بن خلدون: الانشغال بطلب الخبز لا ينفي الحاجة إلى المعرفة
قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزارة التعليم العالي في المغرب، الدكتورة سمية بن خلدون، إن انشغال المواطن في كثير من البلدان العربية بتوفير القوت اليومي لا يعني أن العمل على بناء اقتصاد ومجتمع المعرفة في غير مكانه، حيث إن هناك اتصالاً وطيداً بين الأمرين.
وأوضحت، خلال جلسة حملت عنوان «اقتصاد المعرفة بين الواقع والتطبيق»، وعقدت أمس ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر المعرفة الأول، أنه حين نتكلم عن الزاد اليومي كمنتج ومخرج، فإننا نشير عندها إلى المعرفة كمدخل ومقوم أساسي ليدير عجلة الاقتصاد، الذي بدوره يوفر فرص العمل ويحقق الاكتفاء والاستقلالية التي ستتيح مجدداً البيئة المناسبة لإنتاج ونقل وتوطين المعرفة.
وأكد المتحدثون في الجلسة أن النهوض بالتعليم كأداة تفكير ووسيلة تطوير، مرتكز أساسي في بناء مجتمعات المعرفة، وأن على مراكز القرار في الدولة المسؤولية الأولى في اتخاذ الإجراءات وتطبيق السياسات المطلوبة للتحول إلى الاقتصاد المعرفي. وشرحت بن خلدون أنه في سبيل الحصول على الحد الأعلى من المعرفة، يجب الوقوف أولاً عند الظواهر التي تحد من تطور المجتمع بالشكل المطلوب، مؤكدة أن السياسات العامة هي التي توفر المستوى والحجم المطلوبين من التعليم، كما تعمل على متابعة العملية التعليمية في كل مستوياتها، وصولاً لمؤسسات البحث والابتكار العلمي، وما يتطلبه ذلك من ميزانيات سنوية تضمن الاستمرار في المسار والمستوى نفسيهما. وأضافت أنه يجب أيضاً عدم إغفال دور القطاع الخاص، وأن هناك مسؤولية تقع على عاتق الدولة تتعلق بوضع النظم والآليات المحفزة لتشجيع القطاع الخاص على الإسهام الفعال في عمليات بناء اقتصاد المعرفة ومجتمعات المعرفة.
من جهته، بيّن رئيس المشروع الوطني لتوطين وقياس المعرفة الإنتاجية في الكويت، الدكتور خالد الحشاش، أن هناك أربعة محاور رئيسة لقياس مستوى وحجم المعرفة الإنتاجية في المؤسسات الحكومية، تتضمن الدائرة التشريعية والدائرة التشغيلية، والدائرة التعليمية، والدائرة الثقافية.
وجزم الحشاش بأنه لا يمكن للدولة البدء في بناء وإنتاج وتوطين المعرفة، ما لم تقم أولاً بقياس المعرفة الإنتاجية في كل المجالات، وعلى كل المستويات.
واعتبر أن ذلك متطلب أساسي للتمكن من إدارة عمليات إنتاج المعرفة، لأنه سيمكنها من تحديد مساراتها وخططها بما يضمن تحقيقها للأهداف المطلوبة وعدم هدر الطاقة والوقت.
وأكد الحشاش أنه لابد من إعادة النظر في المناهج التعليمية في مدارس الكويت، مشيراً إلى اعتبار المؤسسة التعليمية الحاضنة الأساسية لعملية تلقي وإنتاج المعرفة، في وقت يجب النظر إلى مؤسسات المجتمع ككل على أنها شريك أساسي في عملية بناء مجتمع واقتصاد المعرفة. أما نائب عميد جامعة تشيستر للأعمال في بريطانيا، البروفيسور بيتير ستوكس، فأكد أن عملية نقل وتوطين المعرفة ليست أمراً أوتوماتيكياً، وأنها تتطلب وقتاً طويلاً وتمر بعدد من المراحل التي تختلف بمضمونها وبالجدول الزمني المطلوب لتطبيقها، وكذلك الهدف المنشود لكل مرحلة من بلد إلى آخر، وفقاً لاختلاف التجربة التاريخية والسياسية والمكونات الأساسية الديموغرافية والثقافية للمجتمع في كل بلد.