«أم يوسف» تواظب على حياكة العلم لترفعه وعائلتها في اليوم الوطني
للعام الثالث على التوالي تحرص (أم يوسف ـ 70 عاماً) على أن تحوك علم الدولة بيدها، تعبيراً عن عشقها الكبير لبلادها. وهي لم تختر علماً صغيراً، بل عمدت أن يكون علماً طويلاً يمتد على مسافة تزيد على 20 متراً، وظلت تحوكه لأكثر من 100 يوم، وقد جمعت أبناءها وأحفادها في مجلس منزلها بمنطقة أم سقيم في دبي، ليشاركوها حياكة العلم.
وتحرص الأم والجدة (أم يوسف) على أن تحول عملية حياكة العلم إلى محاضرة لزرع حب الوطن في نفوس الأبناء والأحفاد، وتروي لهم مشاهد من تاريخ الدولة، وكيفية نشأتها، والصورة التي كانت عليها قبل 43 عاماً، والواقع المبهر الذي صارت عليه الإمارات، وقالت لـ«الإمارات اليوم» إنها منذ ثلاثة أعوام اعتادت حياكة علم كبير للإمارات، لتزين به واجهة منزل أسرتها بمنطقة أم سقيم في دبي، وأضافت «قبل نهاية كل عام أطلب من أبنائي أن يحضروا لي قطعاً طويلة من القماش بألوان علم الدولة، وأتولى أنا وأبنائي وأحفادي خياطة هذا القماش، صانعين منه علماً طويلاً يمتد لعشرات الأمتار، تمهيداً لرفعه في اليوم الوطني».
وعلى مدار ما يزيد على ثلاثة أشهر تجمع أبناءها وأحفادها كل ليلة ليتولوا خياطة أجزاء من العلم الطويل، في سهرات عائلية تتحول إلى جلسات للتحدث عن تاريخ الدولة، وتقول (أم يوسف): «أحرص على أن أروي تاريخ بلادي لأحفادي، وأشرح لهم كيف تأسس الاتحاد قبل 43 عاماً، وكيف كانت الحياة قبل قيام الدولة»، وتتابع «أنقل لهم مشاهد من الحياة البسيطة التي كنا نعيشها قديماً قبيل 60 عاماً، وكيف كانت الشوارع ضيقة والبيوت صغيرة، ونقص كثير من الخدمات الضرورية للحياة».
وتكمل «أحفادي الصغار يرون طفرة حضارية وعمرانية كبيرة، وتحيط ببيتهم مشاهد الأبراج الشاهقة في شارع الشيخ زايد، وبالقرب من بوابة منزلهم يقف (برج العرب) بألوانه المبهرة، هم يرون حاضر الإمارات الرائع، وأنا أنقل لهم مشاهد من ماضي الدولة، ليقارنوا بينهما، ويدركوا المجهود الكبير الذي بذله قادة الوطن وأبناؤه ليصلوا إلى هذا التقدم الكبير». وأكثر ما يسعد (أم يوسف) أن أحفادها أصبحوا يعشقون هذا التجمع السنوي، ويجلسون إلى جوارها لساعات عدة كل ليلة ليحوكوا بأيديهم علم الدولة.
وبعد أن تنتهي (أم يوسف) من خياطة العلم، يتولى أبناؤها رفعه على واجهة المنزل ليصبح واحداً من أكبر أعلام الإمارات المرفوعة في الدولة.