مختصون يحذّرون من تسلل الإدمان إلى طلبة المدارس

حذّر مسؤولون في قطاعات معنية بالتوعية الجماهيرية، من مخاطر تسلل الإدمان إلى فئات صغيرة وشابة من المجتمع، عن طريق أصدقاء السوء في المدارس، لافتين إلى أهمية التوعية المبكرة من مخاطر إدمان المؤثرات العقلية، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، باعتبار أن الإدمان سبب رئيس في المشكلات الاجتماعية والأسرية.

تداول المؤثرات العقلية

أشار الرائد راشد النقبي، من الشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة الشارقة، إلى تداول حبوب المؤثرات العقلية بين طلبة المدارس من الفئة العمرية المتوسطة، وتروّجها مجموعة من الطلبة، يستخدمهم التجّار لهذا الغرض، من أجل الربح المادي، وليكون هؤلاء المروجون ستاراً واقياً يحول دون وقوع هؤلاء التجار في قبضة الجهات الأمنية، مشدداً على ضرورة الرقابة من قبل المعلمين والمعلمات على تصرفات وسلوك طلبة المدارس.

وأكدوا، لـ«الإمارات اليوم»، أن التوعية ضد مخاطر المؤثرات العقلية تبدأ من المدارس والمؤسسات التعليمية، دون إغفال الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في هذا الإطار.

جاء ذلك في معرض التوعية المجتمعية والخدمات الإنسانية، الذي نظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أمس، في مركز إكسبو بالشارقة، وافتتحه الشيخ خالد بن عبدالله بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، وشاركت في المعرض 40 مؤسسة وجهة معنية بالشأن الاجتماعي والتربوي والخدمات الإنسانية، حيث يتيح لهم المعرض فرصة كبيرة للتعريف بخدماتهم لمختلف الزوار.

وتفصيلاً، أشار الرائد راشد النقبي، في الشرطة المجتمعية بشرطة الشارقة، إلى أهمية توعية طلاب المدارس بمختلف مراحلهم العمرية حول الجرائم الاجتماعية، وإدمان المؤثرات العقلية المختلفة، التي أصبحت سائدة بين طلبة المدارس، خصوصاً في المراحل الدراسية المتوسطة، مضيفاً أن هذه الفئة من الطلبة المدمنين، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، قد يلجأون إلى ارتكاب جرائم عدة للحصول على المال الذي يمكّنهم من الحصول على المواد المخدرة، موضحاً أنهم قد يتورطون في جرائم مختلفة مثل السرقة والاعتداء بالضرب على الغير أو الهروب من المنزل وغيرها.

وتابع: «التوعية يجب أن تشمل الأسرة والمدرسة أولاً، من خلال التعريف بأعراض إدمان المؤثرات العقلية المختلفة وآثارها السلبية، مشدداً على ضرورة سعي الأسرة إلى تجنيب أبنائها السلوكيات المختلفة التي قد تؤدي إلى الجريمة.

وأكد النقبي أن شرطة الشارقة تقوم بدور فاعل في التوعية من خلال تكثيف جهود إداراتها المختلفة، مثل إدارة مكافحة المخدرات، والمؤسسة العقابية الإصلاحية، وإدارة الإعلام والعلاقات العامة بالشرطة، التي تقوم بإيصال رسائلها عبر أدوات عدة مثل الإصدارات الدورية من المنشورات التوعية والبرامج التي تبث عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

من جانبها، قالت رئيسة قسم الاتصال المجتمعي في المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي، سلوى الحوسني، إن الهدف الأساسي من المشاركة في مثل هذه النوعية من المعارض، هو توعية طلبة المدارس بتجنب الوقوع في إدمان المؤثرات العقلية بأنواعها، إضافة إلى التوعية بأهمية التوجه إلى جهات العلاج المتخصصة للتخلص من الإدمان وآثاره.

وأشارت إلى أن المركز الوطني للتأهيل يعمل على علاج مرضى الإدمان بسرية تامة، ليعودوا إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، إلى جانب توعية طلبة المدارس بأضرار الإدمان وتجنب الوقوع فيه عبر ورش العمل المختلفة والزيارات الميدانية التي ينظمها المركز بشكل منتظم.

وقال إن المركز استقبل حالة إدمان لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً، كان يتعاطى مؤثرات عقلية منذ أن كان في الـ10 من عمره، وعمل المركز على علاجه وتأهيله بسرية تامة.

وتابعت: «من أحدث وسائل التوعية التي سيطبقها المركز مستقبلاً الاستعانة بشخصية بارزة في مجال الرياضة، كنموذج لدى طلبة المدارس، وستستعرض هذه الشخصية مسيرة نجاحها، وتقدم للطلبة التوعية بتجنب الوقوع في الإدمان».

من جانبها، ذكرت رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، عفاف المري، أن «الهدف من تنظيم هذا المعرض إبراز أفضل الخدمات التي تقدمها المؤسسات والجهات للارتقاء بالعمل الاجتماعي، وخدمة مختلف شرائح المجتمع.

وأضافت ان رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، للمعرض، يعد تأكيداً لدور المعرض باعتباره المناسبة السنوية الرائدة على مستوى الدولة التي تهدف الى دعم التوعية المجتمعية والتطوع والخدمات الإنسانية. ويهدف المعرض إلى تعريف أبناء الدولة والمقيمين على أرضها ببرامج التوعية المجتمعة كافة، وإعطاء الفرصة للجهات المعنية لتوصيل برامج التوعية المجتمعة كافة للمستفيدين منها في المجتمع، والعمل على نشر ثقافة روح المبادرة والتطوع بين افراد المجتمع، وتكريس مفهوم العطاء والخدمات الإنسانية وذوي الإعاقة وخدماتهم، إضافة الى تحقيق تواصل مباشر بين زوار المعرض والمؤسسات المشاركة كافة لتفعيل دور الفرد في المجتمع.

الأكثر مشاركة