«الأرصاد» يطوّر سيارة لتبديد الضباب

كشف المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، عن قيامه بعمل أول نموذج لسيارة تبديد الضباب، من خلال استخدام الشعلات الملحية، وذلك بعد عمل دراسات، بناءً على نظريات علمية للنظر في هذه المشكلة، خصوصاً أن عدد أيام تشكل الضباب خلال العام الماضي بلغ 170 يوماً، مشيراً إلى أن العمل على أول نموذج للسيارة بدأ منذ تسعة أشهر، وأن التجارب بدأت في موسم ضباب العام الجاري.

وأكد المركز أن الضباب مشكلة عالمية، تعانيها جهات كثيرة، خصوصاً الملاحة الجوية والمطارات، وتابع أنه سيجرب حلولاً مختلفة خلال الفترة المقبلة، للتأكد من فعالية السيارة في تخفيف الضباب، وتبديده، مضيفاً أنه «من المبكر حالياً الإعلان عن أي نتائج».

وذكر أن هناك أنواعاً مختلفة من الضباب، منها الضباب الإشعاعي والضباب المتحرك وضباب الجبهات والضباب البحري وضباب الوادي، لافتاً إلى أن الأكثر شيوعاً في المنطقة هو الضباب الإشعاعي، حيث يتشكل هذا النوع من الضباب نتيجة فقدان سطح الأرض طاقتها الحرارية أثناء الليل المتأخر والصباح الباكر، عن طريق فقدان وانبعاث الحرارة المكتسبة خلال النهار بطريقة الإشعاع إلى الفضاء الخارجي، حيث يبرد سطح الأرض ومن ثم الهواء الملامس لسطح الأرض المشبع بالرطوبة، ويبرد الهواء تدريجياً ليتكثف بخار الماء إلى قطيرات صغيرة جداً على شكل سحابة ملامسة لسطح الأرض، تنحجب معها الرؤية الأفقية التي تعتبر عائقاً لسلامة الملاحة الجوية في المطارات والطرقات، خصوصاً الخارجية منها.

وأوضح المركز أن «تشكل هذا النوع من الضباب (الضباب الإشعاعي) يحتاج إلى عوامل جوية معينة، تتضمن استقرار عام في الأحوال الجوية، التي تتطلب وجود مرتفع جوي في الطبقات السطحية والعلوية من الغلاف الجوي، كذلك وجود مصدر للرطوبة ألا وهو مياه الخليج العربي، مع وجود رياح خفيفة السرعة في ظل وجود سماء صافية من السحب.

وكشفت إحصاءات صادرة عن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن عدد أيام تشكل الضباب الكثيف والخفيف على الدولة خلال الفترة من 2010 حتى 2014 بلغ 640 يوماً، بواقع 126 يوماً في عام 2010، و101 يوم في 2011، و118 يوماً 2012، و125 يوماً 2013، و170 يوماً عام 2014.

وأظهرت الاحصاءات أن اكثر شهور العام تكوناً للضباب هو ديسمبر، إذ راوحت نسب تكون الضباب فيه ما بين 16 يوماً و25 يوماً، فيما جاء مايو اقل شهور العام في ظهور الضباب، إذ راوحت أيام الضباب خلاله ما بين صفر وثلاثة أيام.

وأكد المركز التنبؤ بهذه الظاهرة الجوية عن طريق متابعة الأحوال الجوية السائدة، من تحليل الخرائط الجوية الحالية ودراسة التوقعات المحتملة عن طريق النماذج العددية التي تحاكي تغيرات الطقس المستقبلية، إضافة إلى المراقبة المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية على الموجة الخاصة بالضباب، وتعتبر هذه الظاهرة الجوية حرجة في بعض الأحوال.

وأشار المركز إلى متابعة العناصر الجوية المساعدة على تكون الضباب، وعند التأكد من احتمالية تشكله، يصدر تحذير مسبق عن طريق الرسائل النصية، وإرسال تقارير مفصلة عن انخفاض الرؤية المتوقعة في المكان والزمان، إضافة إلى إصدار التحذيرات في موقعه الرسمي، وعن طريق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن المركز الرئيس للتنبؤات الجوية يعمل على مدار الـ24 ساعة.

الأكثر مشاركة