«الإعلام البرلماني» يدعو إلى مزيد من فرص تأهيل الكوادر المواطنة
اعتبر مشاركون في فعاليات منتدى «الإعلام البرلماني»، أن «التجربة الإماراتية في الإعلام البرلماني لا تختلف كثيراً عن التجارب الدولية والإقليمية الناجحة، رغم أن الكوادر المواطنة في هذا المجال، مازالت بحاجة إلى مزيد من فرص التأهيل والتدريب، ابتداءً من المراحل الجامعية، وصولاً إلى التدريب المهني العملي في الميدان».
مؤسسات برلمانية
قال أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور محمد سالم المزروعي، إن «المؤسسات البرلمانية تختلف عن غيرها من المؤسسات الأخرى في أي دولة من حيث طريقة تشكيلها، وطريقة اتخاذ القرار الذي يتم من خلال الأغلبية، والمفردات التي يعنى بها البرلمان متخصصة جداً، ويعرفها العاملون في هذه المؤسسات، وهي أمور خاصة بالبرلمان، وهذه الخصوصية تعطي للمؤسسات البرلمانية خصوصية في تعامل الإعلام معها». |
وقالوا إن «المتابع لمسيرة الإعلام البرلماني في الدولة، سيجد أن تجربتنا ليست ببعيدة كثيراً عن ما يحدث في البرلمان الأوروبي من تفاعل مع المجتمع، بينما تحتاج الجامعات الوطنية إلى أن تتبنى ضمن مناهجها الإعلامية تخصصات تعنى بالإعلام البرلماني، لمن يرغب من الطلاب في دراسة متخصصة حول تناول القضايا البرلمانية».
وأكد رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد المر، أن «الإعلام البرلماني المتفاعل عن قرب وبعمق مع معطيات مختلف جوانب العمل البرلماني بأبعاده التشريعية والرقابية والسياسية كافة، يضطلع بدور مهم في تعزيز وتنمية الوعي البرلماني، ويسهم في تعزيز الثقافة والحياة البرلمانية والتواصل بين البرلمانيين والجمهور، وتفعيل المشاركة السياسية لمختلف قطاعات وشرائح المجتمع، خصوصاً في ضوء تطورات الحياة البرلمانية في الدولة».
وتفصيلاً، نظمت الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي، أمس، في دبي، الدورة الثانية من منتدى الإعلام البرلماني، بعنوان: «آفاق الإعلام البرلماني ودوره في تعزيز الثقافة البرلمانية والمشاركة السياسية»، بمشاركة أساتذة وخبراء في الإعلام البرلماني من الإمارات والدول العربية الشقيقة والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي. وقالت رئيس لجنة التعليم والإعلام والثقافة في المجلس، الدكتورة منى جمعة البحر، إن «المؤسسات الإعلامية الوطنية ينبغي لها أن تسعى إلى إيجاد موارد بشرية وتدريبها بصورة متخصصة للعمل في هذا المجال، بحيث نسعى إلى تأسيس ثقافة ووعي شعبي بالبرلمان ودوره ومنجزاته». وناقش المنتدى خلال جلسة العمل الأولى التي عقدت بإدارة الدكتورة منى البحر، ثلاثة أوراق عمل، فيما ناقشت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة حصة لوتاه، ورقتي عمل الأولى قدمها وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس، طارق لوتاه، بعنوان: « دور الإعلام البرلماني في العملية الانتخابية للبرلمان»، والثانية قدمها الخبير في مجال التواصل الاجتماعي، الدكتور محمد حجاج، بعنوان: «الإعلام البرلماني تثقيف وتنوير للرأي العام وتعزيز الثقافة البرلمانية».
تخصص مميز
وقال رئيس المجلس، محمد أحمد المر، إن «المجلس بادر بتنظيم المنتدى إيماناً منه بأن هذا التخصص الإعلامي المميز، بفنونه ووسائله التقليدية والحديثة كافة هو العنصر الرئيس المكمل للحياة البرلمانية، سواء من حيث دوره في التعبير عن الرأي العام بشأن مجريات العمل البرلماني وأداء ممثلي الشعب، أو من حيث مسؤوليته في نقل أعمال البرلمان، وشرحها والتعليق عليها».
وأضاف أن «الإعلام البرلماني المتفاعل عن قرب وبعمق مع معطيات مختلف جوانب العمل البرلماني، بأبعاده التشريعية والرقابية والسياسية كافة، يضطلع بدور مهم في تعزيز وتنمية الوعي البرلماني بمعناه الأشمل، ويسهم في تعزيز الثقافة والحياة البرلمانية، والتواصل بين البرلمانيين والجمهور، وتفعيل المشاركة السياسية لمختلف قطاعات وشرائح المجتمع، خصوصاً في ضوء تطورات الحياة البرلمانية في الدولة، التي ستشهد العام المقبل العملية الانتخابية الثالثة لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، لفصله التشريعي الـ 16».
وتابع أن «المجالس البرلمانية هي أكثر المؤسسات تشابكاً مع مختلف شرائح وقطاعات المجتمع، وبصفتها تُمثل الشعوب، وبما تضطلع به من أدوار، تعد المنابر التي تُعبر عن آمال وطموحات وقضايا المجتمع، وهموم المواطنين ومشكلاتهم في مختلف مناحي الحياة، لأن الإعلام بحكم مسؤوليته الاجتماعية يستطيع أن يُسلط الضوء وينقل ويطرح هذه المشكلات طرحاً موضوعياً بالمشاركة والنقاش والحوار مع مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية وقادة الرأي العام».
وأشار إلى أن «الإعلام يستطيع أن يُقدم الملاحظات والآراء والأفكار، وربما الحلول والمقترحات المناسبة، لمعالجة هذه القضايا، ويضعها أمام ممثلي الشعب، وبذلك يُسهم بشكل فاعل في إثراء معلوماتهم وتعزيز دورهم وأدائهم على الوجه الأفضل من ناحية، ويَعمل على تعزيز التفاعل والمشاركة المجتمعية في الحياة البرلمانية من ناحية أخرى». من جهته، قال الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، مارتين شونجونج، إن «المنتدى مهد الطريق أمام البرلمانات في المنطقة للمشاركة في الإعلام على نحو يتسم بمزيد من الشمولية وتظافر الجهود»، مشيراً إلى أن «المنتدى يشكل حدثاً خاصاً، إذ إنه يركز على جزء متخصص ومحدد من الإعلام وهو الإعلام البرلماني، ويتمحور هدف الإعلام البرلماني حول النائب البرلماني، وما يدور داخل أروقة البرلمان، حيث ينقل ما يقوم به البرلماني». وأكد أن «الإعلام البرلماني الذي يعكس التنوع السياسي الذي يقوم بالدور المنوط به، هو ذلك الإعلام الذي يؤكد فعالية وصلاحية العقد السياسي المبرم بين الدولة والمواطن، فالحكومة تشكل من الشعب عن طريق أفراد الشعب لتحقيق مصالح الشعب».
تجربة انتخابية
وتطرق وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، طارق لوتاه، إلى تجربة انتخابات المجلس، ودور الإعلام في العمل البرلماني، والتوعية بالعملية الانتخابية، وتعزيز الوعي السياسي، وثقافة المشاركة السياسة لدى المجتمع، لافتاً إلى «تجربة اللجنة الوطنية للانتخابات في الاستفادة من الإعلام لتنمية الوعي بدور المجلس الوطني الاتحادي ودفع الناخب إلى المشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية».