معدل استهلاك الفرد من المياه في الدولة الأعلى عالمياً

أكد مؤتمر التغيرات المناخية ومستقبل المياه، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث والاستراتيجية، أن معدل استهلاك الفرد من المياه في الدولة حالياً الأعلى عالمياً؛ إذ يزيد على 500 لتر يومياً، أي أعلى بنحو 82% من المتوسط العالمي، فيما يقارب متوسط هطول الأمطار السنوي في البلاد 100 ملليمتر.

وحذّر المدير التنفيذي للمؤسسة الدولية للمجتمع المدني الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مدير جلسة «مستقبل المياه في منطقة الخليج العربي» الدكتور بهمن بختياري، من أن الإمارات ستستنفد ما لديها من المياه خلال الـ50 عاماً المقبلة، مشدداً على ضرورة التفكير في كيفية إدارة مواردها المائية حتى لا تتعرض لمشكلة متفاقمة في المستقبل.

وأشار إلى أن تحقيق الأمن المائي يُعد تحدياً كبيراً جداً بالنسبة لمنطقة الخليج، ويجب التفكير في إعادة وضع استراتيجيات جديدة لإدارة المياه في المنطقة، خصوصاً أن العديد من اقتصاديات العالم ستتأثر مستقبلاً بمدى جودة إدارتها لمخزونها المائي.

وذكر الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيِّ، سيد آغا، أن ندرة المياه هي حقيقة واقعة في الإمارات؛ إذ ينمو عدد السكان فيها بنسبة 5% في السنة، الأمر الذي يضع مزيداً من الضغوط على ما يسميه بعضهم «أزمة المياه الإقليمية»، مشيراً إلى أن الاستخدام الفعَّال والترشيد في الاستهلاك يجب أن يكونا جزءاً من الحل لهذه «الأزمة» الوشيكة.

وذكر وكيل كلية العلوم في جامعة الإمارات، الدكتور أحمد علي مراد، أن متوسط هطول الأمطار السنوي في البلاد يقارب 100 ملليمتر؛ إذ تراوح بين أقل من 40 ملليمتراً حول واحة ليوا و160 ملليمتراً في الجبال الشمالية الشرقية. وأضاف مراد «إننا بحاجة إلى البيانات لتقدير أثر تغيُّر المناخ في الموارد المائية، ويُعدُّ النقص في البيانات وغيابها من المشكلات الرئيسة التي تعرقل توقُّع أثر تغيُّر المناخ في الدولة، ولا يتوافر متوسط البيانات إلا لبضع دورات تغطِّي 30 عاماً فحسب».

ولفت مراد إلى أن زيادة درجة الحرارة ستؤدي إلى زيادة معدلات التبخر والنتح؛ ما يؤثر بقوة في توافر المياه.

فيما طالب مدير مركز المياه والتغير المناخي في جامعة الإمارات، الدكتور بيتر ويرنر، باتباع طرق حديثة لحماية المخزون المائي في الدولة، منها تدوير المياه المهدرة في عمليات التحلية والمياه المعاد استخدامها، والتفكير في علاج المياه الجوفية الملوثة.