يتخصص في «دراسات الصم» بجامعة «سينترال كونيتيكت» الأميركية

التميمي: بالتفاؤل والأمل ندمج الصم في مجتمع الأصحاء

صورة

لم تقتصر جهود المواطن الأصم، زايد حمد التميمي، في إيصال صوت الصم الصامت إلى المجتمع، على إطلاق المبادرات والبرامج الخاصة بهذه الفئة فحسب، بل تعدّتها إلى اللجوء إلى «دراسات الصم» خلال الرحلة العلمية التي قام بها، أخيراً، للحصول على التعليم الجامعي في الخارج.

زايد التميمي:

•انتمائي لهذه الفئة الخاصة زاد من إدراكي لفلسفة هذه الدراسات وأهمية الإلمام بها، في محاولة للارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم على المستويين الاجتماعي والحكومي.

أدرك التميمي، الطالب في السنة الأولى بـ«جامعة سينترال كونيتيكت» في الولايات المتحدة الأميركية، أن اختياره لـ«دراسات الصم» سيسهم في تعزيز جهوده الفردية في خدمة هذه الفئة، والعمل على تعزيزها وتطويرها بما يواكب التغيرات والتطورات الجديدة التي تطرأ على المجتمع بشكل كبير. «لاسيما أن هذه الدراسات تعتمد على علم متخصص في حياة الصم ومجتمعهم الذي يضم تفاصيل مختلفة، من الضروري التعرف إليها، وإلى ماهيتها وأفضل السبل الخاصة بالتعامل معها». وشدد التميمي على القول إن «انتمائي لهذه الفئة الخاصة زاد من إدراكي لفلسفة هذه الدراسات وأهمية الإلمام بها، في محاولة للارتقاء بشتى الخدمات المقدمة إليهم على المستويين الاجتماعي والحكومي على حد سواء، الأمر الذي يضمن تساوي الحقوق أسوة بالواجبات بين مختلف فئات المجتمع».

لم تخلُ بدايات رحلة التميمي، المبتعث من قبل «مجلس أبوظبي للتعليم» للدراسة في الخارج، من التحديات التي تتشابه في جوهرها مع تلك التي صادفت أقرانه من الأصحاء، باستثناء لغة الإشارة التي تختلف عن اللغة التي اعتادها «فلغة الإشارة الخاصة بالمجتمع الأميركي تختلف عن لغة إشارة صم المجتمع الإماراتي، التي أعرفها جيداً، الأمر الذي حرصت على التغلب عليه مع مرور الوقت بالدأب على تعلّم هذه اللغة الجديدة عليّ، ما زاد من مهاراتي الخاصة بهذه اللغة الغنية، التي تطلق على وسيلة التواصل غير الصوتية التي يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة سمعياً (الصم) أو صوتياً (البكم)، فضلاً عن تعرّفي إلى جوانب مختلفة من المجتمع الأميركي الغني بالتنوع الفكري والثقافي» وفقاً للتميمي.

يحرص التميمي، الموظف المتفرغ في دائرة النقل بأبوظبي، بشكل كبير على الانخراط في المجتمع الأميركي الذي يدرس فيه حالياً، لنهل العلم ونقل الخبرات والخدمات التي يدأب مسؤولون وأفراد في هذا المجتمع على تقديمها لفئة الصم، فلا يواجهون أي مصاعب تذكر في قصد الأماكن المختلفة والاستفادة من خدماتها «الأمر الذي يمكن تطبيقه في الدولة في ظل القيادة الرشيدة التي تسعى إلى توفير حقوق الصم أسوةً بالفئات الأخرى»، مضيفاً «بالتفاؤل والأمل ندمج الصم في مجتمع الأصحاء».

وكما هي دراسة التميمي، التي ترتبط حالياً بفئته وتسعى لخدمتها، كذلك نشاطاته في أوقات الفراغ، حيث تنصبّ على الهدف ذاته «لارتباطها بخدمتهم والتوعية بحقوقهم وواجباتهم، وتسلط الضوء على مشاركاتهم في الفعاليات والمناسبات المختلفة، كما هي حال أقرانهم من الأصحاء». ومن آخر نشاطات التميمي ترجمته برفقة أصدقائه الصم النشيد الوطني إلى لغة الإشارة، في يوم العَلَم، الذي صادف الثالث من شهر نوفمبر العام الماضي.

يذكر أن نشاطات التميمي لإيصال صوت الصم الصامت، تتجلى بوضوح في حسابه الخاص على برنامج «إنستغرام»، الذي يضم باقة منوعة من الرسائل الخاصة بتوعية أفراد المجتمع بلغة الإشارة، للتواصل والتفاهم والاندماج مع الصم، هذا إلى جانب إطلاقه، بصحبة فريق عمل مشرف، برنامج «مع زايد» عبر قناة خاصة على «اليوتيوب»، يحتوي على خواطر الصم ورسائل موجهة منهم إلى المجتمع، تحمل صوتهم الصامت. ويحرص التميمي على أن يكون أصم فعالاً في المجتمع، ممثلاً أفراد فئته من الصم في الفعاليات والمناسبات الوطنية المختلفة، من خلال المشاركة والتجاوب معها في مختلف مواقع التواصل على الإنترنت، ومنها نشره فيديو خاصاً بلغة الصم.

 

 

تويتر