المرشد الأسري

صورة

يشكو أب سهر ابنه خارج المنزل إلى وقت متأخر من الليل، فكيف يتعامل معه؟

 

يجيب المستشار عيسى المسكري:

التعامل مع الابن يحتاج إلى مهارات مختلفة متجددة، في كل مرحلة من مراحله العمرية، فالتعامل مع الطفل يختلف عن التعامل مع الشاب، لما في هذه المرحلة من ذاتية النظر والقرار، إذ يعتقد الابن بأن تأخره عن البيت نوع من الحرية، والاستقلالية، وإثبات الشخصية.

وقد أكدت دراسات أن سهر الشاب ليلاً ﻳﻌﻄﻴﻪ إﺣﺴﺎﺳﺎً ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻟﺔ، ﻭﻳﺸﺒﻊ ﺭﻏﺒﺘﻪ باﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩة ﻭإﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ شقيقاته ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ.

والشاب في هذا العمر يختبر أهله بتمرﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ وأوامره وتوجيهاته الدائمة، متجرداً من كثير من القيم والعادات، ومن حياة الآباء التي يعتبرها من العصور القديمة.

وفي العادة، يتلقى الابن هذه الأفكار الخاطئة من رفقاء السوء. كما أن مواقع التواصل الالكتروني تدفع الأبناء للتمرد، أو عصيان الأوامر، بما يتلقون فيها من رسائل هدامة، وخطابات سلبية تجرهم إلى بناء علاقات قد تكون غير سوية.

ولا تأخذ كل الأسر هذه القضية بجد وحزم، ما يشجع الابن على السهر واللهو، أو النوم خارج المنزل. وفي هذه الحال، سيحتاج إلى من يشاركه السهر، وقد يحاول تحفيز رفاقه على هذا السلوك ودفعهم الى السهر معه في الشوارع والطرقات.

من المهم، بالنسبة إلينا كأهل، أن نحلل شخصيات أبنائنا، ونتعرف إلى أصحابهم، ونفتح باباً للحوار معهم بكل ود، لا بالأوامر القاسية. ويتعين علينا أيضاً العمل بجد، في هذه الفترة، حتى نكسبهم ونحافظ عليهم، بدلاً من أن ننفرهم منا.

علينا أن نحاورهم، لا أن نتأمر عليهم، أن نفهمهم لا أن نوبّخهم، نبث الوعي فيهم بخطورة رفقاء السوء وعاقبة السهر ليلاً، بما فيه من استغلال مالي وجسدي وعاقبة وخيمة على المستوى الدراسي والاجتماعي.

وأخيراً، افهم عواطفه تفهم سلوكه.

تويتر