مليون درهم كلفة العرس خلال أيام العيد

أفاد مقبلون على الزواج، ومكاتب تنظيم حفلات وأفراح، بأن متوسط كلفة العرس خلال أسبوع عيد الأضحى، تصل إلى مليون درهم، فيما أكدت فنادق كبرى ارتفاع أسعار الحجوزات بنسبة تراوح بين 20 و30% خلال أسبوع العيد، عن الفترة نفسها العام الماضي.

فيما حذرت مؤسسة صندوق الزواج، من استمرار ظاهرة التفاخر والمباهاة والتنافس بين الشباب المقبلين على الزواج، في مواصفات حفلات الزواج، داعية إلى تنظيم أفراح بسيطة وأنيقة داخل قاعات البلديات المجانية.

وتفصيلاً، قال شاب مقبل على الزواج، خلفان حميد، إن الفنادق تبالغ في أسعار حفلات الزفاف، كونها تعلم حرص المواطنين على إقامة أعراسهم في أبهى شكل، وتمسك العروس بأفضل الخيارات، مشيراً إلى أنه حجز قاعتين في أحد الفنادق «الأولى للرجال والثانية للنساء»، بنحو 200 ألف درهم، وبلغت قيمة المشروبات والقهوة والعشاء نحو 700 ألف درهم لعدد 2000 فرد من الحضور الرجال والنساء، بالإضافة إلى 80 ألف درهم ديكور وكلفة الورد لقاعة العروس، بالإضافة إلى كلفة صالون تجميل العرائس.

وأكد حميد أن ما كلفه في عرسه ليس مبالغاً فيه أو حالة فردية، مشيراً إلى أن جميع من يعرفهم من أصدقاء وأقارب، كلفت أعراسهم ما بين 750 ألف درهم و1.5 مليون درهم، المبلغ يتوقف على موعد العرس وعدد الحضور.

فيما أفاد أحد الشباب المقبلين على الزواج، ناصر حسن، أن الموضة هي سيدة الموقف في الأعراس، بسبب التقليد والتنافس، بغض النظر عن الفروق المالية بين شخص وآخر، لافتاً إلى أن التنافس خلق نوعاً وهمياً من الضرورات، يتعين معها تميز كل حفل عن الآخر بالتجهيزات الأسطورية، مثل الإضاءة والكوشة وتجهيز الطاولات وأصناف المأكولات والحلويات، إضافة إلى المشروبات، وتأجير طاقم خدمة خاص لتوزيع القهوة وغيرها من الموضة التي تستنزف أموال العريس.

وأشار حسن إلى أنه على الرغم من اعتراضه وانتقاده هذه العادات، إلا أنه تعاقد عليها في عرسه الذي سيقام ثاني أيام العيد، مشيراً إلى إصرار العروس وأهلها عليها وموافقة أهله وتشجيع شقيقاته على ضرورة إقامتها حتى لا يكون حفل العرس أقل من بقية حفلات أعراس شباب العائلة والمعارف، لافتاً إلى أن كلفة حفل العرس كانت ستقل بنحو 30% لو تم تحديد موعد العرس قبل العيد أو بعده بأسبوع.

فيما أكد مسؤولون بمكاتب أصالة، وأفنان، وعرس المها، وليلة العمر، لتنظيم الأعراس، أن اسعار كلفة الأعراس تحددها الفنادق حسب الإقبال على الحجز، مشيرين إلى أن الأعياد والمناسبات التي تتخللها إجازات طويلة تكون الأسعار فيها اعلى بنسبة تراوح بين 20 و30%، بالإضافة إلى يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع، تكون الأسعار أعلى فيها من الأيام العادية بنسبة 10%.

وأوضح المسؤولون عن المكاتب، ان كلفة الفرد في حفل الزواج في الفندق تبدأ من 300 درهم شاملة قائمة الطعام، وتجهيز الكوشة، والقاعة، وتزيد في بعض الأفراح لتصل إلى 1000 درهم في بعض قاعات الفنادق التي يطلق عليها 7 نجوم، والتي تضم العديد من الخيارات في الكوشة والبوفيه، والزفة وديكورات القاعة، والورد.

وشددوا على أن مكاتب تنظيم الأعراس والحفلات لا تتحكم بأسعار السوق خصوصاً أن معظم الفنادق الآن لديها ادارات لتنظيم الأعراس وبعضها فيه خدمات استيراد طلبات العروس من الخارج، مثل نوع الورد، وديكورات الكوشة، وتورتة العروسين، وأحياناً بعض اصناف البوفيه، بالإضافة إلى بند مطربي الحفل من نجوم الغناء العربي.

في المقابل، افاد فندق قصر الإمارات أن سعر تأجير القاعة لإقامة حفل عرس في قصر الإمارات تبلغ 180 ألف درهم، وتسع القاعة 2400 مدعو، لافتاً إلى أن أسعار قوائم الطعام تراوح بين 350 درهماً و550 درهماً، تشمل الطعام والمشروبات الغازية والعصائر وفقاً للقائمة التي يتم اختيارها، وتكون هناك زيادة في السعر في حالة وجود طلبات إضافية.

وأوضح قصر الإمارات أن كلفة العرس تعتمد عامة على متطلبات العروسين، مشيراً إلى انه لا توجد زيادة في كلفة خدمات الأفراح العام الجاري مقابل العام الماضي، لافتاً إلى أن هناك إقبالاً بصفة عامة على إقامة الأعراس العام الجاري بنسبة تزيد على 20% مقابل العام الماضي.

من جانبها، ذكرت مديرة المبيعات في فنادق ميلينيوم أبوظبي، منى عوني، أن الفندق يؤجر القاعة مجاناً في حالة تقديم خدمات الضيافة، من خلال الفندق على أن يبدأ سعر الفرد بين 150 و250 درهماً، وفق قوائم الطعام المختلفة، لتلبية احتياجات مختلف الأعراس وتبلغ الكلفة شاملة الديكور والكوشة التي يقدمها الفندق حدود 25 ألف درهم، وتتسع القاعة نحو 100 شخص، شاملة تقديم غرفة مجاناً للعروسين لليلة واحدة، وخدمات الساونا والمساج، بينما تسع القاعة في ميلينيوم خليفة 350 شخصاً، وتبلغ الكلفة ما يراوح بين 50 و80 ألف درهم، وفقاً لطلبات العروسين.

وأوضحت عوني أن أسعار خدمات الأفراح لم تشهد زيادة العام الجاري، لجذب المزيد من الأعراس، حيث زاد عدد الفنادق في الإمارة، وزادت حدة المنافسة بينها.

في المقابل، حذرت مؤسسة صندوق الزواج، من استمرار ظاهرة التفاخر والمباهاة والتنافس بين الشباب المقبلين على الزواج، في مواصفات حفلات الزواج، خصوصاً أن تأمين كلفة حفل الزفاف أصبحت شديدة الصعوبة، إذ تقدر بمئات الآلاف من الدراهم.

وأشار «الصندوق» إلى تنظيمه برامج تثقيفية، موجهة إلى الشباب من الشرائح المقبلة على الزواج، سواء في الجامعات، والمرحلة الثانوية، لتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية بناء أسرة سليمة وقوية، لا تبدأ حياتها بالديون، بسبب أمور فرعية وترفيهية،

ودعت إدارة الصندوق الشباب إلى كسر احتكار القاعات الناتج عن الثقافة الخاطئة، بتنظيم أفراح بسيطة وأنيقة في القاعات المجانية التابعة للبلديات، أو المشاركة في الأعراس الجماعية.