المرشد الأسري
تشكو قارئة قيام ابنتها ذات الأربع سنوات بإفشاء أسرار البيت والبوح بكل ما يحدث من أمور خاصة منزلية، إذ تخبر معلمتها كل صغيرة وكبيرة عن العلاقات الأسرية.
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:
في بيوتنا أسرار، والحفاظ عليها خصلة حميدة، فلو كانت هذه الطفلة تفشي الأسرار وتبوح عن بعض الخصوصيات الداخلية، فيجب التحدث معها بكل لطف، موضحين بكل حب الآثار السلبية الناتجة من هذه الخصلة السيئة، ونوضح لها أن خصوصياتنا وأسرارنا مهمة، كأن تخفي ألعابها بمكان ما، وفي بعض الأحيان نرتكب نحن الآباء أو الأمهات خطأ كبيراً بإفشاء أسرار أبنائنا أمام الآخرين، وإظهار الحماقات التي يرتكبونها داخل المنزل.
إن مناقشة سهلة، على حسب فهم الطفلة واستيعابها، أفضل من أساليب التعنيف والتشديد، ونظراً لإدراكها القاصر فالنهي في بعض الوقت يفهم بأنه أمر، كما أن التشديد في أمر ما يدفعها إلى تكرارها والتركيز عليها.
لا تخبريها بأن هناك أسراراً يجب الحفاظ عليها، فالطفلة تفهم على حسب عقلها بأن التحدث عن هذه الأسرار إثارة في الحديث وجاذبية في الحوار ولفت للانتباه، وادخال السرور على من حولها، وهي دوافع فطرية تدفعها إلى هذا السلوك السلبي، مثل التفاخر والتباهي، وقد تكون مولعة في الكلام فتتحدث عن الأسرار كنوع من المفاكهة إشباعاً لغرائزها الكلامية، وقد تجد من أهلها إعجاباً منهم على سلوكها السلبي، فبعضهم يرى أنها جريئة وفصيحة في الكلام، وهناك من الناس من يجذبها في الحديث ويضحك معها ويطرح عليها بعض الأسئلة بلا وعي منها، حتى تبوح عن خصوصية المنزل وأسرار الأسرة، وأرى أن هذا الفعل الذي يقوم به بعض الناس استغلالاً للطفلة يدخل في باب النهي وتتبع عورات الناس.
وهناك أسباب أخرى ناشئة من أسلوب تربية الأهل، فالطفل يأخذ هذه الصفات السلبية من بيئته أو من أحد أعضاء أسرته، فعلى الأسرة المحافظة على القيم الأصيلة كممارسة حياتية والابتعاد عن إفشاء أسرار الغير أمام الأطفال.
ويجب بكل جدية المحافظة على هذه الطفلة من الاحتكاك أو المخالطة السلبية، مثل حضور مجالس الغيبة والنميمة والسباب وفحش القول، ويفضل كوسيلة تربوية أن لا نتكلم عن بعض الأسرار أمامها كطريقة وقائية، ونبتعد عن أي ممارسة سلبية بحضرتها كخلافات زوجية أو نزاعات عائلية.
وقد جاء في بعض الدراسات: ان إفشاء الطفل للأسرار دافعه الحصول على الثناء أو الانتباه، وقد يكون طلباً للحماية، كوسيلة لتلبية حاجات نفسية.
ويجب منذ الصغر غرس القيم الأصيلة والأخلاق الفاضلة كالأمانة والصدق والإخلاص، والابتعاد عن الكذب وإفشاء الأسرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news