المرشد الأسري
يقول القارئ (سيد): «أعاني حالة نفسية متقلبة بسبب ضغوط الحياة ومسؤولية الأسرة المتداخلة مع الأعباء المالية والمهنية، وأشعر بالتوتر والقلق والخوف دائماً، فماذا تنصحونني؟».
يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، على القارئ بالقول:
أمر طبيعي أن يصاب أحدنا بالتوتر والقلق والخوف. والضغوط فرصة لمحاسبة النفس، ومراجعة صفحات حياتنا، نمسح ما فيها من أخطائنا وسلبياتنا، وكلما كان أحدنا قادراً على مواجهة الضغوط بصورة إيجابية، تذكر بأن الفشل صفحة مشرقة بالتجارب، فليس هناك فشل في الحياة، بل هناك مهارات مكتسبة ودروس مستفادة.
الضغوط بطبيعتها تزداد بالاستجابة، وتقوى لكل من يسترسل لدوافعها، ويهرب منها وإليها، فالبعض يقترب ممن يثير مشاعره ويهيج أحاسيسه، ويبتعد عن من يوجهه أو ينصحه، فيعتزل الناس نحو الوحدة والانطوائية.
وما لم تكن يا أخي ممن يمارس تقنيات السيطرة على الضغوط بشكل يومي أو أسبوعي بصورة إيجابية، كنت عاجزاً وقت الصدمات عن تقبّل التوجيهات أو مساعدة ذاتك بتأدية بعض الأنشطة السلوكية كوسيلة تحفيزية في تخفيف حدة التوتر والقلق، ومهارة دفاعية أمامية في مواجهة الأفكار السيئة والعواطف السلبية، وهناك وسائل معينة في إدارة الضغوط، أهمها الصلاة، فهي راحة للنفس، وطمأنينة للقلب، وتهدئة للأعصاب، ومن خلال الجلسات الاستشارية خرجت ببعض النماذج الواقعية التي قال فيها أحدهم ممن وقع في الضغوط النفسية، إن صلة الأرحام وسيلة فاعلة في التخفيف من حدة التوتر والقلق.
وقالت إحدى المتدربات إن سجود الشكر يساعدها على الشعور بالراحة والسكينة، كما أجمع كثير من الخبراء على أن الرياضة والقراءة والتأمل والأنشطة الاجتماعية والثقافة لها دورها في تخفيف الضغوط اليومية، وأجمل ما سمعت في إدارة الضغوط هو إجماع الأسرة على القرآن والعلم.