الله بالخير..!

كل سنة يخرج مرض معدٍ جديد، يثير الرعب بين الناس ويهدد أمنهم الاجتماعي، ونعيش حالة من الطوارئ في أخذ الاحتياطات لمواجهته، ولو أعدنا شريط الذكريات إلى الوراء قليلاً، سنتذكر أول تلك الأمراض «الجمرة الخبيثة»، حيث ظننته للوهلة الأولى أنه مزاح وليس حقيقة، فأخذنا نتمازح بهذا الاسم الكوميدي، حتى اكتشفنا مع مرور الأيام أنه حقيقي وخطير، قد يتسبب في الوفاة، فتوقفنا عن الضحك عليه خوفاً من العدوى من باب «العيب بلى من اعاب ابتلى».

قديماً عندما كنا نسمع عن الأمراض المعدية، كل 10 سنوات أو أكثر، كان الاسم كفيلاً بأن يسقطك مريضاً من شدة قبحه.

ومرت السنوات، وقلت الهالة الإعلامية حول المرض، وهدأت الناس، وجاء الصيف فخرجت شركات الماركات ببضائع جديدة، استعداداً لموسم السفر، وصاحبتها غيرة شركات الأدوية الطبية يعني «اشمعنى» الملابس؟ دعونا ندخل السوق بمرض جديد اسمه «السارس» فتحول تركيز العالم إليه، والبحث عن أدوية مضادة له، وهكذا استمر التنافس بين شركات الماركات وبين الشركات الطبية والأدوية، من يجذب المستهلك أكثر كل صيف، والطريف أن الأمراض المعدية لا تخرج إلا مع بداية الصيف، لا أدري لماذا؟

عموماً لا نشكك في حقيقة الأمراض المعدية، وإن كانت القائمة المتجددة من الأمراض أسماؤها فكاهية (كالجمرة الخبيثة، وجنون البقر، وأنفلونزا الطيور، وسارس، والآن كورنا وإيبولا).

قديماً عندما كنا نسمع عن الأمراض المعدية، كل 10 سنوات أو أكثر، كان الاسم كفيلاً بأن يسقطك مريضاً من شدة قبحه (كالسل والحصبة والملاريا.. إلخ)، أعاذنا الله منها.

بالأمس كنت أقرأ عن أحد الأمراض المعدية الجديدة، حيث نشرت القطاعات الصحية احتياطات السلامة من هذا المرض، حتى وصل الأمر إلى عدم السلام بالخد، وعدم المشاركة في سجادة الصلاة، وعدم السلام بالأنف (بالخشوم)، خشية أن ينتقل المرض عن طريق التنفس، وبالتالي أصبحت الحياة تضيق بين فترة وأخرى حتى تسللت الوساوس إلينا حتى في الصلاة، فبدلاً من أن نخشع في الصلاة نفكر في العدوى، أو عندما تسجد تفكر من هو الشخص الذي سجد قبلك في هذا المكان؟

ستلعب بنا وساوس الأمراض المعدية، حتى يأتي يوم نصلي فيه في بيوتنا، ونسلم على بعضنا من بعيد على الطريقة الكويتية «الله بالخير»، ثم على الطريقة الأميركية «هاي»، ثم على الطريقة اليابانية (هز الرأس)، حتى يأتي يوم لا نسلّم على بعض!

إدارة التوعية الأمنية في شرطة دبي

الأكثر مشاركة