حنيف حسن: تعزيز الفكر الوسطي حل رئيس لمواجهة الإرهاب
حقوقيون وخبراء: نظرية المؤامرة وأفكار الماضي تجذبان الشباب إلى التطرف
قال خبراء وحقوقيون إن هناك فئات في المجتمعات العربية تواجه تحديات الحاضر باستدعاء أدوات الماضي، والاعتماد على نظرية المؤامرة وتخوين وتكفير كل من يخالفهم في الرأي متحصنين بمفردات دينية، مؤكدين أن تعزيز الفكر الوسطي لدى الشباب ضروري لمواجهة الإرهاب في هذه المرحلة التي تستهدف فيها هذه الفئة من جانب الجماعات المتشددة، وأن هناك مسؤولية جماعية على مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لترسيخ هذا الفكر وزيادة الوعي في المجتمع.
وأكدوا خلال ندوة أول من أمس، تحت عنوان «العقل العربي ونظرية المؤامرة»، ضرورة البعد عن الأوهام الفكرية التي تشكل جوهر نظرية المؤامرة، من خلال طرح الأفكار الصحيحة والشفافية والدقة في تقديم المعلومات حتى تتحقق الثقة بين المجتمع وصانعي القرار.
نظرية المؤامرة قال رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان عبدالغفار حسين، إن نظرية المؤامرة سيطرت على عقلية بعض الأجيال العربية منذ نحو 50 عاماً وحاولت استغلالها للانقلاب على الأنظمة الحاكمة، مؤكداً أن هذا الفكر يعكس نوعاً من العجز في مواجهة المشكلات وهروباً من الواقع. |
وتفصيلاً، قال رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، الدكتور حنيف حسن، الذي استضاف الندوة، إن قطع الطريق أمام الأفكار المتطرفة التي تروجها جماعات العنف يستلزم تحصين وعي الشباب وتأمينهم فكرياً من خلال رفع مستوى وعيهم. وأضاف أن الفكر الوسطي يعد إحدى الآليات المهمة لمواجهة الإرهاب خصوصاً في ظل تبني تلك الجماعات لخطاب متطرف، وترويجهم لأوهام لا تتناسب مع العصر.
وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني ينبغي أن تعمل جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة في ترسيخ هذا الفكر بمفرداته الثقافية والاجتماعية، خصوصاً في ظل الدعم الذي تحظى به من قيادة الدولة، لافتاً إلى أن تنظيم مثل هذه الندوات يأتي في سياق هذا الدور الذي يهدف إلى توعية الشباب بمخاطر التطرف والعنف، واللجوء إلى أفكار لا يمكن أن تتناسب مع العصر.
إلى ذلك، قال المفكر السياسي الدكتور عبدالحميد الأنصاري، إن فئات كبيرة في المجتمعات العربية باتت تستخدم نظريات المؤامرة لتبرير حالة الإخفاق والفشل والتشتت وتحمل الآخر مسؤولية التشرذم الذي يسود بعض المجتمعات، ومن ثم تستند إلى هذا التبرير في استخدام العنف ضد الآخر.
وأضاف أن هذه الفئات تستدعي أفكاراً من الماضي لمواجهة تحديات الحاضر مثل مفهوم الخلافة الإسلامية، مؤكداً أنهم يخدعون الشباب بهذه الأوهام لإدراكهم أنها لها جاذبية لدى البعض.
وأوضح أن اللجوء إلى الفكر التآمري يُعد حلاً سهلاً في تبرير المشكلات ومواجهة الأحداث الإقليمية والدولية، لذا احتل مساحة كبيرة لدى العقل الجمعي لشرائح كثيرة، لافتاً إلى أن الخطاب الإعلامي رسخ للأسف هذه النظرية بتحميل الآخر سلبيات ليس له دخل بها، وكان لهذا الخطاب تأثير كبير للأسف لما يتمتع به من قوة وسرعة في الانتشار.
ولفت إلى أن هناك تيارات منخرطة في الشأن العام توظف نظرية المؤامرة سياسياً وإيدليوجياً ودينياً لجذب الجماهير إليها، واستقطابهم بشكل غير مباشر في صراعهم على السلطة، مثل جماعات الإسلام السياسي التي تخوّن كل من يخالفها في الرأي وتلوي الدين لخدمة أغراضها، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين التي ظلت تهاجم إسرائيل وتعتبرها أصل المصائب والمؤامرات، وفور أن وصلت هذه الجماعة للسلطة كانت أكثر صداقة مع إسرائيل من أي نظام آخر، وتوددت إليها حتى تكون أكثر قرباً من أميركا وتتحق كل مطامعها في الحكم.
وأوضح الأنصاري أن وقوع الشاب في فخ نظريات المؤامرة يجعله هدفاً سهلاً لاحقاً للجماعات الإرهابية لاعتقاده بأنها تحقق له التوازن النفسي والفكري.
وأكد أهمية تبني فكر جديد يعتمد على الجدية في التطور التقني والعلمي واحترام الآخر، وعدم الخوف من أي غزو فكري أو عولمة ومؤامرة أو غيرها من الأفكار التي تسوقها تلك الجماعات، مشيراً إلى أن الانفتاح على الثقافات الأخرى والاستفادة من التجارب الناجحة يمثل حلاً لمواجهة الأفكار الظلامية.
إلى ذلك، ذكر مدير معهد العربية للدراسات، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات هاني نسيرة، أن التعامل بشفافية ودقة في طرح المعلومات على الرأي العام من شأنه أن يخلص المجتمعات من الأوهام ويحمي الشباب من نظريات المؤامرة وكراهية الآخر. وأكد ضرورة البعد عن الأوهام الفكرية التي تشكل جوهر نظرية المؤامرة، من خلال طرح الأفكار الصحيحة والشفافية والدقة في تقديم المعلومات حتى تتحقق الثقة بين المجتمع وصانعي القرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news