يتنقل بين مناطق متباعدة ليحل مشكلات المزارعين والصيادين
المطوّع يدير 15 مركزاً لـ «البيئة» من كرسي متحرك
يؤمن المواطن الشاب، غريب عبيد المطوّع، بأن الإرادة والتصميم هما سر النجاح والتميز المهني، وأن الإعاقة الحركية اختبار إلهي لمدى القدرة على الصمود أمام تحديات الزمن وإثبات الذات، وأن الشعور بالمسؤولية تجاه الأهل والوطن قادر على تغذية الشعور بالتحدي، والانطلاق نحو آفاق جديدة نحو الإنجاز والتحقق.
غريب المطوّع، الذي يعاني إعاقة جسدية (شلل نصفي)، يدير من كرسيه المتحرك ما يزيد على 15 مركزاً تابعاً لوزارة البيئة والمياه، بحكم عمله مديراً لإدارة المنطقة الوسطى، بينها تسعة مراكز زراعية، وثلاثة مكاتب لتسجيل قوارب الصيد، وثلاثة مراكز أخرى للحجر البيطري والزراعي، في موانئ ومطارات ومنافذ برية مختلفة، على الاتساع الجغرافي للمنطقة الوسطى، بين إمارات دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين.
يقول المطوّع (41 عاماً) لـ«الإمارات اليوم»، إنه «أنهى دراسته النظرية بتخرجه في الجامعة عام 1999، فيما بدأ مسيرته المهنية محاسباً، ثم سرعان ما استند إلى دأبه وإخلاصه في العمل، لينال الترقية الأولى بعد عام واحد من العمل، ليصبح رئيساً لوحدة مراقبة المستودعات، ثم رئيساً لقسم الشؤون الإدارية بعد أربع سنوات، ويستمر ستة أعوام ليترقى إلى رئيس قسم خدمة المتعاملين، وحالياً مدير إدارة المنطقة الوسطى في وزارة البيئة والمياه».
ويضيف أنه «يعتبر الإرادة هي سر الذات البشرية، التي تمكن الإنسان من مواجهة الصعاب وتحديها والانتصار عليها، فلم تعقني قلة حركتي عن ممارسة عملي على أكمل وجه، وكنت أختار المهام الميدانية لإنجازها بنفسي، واضطلعت بمهام ومسؤوليات متباعدة جغرافياً، فمن حتا في دبي، مروراً بمدن الذيد والمدام والبطائح بالمنطقة الوسطى في الشارقة، ومنطقتي مصفوت والمنامة في عجمان، وصولاً إلى أم القيوين، أدور بين القطاعات والمراكز محملاً بشكاوى مزارعين وصيادين، وأسعى إلى إزالة همومهم في أقل وقت ممكن».
ويرى المطوّع، الذي يعول والدته منذ وفاة والده قبل أكثر من 15 عاماً، أن «ضغوط العمل لا تمثل عبئاً على إعاقتي الحركية، بل أمتلك قدرة داخلية على التحدي والصبر، تمكنني من إنجاز المهام بصورة جيدة، وقد خلقت بهذه القدرة، فلا أجد أي فروق بيني وبين إخوتي، فأنا أتحمل مسؤولية منزل الأسرة بالتساوي مع إخوتي، ولم يحالفني الحظ في الارتباط والزواج حتى الآن».
ويؤكّد المطوّع أنه «يتلقى دعماً معنوياً كبيراً من المسؤولين في وزارة البيئة والمياه، ولولا هذا الدعم وتلك المساندة من قيادات وتنفيذيين ما حصلت على هذه الجرعة من التشجيع، وواصلت عملي بإتقان وتميز».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news