«دار الأمان» في الشارقة تؤوي 13رضيعاً لأبناء سجينات
تؤوي «دار الأمان» التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة 13 طفلاً من أبناء السجينات اللاتي يقضين فترة عقوبة داخل المنشآت الإصلاحية والعقابية في الإمارة، من إجمالي 56 رضيعاً تم استقبالهم في الدار منذ مطلع العام الجاري، حسب مديرة الدار مريم إسماعيل.
وتستهدف الدار احتضان الأطفال الرضع دون العامين من العمر غير معلومي الأب، وأبناء التصدع الأسرى، لتوفير حاضنة اجتماعية آمنة لهؤلاء الأطفال.
460 طفلاً قالت مديرة «دار الأمان» في الشارقة، مريم إسماعيل، إن الدار منذ افتتاحها في فبراير من عام 2008 حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، أوت 460 طفلاً وطفلة، إذ حظي هؤلاء الأطفال بمجموعة من البرامج والخدمات المختلفة التي تقدم للرضع وفقاً لمراحلهم العمرية، ما أسهم في استقرارهم، وتحسن مستوى معيشتهم وحالتهم الصحية. |
وقالت إسماعيل لـ«الإمارات اليوم»، إن «أحدث الحالات الواردة إلى الدار كانت لطفلتين توأم من حمل غير شرعي لخادمة من جنسية آسيوية، حيث وضعتهما في منزل مخدوميها في الشارقة الشهر الماضي، دون علمهم المسبق بحملها»، مؤكدة أن «الحالة الصحية للطفلتين جيدة، وأنهما تتلقيان الرعاية والاهتمام بالدار، بعد أن تم إدخال أمهما السجن النسائي بالشارقة لقضاء عقوبة».
وأشارت إلى أن «العدد الفعلي للأطفال الذين تؤويهم الدار بسبب سجن أمهاتهم يتغير بشكل يومي وفقاً لأعداد السجينات اللاتي يدخلن إلى السجن ومعهن أطفالهن، أو الحوامل منهن اللاتي يضعن مواليدهن فيه خلال قضاء فترة العقوبة، كما أن بعض أطفال الدار يتم تسفيرهم مع أمهاتهم بعد انتهاء فترة المحكومية، والانتهاء من الاجراءات القانونية بهذا الخصوص»، موضحة أن الدار تستقبل أطفال السجينات ضمن شروط، منها أن يكونوا دون الثانية من العمر وأمهاتهم يقضين عقوبة في السجن.
وأكدت إسماعيل أن الاطفال يعودون إلى أمهات سجينات معظمهن من جنسيات آسيوية غير عربية تنفذ بحقهن أحكام صادرة جراء إدانتهن بارتكاب جرائم، مثل إقامة علاقات غير مشروعة، كان نتاجها حمل سفاح، أو القتل، أو بقائهن مع أطفالهن في الدولة بطريقة غير مشروعة.
ولفتت إلى ان «الأطفال في الدار ينقسمون إلى فئتين هما: (B) التي تشير إلى الطفل معلوم الأم ومجهول الأب، و(C) وهي فئة الاطفال الذين يواجهون التصدع الأسري في حياتهم بسبب عوامل عدة، كدخول أحد الوالدين السجن مثلاً». وأكدت أن إدارة الدار تحرص على التأكد من نسب الطفل إلى والدته الحقيقية قبل إيوائه في الدار من خلال عمل تحليل لحمض الـ«D.N.A» له ولأمة للتأكد من مطابقتهما، منوهة بأهمية تطبيق مثل هذه الاجراءات لكون بعض أمهات الأطفال غير الشرعيين يقمن بإيداعهم لدى صديقاتهن من الجنسية نفسها، واللاتي يدعين أن هؤلاء الاطفال هم أبناؤهن.
وحول البرامج المتنوعة المقدمة لأطفال الدار قالت إسماعيل، إن الدار تقدم برامج متنوعة، منها الديني والثقافي والاجتماعي والترفيهي والتنموي، موضحة ان البرامج التنموية تنقسم إلى نوعين هما: العناية بالذات والاستقلالية بما يتناسب مع أعمارهم الصغيرة، كالذهاب لدورة المياه والاستحمام وتقليم الأظافر وغيرها، كما تحرص الدار على ترديد الأذكار الدينية الصباحية والمسائية باستمرار على مسامع هؤلاء الأطفال وتعليمهم البسملة وبعض حروف وكلمات اللغة العربية.
وبالنسبة لعدد زيارات الأمهات لأطفالهن بالدار قالت إن «الأمهات يزرن أطفالهن ثلاث مرات يومياً، تستمر مدة الزيارة الواحدة ساعة من الزمن، أما الأمهات المرضعات فيزرن أطفالهن من أربع إلى خمس مرات يومياً كما تقوم الممرضات في ظروف عدة بجلب الحليب من صدور الأمهات المرضعات من داخل السجن وإيصاله إلى أطفالهن في الدار، باعتبار موقعها قريباً من السجن النسائي».
وأضافت أن الدار تضم مقدم الرعاية الاجتماعية (الأم البديلة) التي توجد طوال اليوم في الدار، بالإضافة إلى مربيات ومستخدمتين لأعمال الغسيل والنظافة وغيرها، إلى جانب عدد من السائقين لنقل الاطفال إلى الرحلات الترفيهية التي تقوم بها إدارة الدار لدمجهم في المحيط الخارجي، ولزيادة مساحات مداركهم الاستيعابية.
وحول الخدمات الطبية التي تقدمها الدار إلى أطفالها قالت مديرة «دار الأمان»، إنه يوجد بالدار أربع ممرضات مناوبات على مدار الساعة، يقدمن الرعاية التمريضية المستمرة للأطفال، منوهة بالتعاون بين الدار وكل من مستشفى القاسمي ومركز الأمومة والطفولة من أجل فحص الأطفال ومتابعة حالتهم الصحية، وكذلك لإعطائهم جرعات التطعيم الوقائية المختلفة، وفقاً لمراحلهم العمرية، منوهة بأن دائرة الخدمات الاجتماعية خصصت طبيبة أطفال للدار تقدم لهم خدمات الفحص الدوري من أجل الاطمئنان إلى صحتهم.