الإمارات تشهد أحدث ابتكارات الطائرات بدون طيار
حلقت عشرات الطائرات بدون طيار في سماء مدينة دبي اليوم في حدث هو الأبرز من نوعه في هذا المجال بحضور نخبة من المتخصصين والمهتمين وتم الكشف عن الكثير من أحدث ما توصلت إليه التقنيات في مجال الاستخدامات السلمية ضمن فعاليات اليوم الأول من "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان" في مدينة دبي للإنترنت.
وأعلنت لجنة التحكيم عن تأهل 10 متسابقين من المسابقة الوطنية والدولية إلى الدور النهائي من أصل 39 متنافساً شاركوا في الدور نصف النهائي أمام لجنة التحكيم التي تضم نخبة من أبرز الخبراء المحليين والدوليين وذلك في حفل نظم خصيصا في مدينة دبي للإنترنت اليوم.
وشهدت المرحلة نصف النهائية للمسابقة الوطنية تأهل مشعل محمد عيسى محمد المرزوقي عن مشروع نقل الأدوية والاسعافات الاولية باستخدام الطائرات بدون طيار في قطاع الصحة .
وتميز هذا المشروع بقدرته على الارتقاء بجودة تقديم خدمات هيئة الصحة في دبي في مجال الرعاية الصحية وذلك من خلال حمل حزم علاجية أو نقل بعض الملفات والتي تعد خدمات فعالّة في رفع جودة الخدمات وتسهيلها.
وحل محمد حسين السيد درويش في المرتبة الثانية عن مشروع طائرات بدون طيار لمراقبة مواقف السيارات مدفوعة الأجر ورصد المخالفين في قطاع البنية التحتية .
وذهبت المرتبة الثالثة لمشروع "سند" لمنصور البلوشي عن مشروع طائرة بدون طيار مخصصة لعمليات الإنقاذ وغيرها من الخدمات المتعلقة بالدفاع المدني قطرها 2.7 متر وبارتفاع 1.5 متر وتزن نحو 60 كيلوغراما والتي تمتلك القدرة على سحب شخص كما أنها قادرة على إسقاط 4 ستر نجاة مخصصة لهذا الغرض.
ويمكن لطائرة "سند" أن تحلق على نقاط الطرق المتنوعة والممتدة على مساحات واسعة وإجراء عمليات المسح الكاملة لمساحة تصل إلى 5 كيلومترات وتحمل تقلبات الطقس بالإضافة إلى سهولة التشغيل والقدرة على تطوير المشروع ليتمكن من نقل أوزان تصل إلى مائة كيلوغرام ولكن بفترة زمنية أطول.
أما المرتبة الرابعة فقد ذهبت إلى مشروع مراقبة الحياة البرية في دولة الامارات العربية المتحدة وتسجيل تحركات الحيوانات البرية والنباتات،الذي قدمه ماثيو برنيت كاراو عن قطاع البيئة.
ونالت إيمان حبليل المرتبة الخامسة ضمن التصفيات نصف النهائية عن مشروع مراقبة مواقع البناء قيد الانشاء باستخدام الطائرات بدون طيار في قطاع البنية التحتية .. وتتيح هذه الفكرة المبتكرة إمكانية رصد المواقع عن بعد من خلال طائرات بدون طيار على جانبين مختلفين وهما مراقبة ساعات العمل في الصيف وتقدم البناء.
وسيتم تجهيز الطائرات بدون طيار بالكاميرات التي تستخدم لالتقاط الصور أو مقاطع الفيديو على الهواء مباشرة ومن مواقع البناء ثم يتم إرسال الصور التي تم التقاطها إلى محطة رئيسية لمزيد من التحليل والتأكد من إجراءات السلامة مما يقلل من عدد الأشخاص في مواقع البناء.
وفي المسابقة الدولية نجح الفريق السويسري "فلاي أبيليتي" في حصد المرتبة الأولى عن مشروع طائرة "جيم بول" بدون طيار التي يمكنها دخول الأماكن الضيقة والطيران بأمان على مقربة من الناس مما يثبت فاعليتها في عمليات الإنقاذ.
وجاءت المرتبة الثانية من نصيب مشروع "كوانتوم" لفلوريان سيبيل وفريقه حيث يمزج هذا المشروع بين مزايا الطائرات المروحية والطائرات ذات الأجنحة الثابتة لبناء طائرة من دون طيار يمكنها التحليق لفترات زمنية أطول ومسافات أبعد وبدرجة أمان أعلى.
وحسب وصف فلوريان يمكن الاستفادة من "كوانتوم" في مجالات متنوعة بما فيها الزراعة والخدمات اللوجستية والمساعدات الإنسانية والأعمال الإغاثية في حالات الكوارث الطبيعية وذلك انطلاقاً من قدرتها على نقل حمولة أكبر والطيران لمسافة تزيد عن 500 كم وما يجعل "كوانتوم" أكثر أماناً وفاعلية واقتصادية هو تحولها إلى نمط الطيران الشراعي في حال نفاذ الطاقة وهبوطها بكل سلاسة.
ونجح مشروع لورين فليتشر من المملكة المتحدة في دمج علم هندسة الكربون الحيوي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لإعادة تشجير المناطق المتصحرة بأقل قدر ممكن من التكاليف وأعلى معدلات زراعة يمكن تحقيقها حاليا وهذا ما أهله ليحل بالمرتبة الثالثة في المرحلة نصف النهائية من المسابقة الدولية.
وذهب الترتيب الرابع إلى كلينتون برتشات من أستراليا الذي ابتكر مشروعاً يلغي حاجة الطائرات بدون طيار إلى مساحة واسعة للهبوط عند تسليم الطرود البريدية.
وكان المركز الخامس من نصيب تايسي فيرير جوميز من إسبانيا وفريقها الذين قاموا بتصميم طائرة بدون طيار مخصصة لنقل الأعضاء البشرية من مراكز التبرع إلى محتاجيها بكفاءة عالية وفي أقصر وقت ممكن مع الحفاظ على مؤشراتها الحيوية الطبيعية بما يقلص فرص رفضها من قبل جسم المتلقي.
كما سيتم الإعلان أيضاً عن الفائز بمسابقة الجهات الحكومية وهي فئة خاصة مصممة خصيصاً لمشاركة الهيئات والإدارات في حكومة الإمارات العربية المتحدة بهدف تبادل الخبرات وإبراز أفضل الممارسات في مجال استخدام تقنيات الطائرات بدون طيار للارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية .. وخلافاً للمسابقتين الدولية والوطنية، فإن هذه الفئة لا تقدم أية مكافآت مالية.
ويوفر هذا الحفل الذي ينعقد على مدى يومين في مدينة دبي للإنترنت فرصة للتواصل المباشر بين أصحاب المشاريع الابتكارية ورجال الأعمال والشركات والهيئات المهتمة وحاضنات الأعمال التي سوف تجد من خلال الفعالية فرصة لتمويل عدد من المشاريع وتحويلها إلى واقع يخدم أكبر شريحة من المجتمع.
واستقطبت "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان" أكثر من 800 مشاركة عالمية ومحلية من 57 دولة الأمر الذي يؤكد على الاستجابة الإيجابية والطلب العالمي على مبادرة حكومة الإمارات العربية المتحدة والتي تهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لخدمة الإنسانية وخلق السعادة في المجتمع.