باحث فلكي: العاصفة المغناطيسية لا تؤثر في الإنسان
أكّد الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، المشرف العام للقبة السماوية في الشارقة، إبراهيم الجروان، أن العاصفة المغناطيسية المنطلقة من الشمس باتجاه الأرض هذه الأيام، ليس لها تأثير في الإنسان، لكنها تؤثر في شبكة الاتصالات والأقمار الاصطناعية، كما تعمل على تكوّن ظاهرة كهروضوئية في المناطق القطبية، تسمى الشفق القطبي أو الوهج القطبي.
ولفت إلى أن كوكب الأرض معرّض لست عواصف مغناطيسية خلال سبتمبر الجاري، بحسب توقعات العلماء، أغلبها سيحدث خلال الـ10 أيام الوسطى من الشهر الجاري.
وشرح الجروان، أن الشمس خلال العاصفة المغناطيسية تكون في حالة نشاط شديد، وتطلق مقذوفات «إكليلية كتلية» مصاحبة لألسنة اللهب، لكن الأثر الحراري لها يتلاشى في الفضاء، متوقعاً أن تصل بعض الموجات المغناطيسية إلى الأرض، ويحدث تأثير في الغلاف الجوي العلوي بصورة أساسية، مبيناً أن الانفجارات الشمسية تنتج عنها موجات مغناطيسية تتحرك بسرعة 400 كيلومتر في الثانية الواحدة، إذ تستغرق من يوم إلى يومين للوصول إلى المجال الخارجي للأرض.
ولفت إلى أن نشاط الشمس وتقلبها ازداد في الآونة الأخيرة، رافقه حدوث ما يعرفه العلماء بـ«القذف الكتلي الإكليلي»، وهو واحد من أوجه المخاطر الطبيعية، التي يمكن أن تواجهها الإنسانية عن طريق العواصف والاضطرابات المغناطيسية الأرضية الناتجة من المقذوفات الإكليلية الكبيرة، كما تشاهد بقعاً شمسية داكنة يمكن ملاحظتها بالعين المجردة في بعض الأحيان قبل الغروب بـ20 دقيقة إلى الغروب.
وتابع أن الانفجارات الشمسية تنبعث منها ألسنة اللهب ومقذوفات قد تكون باتجاه الأرض، فتسبب حدوث عاصفة مغناطيسية نحو الغلاف الجوي، مضيفاً أن خطر هذا النشاط ليس افتراضياً، فقد ضرب «قذف كتلي إكليلي» الأرض عام 1859، الأمر الذي أدى إلى تطاير الشرر في مكاتب التلغراف، وأدى إلى احتراق بعضها احتراقاً كاملاً، وفي عام 1921 شهد كوكبنا حادثاً مماثلاً أيضاً، كما وقع أيضاً حدث شمسي أقل ضخامة في عام 1989، أطاح وحدات الطاقة الكهربائية للملايين في مدينة «كيبيك» في كندا، إذ ليس للبشر قدرة أو خبرة واسعة حتى الآن في التعامل مع العواصف المغناطيسية واسعة النطاق، التي يمكن أن تضرب وحدات الطاقة الكهربائية في كل مكان، وأيضاً ليس لديهم الخبرة في توقعها.
وذكر الجروان، أن الشمس قذفت مقذوفات شمسية عنيفة باتجاه الأرض بداية الصيف الجاري، لكن لم تصب الأرض، مشيراً إلى أن الخسائر التي قد تتكبدها البشرية من جراء هذه الظواهر، هائلة، وتتركز في الموجات الكهرومغناطيسية الضخمة التي قد تعطل الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الطاقة والاتصالات وشبكات توزيع الطاقة الكهربائية، وبذلك يمكن أن تعطل إمدادات الطاقة الكهربائية للملايين من البشر، وإتلاف معدات الطاقة في الشبكات.