«خليفة الإنسانية» تساعد 100 ألف متضرر من خلال «تراحموا»

9 ملايين لاجــئ ســوري يعـانون تلف الخيام ونقص مواد التدفئة

صورة

أفاد تقرير صادر عن وزارة التنمية والتعاون الدولي، بأن تسعة ملايين نازح ولاجئ سوري يعانون في لبنان وتركيا والعراق أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، بسبب سوء الأحوال الجوية، بعدما ضربت العاصفة الثلجية (هدى) مخيمات اللاجئين في لبنان، وكان أولها مخيم «عرسال».

وبلغت حصيلة اليوم الأول للتبرعات خلال حملة «تراحموا»، التي وجه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتنفيذها، وإنشاء جسر جوي من الدولة لنقل مواد الإغاثة العاجلة، من أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية، لمساعدة آلاف اللاجئين في الأردن ولبنان، إضافة إلى المتضررين في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، أربعة ملايين و846 ألف درهم بمبادرات من جهات حكومية وخاصة، إضافة إلى تبرعات أخرى رصدتها الهيئات الخيرية في الدولة.

موجة برد شديدة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/28961_EY_08-01-2015_p10-p11-2.jpg

ووفقاً للتقرير، بدأت العاصفة الثلجية الثلاثاء الماضي، وضربت مناطق عدة في بلاد الشام، ونجم عنها اقتلاع كثير من الخيام بسبب تلفها، بعدما وصلت سرعة الرياح في بعض المناطق الى 110 كيلومترات في الساعة، مصحوبة بتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية، ما أدى إلى موجة برد شديدة في مختلف المناطق، وانخفضت درجة الحرارة في بعض المناطق إلى أربع درجات تحت الصفر.

وأظهر أن «اللاجئين السوريين يعانون مصاعب كبيرة في المخيمات، أهمها أن معظم الخيام مهترئة، وغير صالحة للسكن، فيما أن مادة المازوت (زيت التدفئة) غير متوافرة لعدد كبير من العائلات، إذ يصل سعر البرميل إلى 367 درهماً».

21 ألف عائلة

وأضاف أنهم «يحتاجون إلى مواد أساسية عدة ليتمكنوا من تخطي العاصفة الثلجية، منها مواد إيواء لفصل الشتاء، مثل البطانيات والألبسة الثقيلة والأدوات الكهربائية، والمواد الغذائية، إضافة إلى الأدوية اللازمة لمواجهة الأمراض التي قد تصيبهم في فصل الشتاء».

ووفق الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، علي بيبي، فإن المفوضية أنهت الإجراءات المطلوبة، وتمت المباشرة بتقديم المساعدات للاجئين السوريين في المخيمات، من خلال التنسيق والتعاون مع السلطات الأردنية.

وتقرر زيادة الدعم المالي إلى 21 ألف عائلة من اللاجئين السوريين لهذا الشهر، لشراء متطلباتهم من المدافئ وغيرها، مع وجود 9000 عائلة أخرى تحتاج إلى زيادة دعمها المالي، لأن الظروف المالية صعبة بسبب قلة الدعم الدولي المقدم لهذه الغاية.

7 درجات تحت الصفر

وتابع أن «هناك حاجة إلى مساندة المجتمع الدولي للمفوضية السامية للأمم لشؤون اللاجئين في الأردن، حتى تتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للاجئين، خصوصاً في مثل هذه الظروف الجوية القاسية».

وحذرت الأرصاد الجوية السورية من أن «هذا المنخفض يُعد الأكثر انخفاضاً لدرجة الحرارة لهذا العام، ومن المتوقع أن تصل إلى الدرجة سبعة تحت الصفر، مصحوبة بالثلوج التي قد تستمر بالتساقط لأربعة أيام مع استمرار انخفاض درجة الحرارة إلى الدرجة 10 تحت الصفر في بعض المناطق، وأن الهطولات الثلجية ستطال المناطق التي يزيد ارتفاعها على 600 متر».

وكان صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وجه بالبدء الفوري في إنشاء جسر جوي من دولة الإمارات لنقل مواد الإغاثة العاجلة، من أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية، لمساعدة آلاف اللاجئين في الأردن ولبنان، إضافة إلى المتضررين في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، على تجاوز الشتاء القارص هذا العام، إذ تنخفض فيه درجات الحرارة درجات عدة الى تحت الصفر، وتستعد فيه دول الشام لمواجهة عاصفة ثلجية قوية مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج وبرد.

تفاعل مباشر

كما أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الجهات المعنية كافة، بالبدء الفوري في تنفيذ توجيهات صاحب السموّ رئيس الدولة، بإنشاء الجسر الجوي الإماراتي لنقل الإعانات الشتوية.

ودعا سموّه الوزارات والمؤسسات والدوائر والفعاليات الرسمية والأهلية كافة، والقطاع الخاص في الدولة إلى التفاعل المباشر مع دعوة صاحب السمو رئيس الدولة، للبدء الفوري في الحملة الإنسانية الإماراتية لإغاثة اللاجئين والمتضررين من برد الشتاء في بلاد الشام.

دفعة أولى

وأمر صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، المسؤولين في هيئة الأعمال الخيرية، بتقديم الدعم اللازم للاجئين والمتضررين في بلاد الشام بأسرع وقت ممكن، ودعم وتنفيذ حملة «تراحموا». وأعلنت الهيئة عن تخصيص مبلغ 846 ألف درهم، كدفعة أولى، لدعم الحملة.

وأكدت أنها وضعت قائمة بالمساعدات التي جهزتها، ومن بينها توفير بطانيات لنحو 600 أسرة، والاحتياجات الأساسية لنحو 141 أسرة، ومدافئ الغاز لنحو 500 أسرة، والكسوة الشتوية للأطفال لنحو 800 أسرة، ليبلغ إجمالي الأسر المستفيدة 2141 أسرة، بواقع 10 آلاف و705 أشخاص.

فريق عمل إغاثي

كما بدأت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التحرك بالتواصل مع سفارة الدولة في لبنان للوقوف على الوضع الإنساني للمتضررين من العاصفة الثلجية التي تضرب البلد.

وذكرت أنها شكلت وفداً سيغادر البلاد الليلة متجهاً إلى لبنان للبدء اعتباراً من صباح الغد بتوزيع المواد الإغاثية الضرورية لمساعدة اللاجئين والنازحين في كل الأراضي اللبنانية. ومن المتوقع، وفقاً للمسح الميداني المبدئي أن يصل عدد المستفيدين من هذه المساعدات الفورية إلى أكثر من 100 ألف شخص.

كما شكلت فريق عمل إغاثياً عاجلاً من المؤسسة، بدأ بالتواصل مع سفارة الدولة في لبنان للتعاقد مع التجار والموردين وشراء جميع المواد الإغاثية والضرورية من السوق اللبنانية المحلية، وذلك اختصاراً للوقت والبدء في التوزيع الفوري على المتضررين من العاصفة الثلجية اعتباراً من صباح الغد.

وستشمل المساعدات الإغاثية العاجلة مواد غذائية وسلعاً ضرورية أخرى مثل مواد التنظيف، إضافة إلى الخيام والفرش والبطانيات والمخدات والدفايات والأحذية والملابس الشتوية لجميع الأعمار.

حملات سابقة

أطلق صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حملة لإغاثة أهل الشام، أشرفت عليها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عام 2013، بعنوان «قلوبنا مع أهل الشام»، التي جمعت تبرعات نقدية وصلت إلى أكثر من 120 مليون درهم، إضافة إلى المساعدات العينية.

وكانت الحملة انطلقت على مدى ثلاثة أيام لجمع تبرعات نقدية وعينية لمساعدة اللاجئين السوريين في بلاد الشام، الذين يعانون البرد، وكانت الهيئة تقصت أحوال اللاجئين السوريين في الدول التي أقيمت بها المخيمات لإيوائهم، ومعرفة متطلباتهم واحتياجاتهم الأساسية لتوفيرها لهم من خلال الحملة.

«مريجيب الفهود» مخيم إماراتي «5 نجوم»

أنشأت الإمارات مخيم «خمس نجوم» على مساحة 250 ألف متر مربع في مدينة الزرقاء في الأردن، وتحديداً في منطقة «مريجيب الفهود» في 2013، بكلفة 36 مليون درهم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 25 ألف لاجئ، واستقبل في المرحلة الأولى 3790 لاجئاً، في كرفانات ضمن نظام ترقيم يسهل الوصول من خلاله إلى عناوين القاطنين.

كما اهتمت إدارة المخيم بالوقاية الصحية والتفتيش على المرافق العامة، إذ عينت مفتش وقاية صحية، للتأكد من نظافة المرافق وسلامة الغذاء، وافتتحت عدداً من المدارس داخل المخيم تصل قدرتها الاستيعابية إلى 4000 طالب وطالبة، وبالتنسيق مع منظمة «يونيسيف»، التي تعمل مع إدارة المخيم في استكمال المتطلبات وتخصيص مناهج دراسية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/11111.jpg

تويتر