحفيز، كهدايا مغلفة، بالونات مزخرفة، رسومات هادفة، حلويات شهية، وجود الأم بعض الوقت في المدرسة مع ابنها حتى يتعود على اللحظات الأولى، فيشعر بالتقبل وبالطمأنينة، محاولة رسم صورة ذهنية مشرقة محفزة عن المدرسة عند الأبناء قبل دخولهم المدرسة، ومعرفة أسباب الرفض والعمل على إزالتها وعرض بعض الحالات المستعصية عند بعض المختصين من المدرسين أو الأطباء.