س.ج عن الزواج
أنا فتاة في السنة الأولى بإحدى الكليات العملية، أحمل داخلي طموحات وآمالاً، وأسعى بكل جهد للنجاح في دراستي وتحقيق حلمي بأن أصبح شخصية ناجحة في مجال تخصصي. ولكن تقدم لي ابن عمي الذي يكبرني بـ12 عاماً، ووالدي موافق، ويريد تزويجي، وأنا لا أرغب في الزواج أو الارتباط، ولا يوجد أي مشاعر تربطني بالعريس غير مشاعر القرابة.
المستشارة الأسرية عائشة الحويدي: حكم الإسلام في أخذ رأي المرأة عند الزواج معروف وواضح، ألا وهو أنه لا يجوز لولي المرأة أن يزوج ابنته إلا برضاها، وإذا لم تكن راضية فلا يجوز له أن يزوجها، ويأثم لو زوّجها بغير رضاها.
على الفتاة في مثل هذا الموقف أن تطلب من أبيها أن يؤجل الحديث في هذا الأمر الى نهاية العام الدراسي، وأن تخبره بعد انتهائها من الدراسة بأنها في كلية عملية تحتاج إلى التفرغ التام والتركيز الشديد، وعليها أن توجه كل جهودها وتركيزها للحصول على شهادتها العلمية، لأنه مستقبلها، ولأنه سيكون نقطة فارقة في حياتها العملية، وسيفتح أمامها أبواباً للعمل والنجاح.
ويجب أن تحرص الفتاة على بر أبيها، ولا تصعّد الخلاف معه، ولا تضع كل لومها عليه، وأن تحاول بقدر المستطاع كسب ثقته، وأن تعلم أن لكل إنسان مفتاح شخصية، فعليها البحث عن مفتاح شخصية أبيها، وأن تكون متأكدة من أن أي أب لن يقبل مطلقاً أن يكون سبب تعاسة ابنته، وأنه ربما يشعر بالحرج من كون العريس المتقدم هو ابن أخيه.
من الممكن أيضاً الاستعانة بالأقرباء من أهلها، ومحاولة مناقشة الأمر مع الوالد، ومحاولة تغيير وجهة نظره في الموضوع تفادياً للخلاف معه. كما يجب على الفتاه أيضاً الجلوس مع نفسها، والتفكير بهدوء في قرار والدها، فإن كان الخاطب صالحاً ومتديناً ومتعلماً وصاحب وظيفة، فما المانع من خطوبة فقط، وأن يكون الزواج مستقبلاً. يجب أيضاً تقييم الأمر تقييماً ذاتياً، فربما يكون اختيار الأب في محله.