رئيس «الهندسة الجنائية»: الكاميرات حل سهل للقضاء على «حرائق الجن»
قال رئيس قسم الهندسة الجنائية (قسم الحرائق سابقاً) في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، أحمد محمد أحمد، إن «بعض الحرائق يدّعي أصحابها أن الجن وراء اشتعالها، ونكتشف بعد المعاينة العلمية أن أحد الموجودين في المكان هو من أشعلها»، مشيراً إلى أن ذلك يحدث عادة في منازل يدّعي أصحابها أنها «مسكونة» للحصول على تعويضات أو استبدالها.
وأضاف أحمد لـ«الإمارات اليوم» أن «هناك حلولاً سهلة كفيلة بالقضاء على ما يعرف بـ(حرائق الجن)، تتمثل في تركيب كاميرات بالمنزل».
رداءة التوصيلات قال رئيس قسم الهندسة الجنائية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، خبير أول أحمد محمد أحمد، إن «بعض أصحاب المنازل يلجأون إلى عمالة رخيصة لتركيب التوصيلات الكهربائية في بيوتهم، وهي غالباً غير مؤهلة، ويعوّضون جهلهم بالحصول على مقابل زهيد، ومن ثم يكونون سبباً في كثير من الحرائق لرداءة التوصيلات التي يقومون بها، خصوصاً عند تركيب أجهزة التكييف». |
وتفصيلاً، قال أحمد إن خبراء الحرائق يعملون بشكل علمي، وفق قواعد محددة، منها الاستماع إلى أصحاب العلاقة، سواء كان مالك المكان أو من يديره، مشيراً إلى أن الخبير يسمع الرواية لكنه قد لا يصدقها، لأن هناك حالات كذب، وأغربها الادعاء بأن الجن وراء إشعال النيران.
وأضاف أن «هذه الحالات تتكرر حين يريد أصحاب المنزل تعويضاً أو استبدال السكن، فيدّعون أنه مسكون».
ولفت إلى أن «آخر الحالات التي تعامل معها بهذا الشكل، كانت لامرأة ادعت أنها شمت رائحة حريق في الشقة. وعندما فتحت باب الغرفة فوجئت بأحد يدفعها للداخل ويغلق عليها الباب، ثم اشتعلت النيران، وأغمي عليها إلى أن كسروا الباب وأخرجوها».
وذكر أحمد أن الحريق كان محدوداً مثل كل الحرائق التي يدّعي أصحابها أن الجن هو الذي أشعلها، فتقتصر على غطاء سرير أو قطعة ملابس، وأثبت الفحص أن الحريق متعمد».
وأكد أن هناك حلاً سهلاً من شأنه القضاء على هذه الادعاءات، وهو تركيب كاميرا في المنزل، إذ سوف يفكر المتسبب في الحريق كثيراً قبل أن يلصق التهمة بالجن. وتابع أن هناك إشكالية في ثقافة التعامل مع الحرائق من جانب أفراد المجتمع، لافتاً إلى أن حرائق المطابخ هي الأكثر شيوعاً في الشقق، وتحدث غالباً نتيجة ترك الأم أو عاملة المنزل وعاء الزيت على النار، ثم تتلقى مكالمة وتنشغل فيها أو تنزل لإحضار ابنها من الحافلة وتنسى الوعاء على النار.
وشرح أن غياب الثقافة يظهر في طريقة التعامل مع هذه الحالة، إذ تبادر ربة المنزل الى استخدام المياه لإطفاء حريق الزيت، ما يضاعف حجم النيران ويؤدي إلى إصابتها، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات يحمل الشخص وعاء الزيت المحترق ويضعه تحت المياه، وهذا يمثل خطراً كبيراً ويؤدي أحياناً إلى الوفاة.
وأوضح أحمد أن الحل الصحيح هو إطفاء إسطوانة الغاز، ثم تغطية وعاء الزيت إلى أن تنطفئ النيران.
وأضاف أن هناك خللاً خطراً في تصميم كثير من المطابخ، يتمثل في وضع أرفف وأدراج خشبية فوق الموقد، ويفرط الناس في الخطأ بتخزين مواد سريعة الاشتعال فيها، ما يجعلها عرضة للاحتراق بسهولة، مؤكداً ضرورة عدم وضع أي أغراض قابلة للاشتعال فوق الموقد، لأنه من الوارد ارتفاع النيران لأي سبب من الأسباب.
وأشار إلى أن من الأسباب الشائعة لحرائق المنازل، استخدام المحولات الكهربائية الرديئة والرخيصة، خصوصاً أن من الخطأ التوفير في الجوانب الوقائية لأن المحولات والأسلاك تحترق بسهولة، ومن الضروري عدم استخدامها بشكل متكرر ونقلها من مكان لآخر، إذ يجب تثبيت مكانها واستبدالها بشكل دوري.
وأفاد بأن من الأخطاء الشائعة أيضاً مد الأسلاك أسفل الأثاث، ما يعرضها للاحتكاك المستمر، ومن ثم انتشار النيران بسهولة لقربها من الأثاث سريع الاشتعال، ومن الضروري تلافي هذه الأخطاء بإبعاد التحويلات والأسلاك عن تلك الأغراض.