المستشار الأسري

المستشار الأسري عيسى المسكري

تقول قارئة: ابني يبلغ من العمر خمس سنوات، ولا يطيع أمري، ولا يسمع قولي، يتمرد في كل شيء ما هو الحل؟

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري على القارئة بالقول:

أسباب التمرد لدى الأبناء عدة وأهمها الحرمان العاطفي، إذ يبدأ الابن أولاً بالعناد، فإن شعر بأنه قادر على تحقيق مطالبه من خلال عناده ينتقل إلى رفض الأوامر والتمرد والعصيان، والحياة العصرية بما فيها من تعقيدات بظروفها المتشابكة تجعلنا نغفل عن أبنائنا، فالعطاء العاطفي لا تقل أهميته عن الطعام والشراب، بل هناك دراسات توضح أنه أكثر أهمية من الطعام والشراب، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالجوع العاطفي، حيث يخيم في حياتهم شبح الوحدة وكوابيس الإهمال، ما ينعكس ذلك على سلوكهم وتصرفاتهم، وأفضل طريقة للتعبير عن هذا الحرمان هو التمرد، والتمرد رسالة مباشرة للآباء والأمهات بتقصيرهم وإهمالهم، ودعوة لمراجعة الحسابات سريعاً قبل فوات الأوان، فنقص العاطفة قد يؤدي في كثير من الحالات الى ظهور الحس العدواني والميل التدميري.

وهناك أسباب أخرى للتمرد عند الطفل، منها اثبات ذاته وشخصيته خصوصاً إذا شعر بالإهمال أو ابعاد كيانه عن التعبير وابداء الرأي، كما يلجأ بعض الأطفال إلى التمرد بسبب الغيرة والتفرقة في التربية، وقد يعاقب بعض الأبناء بالضرب أو العنف والقسوة، والتمرد رد مباشر عما يحسه الطفل بالظلم نتيجة الضرب المبرح، فيعاند ويتمرد أكثر وأكثر، فالضرب وسيلة لغرس سلوك سلبي في هذه السنوات المبكرة، وذكرت دراسات أن التمرد ناتج عن الاستجابة لواقع سيّئ، مثل تمرد الزوجة على زوجها أو تمرد ابن على أهله، وأن عدم ازالة هذه الصورة السلبية في المنزل تبقى سلبية التمرد باقية.

وكذلك ترك الأبناء يشاهدون التمرد والعصيان بصور كرتونية في التلفاز تبني فيهم سلوكاً سلبياً جديداً، فشاهد مع أبنائك ما يشاهدون حتى تكون على ادراك مما يعرض عليهم، وأهم طرق العلاج معرفة الأسباب وأخذ خطوات عملية لإظهار قدرات الطفل الفكرية، بتنمية مواهبه، وتحفيزه على انجازاته، وإظهار محاسنه امام أصدقائه، ومدحه والثناء على جميل صنعه، ويجب تعليمه تحمل المسؤولية، بل تفويضه بمهمات أسرية على قدر استيعابه، وتكليفه ببعض الأعمال المنزلية على حسب قدراته، ولا يؤمر فوق طاقته أو يُطلب منه أمر لا يستوعبه عقله، فالعجز بالنسبة له تجربة سلبية على التمرد والعصيان، وكثيراً ما يعاقب الطفل على سلوكه السلبي ولا يمدح أو يكافأ على سلوكه الإيجابي، فلا تقدم العقوبة قبل معرفة أساب التمرد، ولا تكثر منها فقد تفقد معناها، ولا تعاقبه أمام إخوانه، فقد تترك العقوبة السلبية آثاراً نفسية يعبر عنها بالعصيان والتمرد.

تويتر