غيلبرت: السعادة تعتمد على طريقة تعامل العقل البشري مع المشكلات
أكد أستاذ علم النفس في جامعة هارفاد، الدكتور دانيال غيلبرت، أن تحقيق الأفراد للسعادة يعتمد على طريقة فهم عقولهم للأمور، مؤكداً أن مفهوم السعادة تطور من آلاف السنين مع تطور العقل البشري، وأشار إلى أن علماء النفس حددوا ثلاثة أسباب رئيسة تحقق قدراً من السعادة للإنسان، متى حصل عليها، هي الزواج والمال والأطفال، جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «رحلة البحث عن السعادة»، ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة الحكومية أمس.
•الزواج يجعل الأشخاص نوعاً ما سعداء لأنهم يشعرون بزيادة أعداد المحيطين بهم. •المال يسهم بنسبة كبيرة في حصول الفرد على مفهوم السعادة. •الذين لم ينجبوا أطفالاً يعانون الحزن. |
وأوضح أن مفهوم السعادة يختلف من شخص إلى آخر، حسب القدرات العقلية والتجارب الخاصة التي يمر بها الفرد، فضلاً عن التغير المستمر لمفهوم السعادة عبر العصور المختلفة، خصوصاً مع ازدهار الحركة الزراعية، من ثم الصناعية، وأخيراً ما يشهده العالم من التكنولوجيا اليوم.
واعتبر غيلبرت أن تحقيق السعادة للفرد أمر ينعكس عليه بشكل إيجابي، كونها تزيد من نشاطه الذهني، وتقوي قدرته على الابداع والابتكار، سواء على الصعيد العلمي أو الشخصي، فضلاً عن أنها تسهم في توسيع ساحة الانتباه والتعمق الفكري، وبالتالي يصبح المرء قادراً على الإنتاجية في العمل، والتخيل والإبداع معاً، معرفاً مفهوم السعادة بأنه كل ما يسعى المرء للحصول عليه في حياته اليومية.
ولفت إلى أهمية التجارب العملية، واستيعاب العقول، حيث يجعل هذان العنصران الأفراد أكثر سعادة ممن لم يتعرضوا لتجارب في حياتهم، مؤكداً أن درجة السعادة تختلف باختلاف الأعمار، خصوصاً أنها تتطور مع تطور الشخص في العمر، حيث يلعب العقل البشري دوراً كبيراً في توفير بيئة فكرية لإيجاد السعادة من خلال المواقف والتجارب والرؤى بشكل مختلف، واستيعابه لمواقف الحياة.
وذكر أنه من خلال تجاربه العلمية في الحياة، قام بعمل دراسة ميدانية للتعرف إلى إمكانية خروج الأفراد من المواقف والأزمات التي يمكن أن يتعرضوا لها، وتسبب لهم وعكة نفسية، فأظهرت الدراسة أن 50% من الأشخاص الذين تعرضوا لتلك الظروف الصعبة استطاعوا أن يخرجوا منها بشكل مرن، كونهم يتمتعون بأفكار مختلفة عن العينة بشكل عام، وأصبحوا أكثر سعادة بتلك التجربة، من دون حاجتهم لمعالجين نفسيين، علماً بأن 20% من تلك العينة دمروا نفسياً، ولا يستطيعون تدارك تلك الأزمات.
وأوضح غيلبرت أن عادة الأشخاص على عمل شيء معين بشكل يومي، تجعلهم سعداء في حياتهم، حيث يعتاد عقل الإنسان على فعل ذلك العمل يومياً، فعندما ينقطع عنه يوماً واحداً قد يصاب بالحزن، وعندما يعاود ممارسة الشيء ذاته يومياً يصبح سعيداً، مثلما اعتاد.
وعزا أسباب السعادة إلى ثلاثة أشياء، هي الزواج والمال والأطفال، موضحاً أن كثيراً من الأمهات في جميع أنحاء العالم ينصحن أبناءهن وبناتهن بتحقيق تلك الأشياء الثلاثة، حتى يشعروا بالسعادة، مفسراً المحور الأول، وهو الزواج، قائلاً «الزواج يجعل الأشخاص نوعاً ما سعداء، لأنهم يشعرون بزيادة أعداد الأشخاص المحيطين بهم، لكن معظم المطلقين أو العازبين يشعرون بالوحدة، لذلك كثير منهم غير سعيد».
وحول المحور الثاني للسعادة، وهو المال، أكد غيلبرت أن المال يسهم بنسبة كبيرة في حصول الفرد على مفهوم السعادة، إذ يمكّنه من السفر، وامتلاك كثير من الاحتياجات الشخصية، أما المحور الثالث، وهو الأطفال، فأكدت الدراسات أن الذين لم ينجبوا أطفالاً يعانون الحزن، وكل من تلقى خبر «الحمل» أصبح سعيداً، لكن تختفي سعادته بعد إنجاب الطفل، حيث يعاني كثير من الأمهات العاملات اكتئاب ما بعد الانجاب، وينعكس ذلك على سعادة الزوج.
لمشاهدة التغطية المباشرة للقمة الحكومية يرجى الضغط على الرابط أدناه.
http://live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_02_09_2015/board