ضاحي خلفان: أدى إلى افتقاد الأرضية المناسبة لإنتاج وتوطين المعرفة

الجلسة الختامية لـ «المعرفة الأول» تناقش آثار «الربيع العربي»

بحث هيكل مؤشر المعرفة العربي خلال مؤتمرين بالقاهرة والرياض العام المقبل. تصوير: أشوك فيرما

ناقشت الجلسة الختامية لمؤتمر المعرفة المنعقد في دبي، أمس، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر، الآثار التي خلفها «الربيع العربي» على منظومة المعرفة، وكيفية التعامل معها، وأدارت الجلسة المذيعة منتهى الرمحي، وشارك فيها نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، ورئيس وزراء جمهورية مصر العربية الأسبق، عصام شرف، والمذيع التلفزيوني، ريز خان، والإعلامي حمدي قنديل، وعضو مجلس أمناء الجامعة الأميركية بالقاهرة، بيتير غيلن.

بناء المعرفة

قال رئيس منتدى الاقتصاديين العرب، سمير العيطة، إن هناك لغطاً كبيراً بين الإنفاق الحكومي والإنفاق الاجتماعي في مجال بناء نظام المعرفة، ضارباً مثلاً بالقصور البالغ في المنطقة العربية في مجال البحث العلمي، بإصابة نحو 30% من الشعب المصري بـ«الهيبيتايتس»، في وقت لم تفكر فيه أي دولة عربية في الإنفاق على علاج هذا المرض وحل مشكلاته من جذورها.

ورأى أن الثقافة والعقلية السائدة في المنطقة العربية لا تعرف كيف تواجه المسؤول وتحاسبه، في وقت يعتبر ذلك أمراً حاسماً في عملية التقييم في أي من مراحل البناء المعرفي والتنموي.

وقال الفريق ضاحي خلفان تميم، إن «الربيع العربي» أدى إلى افتقاد الأرضية المناسبة لإنتاج وتوطين المعرفة، وبالتالي ازدهارها وتطورها، كما أنه في بعض بلدان الوطن العربي يتم تغييب العقول المفكرة والمنتجة للمعرفة، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من العقول العربية الرائدة، إلا أنه لا أحد يعرف عنها، وبالتالي لن يتم بلوغ المعرفة إلا باحترام العقول المفكرة والمنتجة للمعرفة.

وأفاد بأن التعليم في الوطن العربي لم يتمكن من إنتاج أجيال قادرة على الالتحاق بسوق العمل، وأنه من الضروري العمل على وضع صياغة جديدة متقدمة للتعليم.

من ناحيته، قال رئيس وزراء مصر الأسبق، عصام شرف، إن تقييم الحالة المعرفية أو أي عنصر آخر قبل أو أثناء أو بعد «الربيع العربي» يجب أن يصاحبه تقييم لآراء وحاجات الشباب، مضيفاً أن الهوية الوطنية في العالم العربي بدأت بالانسحاب أمام الهويات الفرعية، حيث يعاني الوطن العربي الخلط بين مفهوم الوطن والدولة.

وأوضح المذيع التلفزيوني، ريز خان، أن الأمر المثير للاهتمام خلال أحداث «الربيع العربي» هو دمج المشاعر بما حدث، فكان الخطر الأكبر انخراط الشباب بكل ما هو غير مقبول من تطرف، بسبب تحكم المشاعر بما يحدث على الساحة العربية، وذكر أن «الربيع العربي» حوّل جل اهتمام الناس لمسألة الأمن والسلامة، ما أثر سلباً في التعليم الذي لم يكن ضمن أولوياتهم.

من جهته، قال حمدي قنديل، إن الثورات لا يمكن أن تأتي ثمارها إلا بعد سنوات، وأن بلدان «الربيع العربي» تحتاج إلى فترة طويلة لبناء النظام الجديد، مؤكداً أن هناك نخبة في العالم العربي كانت منفصلة عن الشارع قبل «الربيع العربي»، بدليل النتائج التي أعقبته، والتي كشفت عن عمق وحجم الأزمات التي تعانيها تلك البلدان على كل الصعد.

إلى ذلك ناقشت الجلسة الأولى في آخر أيام مؤتمر المعرفة الأول تعريف مؤشر المعرفة العربي للتنمية، وأعلن المستشار الثقافي في حكومة دبي العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، الدكتور جمال بن حويرب، أنه سيتم العام المقبل تنظيم ملتقيين في الرياض والقاهرة، يعقد خلالهما مجموعة من المختصين والخبراء ورش عمل لوضع الهيكلية الأساسية لمؤشر المعرفة العربي للتنمية، ليتم في ديسمبر المقبل الإعلان عن مكوناته.

وأدارت الجلسة الإعلامية راغدة درغام، وشارك فيها رئيس منتدى الاقتصاديين العرب، سمير العيطة، ووزيرة الثقافة الأردنية، الدكتورة لانا مامكغ.

وأشار سمير العيطة، إلى عدم جدوى اعتماد مؤشر عربي لقياس الوضع المعرفي في كل بلدان المنطقة العربية، إلا إذا كان بغرض قياس التكامل بينها، في ما يتعلق على سبيل المثال بالإنفاق على تطوير المؤسسات التعليمية، مضيفاً أنه لا يمكن مقارنة بلد مثل الصومال بدولة مثل الإمارات، وبالتالي لا يمكن اعتماد المؤشر نفسه لقياس الحالة المعرفية في البلدين.

ولفت إلى موضوع اللاجئين العرب على مر السنوات الماضية، مؤكداً أن اللاجئين كانوا دائماً كتلة بشرية مهمشة من المؤسسات التعليمية في أي مكان تلجأ إليه.

تويتر