تفوّق في دراسة العلوم الإدارية بكندا

خالد: أنا شبه كفيف وأرى مستقبلي جيداً

تصوير: أحمد عرديتي

تجسّد التجربة الحياتية والدراسية للمواطن الشاب خالد محمد المعيني (23 عاماً) المقولة الشائعة إن «الإرادة هي ما تدفعك إلى الخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما العزيمة فهي ما تبقيك على هذا الطريق حتى النهاية»، وهذا ما يرى فيه خالد مستقبله جيداً، على الرغم من أنه شبه كفيف، ويعتمد على عين واحدة فقط، بدرجة إبصار ضعيفة.

ويقول: «ليس مهماً أن يعاني الإنسان ضعفاً في بصره، المهم ألا يتسرب هذا الضعف إلى الروح، فيجعل الإرادة هشة، والأمل خافتاً، وقد قررت أن أنحاز إلى القوة والتحدي، ولا أتعب أبداً من القفز على الحواجز».

خالد المعيني:

«ليس مهماً أن يعاني الإنسان ضعفاً في بصره، المهم ألا يتسرب هذا الضعف إلى الروح، فيجعل الإرادة هشة، والأمل خافتاً، وقد قررت أن أنحاز إلى القوة والتحدي، ولا أتعب أبداً من القفز فوق الحواجز».

فعلى الرغم من إصابته منذ الولادة بانفصال في شبكية العين نجم عنه ضعف شديد في النظر جعل اعتماده الأكبر يقتصر على عين واحدة وبدرجة ضعيفة جداً، إلا أنه أصر على التعلم والاستزادة بالعلم، والمضي نحو إكمال الدراسة الجامعية في الخارج ومن دون مرافق يعينه على تخطّي الصعوبات وتجاوز العراقيل التي قد تواجهه، ليحصد النجاح أخيراً بالحصول على شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية، ودبلوم بدرجة امتياز في اللغة الإسبانية من جامعة «ماونت سانت فنسنت» الكندية.

تحلّى المعيني منذ الصغر بعزيمة قوية وإرادة كبيرة زرعتا في نفسه الثقة والأمل، وقرر الاستفادة من الابتعاث عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدراسة الإدارة المالية في كندا، إلى جانب اللغة الإسبانية. وأسهم تشجيع الأهل والأصدقاء، إلى جانب الهيئة التدريسية في الجامعة، بدور أساسي في تصميمه على النجاح.

تمثلت أبرز تحديات وصعوبات الغربة بالنسبة للمعيني، في «أوقات المراجعة والدراسة استعداداً للامتحانات، حيث إنها تتطلب تركيزاً شديداً وجهداً كبيراً في ظل ضعف النظر الشديد الذي أعانيه، حيث إنني شبه ضرير، فاعتمادي على عين واحدة فقط يجعل الأمور صعبة جداً، ولذلك ألجأ إلى استخدام الكتب الإلكترونية لإمكانية تكبيرها بدرجة عالية»، مستدركاً «إلا أنني أنجح في تجاوزها، وإن استغرقت وقتاً، كما اعتدت خلال مراحل دراستي السابقة على أن أبرهن لنفسي ولمن حولي بأنني قادر على صنع ما أريد والوصول إلى مبتغاي مهما كانت الظروف».

وإلى جانب قدرته على تحدي الدراسة، نجح المعيني، الذي يترقب حالياً حفل تخرّجه في نوفمبر المقبل، في «تدبير المنزل وإدارته وتنظيم الوقت بالإضافة إلى تحمّل البرد الشديد، حيث تصل درجة الحرارة إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر في فصل الشتاء». وتبعاً لذلك يصف تجربته في الغربة بـ«الممتازة المملوءة بالدروس المفيدة والقيمة والخبرات الغنية، التي لم أكن لأكتسبها بوجودي في بلدي وعند أسرتي، حيث يتوافر لديّ كل ما أريد من دون عناء».

ينخرط المعيني، الذي سكن في مدينة «هاليفاكس»، في البيئة الجامعية مع زملائه، ويقول إنه فخور بتجربته «في الإسهام بتعريف قيمنا وعاداتنا إلى الطلاب غير المسلمين». كما واظب على مشاركتهم في نشاطات مختلفة كممارسة الرياضة، خصوصاً السباحة.

يأمل المعيني في الحصول على الوظيفة التي يستطيع فيها أن يسخّر اللغة الإسبانية التي يتقنها، وتلائم تخصصه في الإدارة المالية.

تويتر