"كهرباء دبي" ترفع علم الدولة في القطب الجنوبي
انطلق خمسة من موظفي هيئة كهرباء ومياه دبي في رحلة استكشافية بحثية إلى أحد أكثر بقاع العالم برودة وانعزالا وأشدها قساوة تاركين وراءهم الشمس المشرقة والطقس المعتدل والرمال الذهبية الدافئة.
ومن سفوح جبال الأنديز في مدينة أوشوايا في الأرجنتين في أقصى جنوب الكرة الأرضية يشارك موظفو الهيئة ضمن فريق "بعثة 2041 الدولية للقطب الجنوبي" بهدف تسليط الضوء على آثار ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي وضرورة حماية القطب الجنوبي.
وتشق البعثة طريقها إلى القارة المتجمدة بقيادة روبرت سوان مؤسس منظمة "2041" التي تعمل على زيادة الوعي العالمي بالأهمية البيئية للقارة القطبية الجنوبية.
وسترفع بعثة الهيئة علم دولة الإمارات العربية المتحدة في القارة المتجمدة حيث كان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، قد قاما بتسليم العلم إلى محمد الشامسي، مدير أول الاستدامة وتغير المناخ في الهيئة، ورئيس البعثة، خلال احتفالات الهيئة باليوم الوطني الثالث والأربعين للدولة في شهر ديسمبر الماضي.
وتعقيباً على مشاركة فريق الهيئة في الرحلة الاستكشافية إلى القطب الجنوبي، قال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، "تشجع الهيئة جميع المبادرات التي تدعم تحقيق رؤيتها في أن تصبح مؤسسة مستدامة مُبتكِرة على مستوى عالمي، وتنسجم مع استراتيجيتها لتعزيز الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية وخفض البصمة الكربونية. وسيكتسب الفريق المشارك خبرات مهمة حول أهم القضايا التي تؤثر على العالم بأسره مثل تغير المناخ واستهلاك الطاقة، فضلاً عن برنامج القيادة في الظروف الصعبة، والتجارب الفريدة التي سيخوضونها، والتي ستسهم في صقل خبراتهم التي سينقلوها إلى زملائهم وأقاربهم ومعارفهم".
وأضاف "بعد عودتهم، سيكون أعضاء الفريق سفراءً للبيئة يساهمون في رفد المبادرات والبرامج والفعاليات التي تطلقها الهيئة على مدار العام لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وترشيد الاستهلاك مثل ساعة الأرض، وحملات الترشيد، وجائزة الترشيد، وغيرها، في إطار تحقيق استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 التي تهدف إلى خفض الطلب على الطاقة بنسبة 30% بحلول عام 2030، وخطة دبي 2021، التي تهدف إلى أن تكون دبي مستدامة في مواردها، ذات عناصر بيئية نظيفة، وصحية".
وتنسجم أهداف منظمة "2041" مع استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي في تعزيز الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية وخفض البصمة الكربونية. وتأتي مشاركة الهيئة في "بعثة 2041 الدولية للقطب الجنوبي"، كجزء من التزامها نحو البيئة، وحرصها على تنمية وتطوير كوادرها ليصبحوا سفراء للبيئة ينشرون الوعي بأهمية الاستدامة والمسؤولية البيئية والمجتمعية وضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وبعد منافسة قوية بين عشرات الموظفين ممن تقدموا بطلبات للانضمام للبعثة، تضمنت كتابة مقالات ومقاطع مصورة "فيديو" يتحدث فيها كل متقدم، لمدة دقيقتين، عن الأسباب التي جعلته يرغب بالانضمام للبعثة وما يطمح في تحقيقه بعد عودته، تم ترشيح أربعة موظفين وموظفة واحدة من الهيئة للمشاركة في هذه المغامرة الفريدة من نوعها، والتي تستمر لمدة أسبوعين.
من جهتها، قالت نائب الرئيس لقطاع التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة كهرباء ومياه دبي، خولة المهيري، "تولي الهيئة اهتماماً كبيراً بالحفاظ على البيئة، في إطار مسؤوليتها البيئية التي تعد جزءاً من مسؤوليتها المجتمعية للحفاظ على حق المجتمع في التمتع بحياة كريمة في ظل بيئة نظيفة وصحية وآمنة، حيث تعد الاستدامة جزءاً لا يتجزأ من رؤية الهيئة. وتلتزم الهيئة بمسؤوليتها تجاه المجتمع بما يعزز مسيرة التنمية المستدامة محلياً وإقليمياً وعالمياً، فالمساهمة في الحد من تغير المناخ هي مسؤولية مشتركة للمجتمعات كافة في جميع أنحاء العالم".
وأضافت المهيري "قمنا بتوفير التدريب اللازم لفريق البعثة، ليكونوا سفراءً لا يمثلون الهيئة أو دبي فحسب، وإنما دولة الإمارات العربية المتحدة، التي سيرفعون علمها في القارة القطبية الجنوبية، تأكيداً على التزام دولتنا بالحفاظ على البيئة والحفاظ على مواردنا الطبيعية لأجيالنا القادمة".
بدأت الرحلة بوصول الفريق إلى مدينة أوشوايا في الأرجنتين يوم 13 مارس الجاري، حيث تم عقد ورشة عمل في اليوم الثاني. لتغادر بعدها البعثة إلى القارة القطبية الجنوبية على متن السفينة "سي سبيريت"، المصممة لتلائم الإبحار في المياه القطبية، وتستوعب مئة راكب كحد أقصى. وفي اليوم الرابع، سيعبر فريق البعثة عبر ممر دريك الشهير، الذي يعد معلماً أساسياً وعلامة فارقة في تاريخ أي مغامر. وسيتم خلال الرحلة تنظيم محاضرات متنوعة حول أنتاركتيكا تغطي مواضيع الحياة البرية، والجيولوجيا، والتاريخ والجغرافيا، وأهمية الطاقة المتجددة ودورها الحيوي في حماية القارة المتجمدة. وبين اليوم الخامس إلى العاشر، سيكون الفريق على الساحل الغربي لشبه جزيرة أنتاركتيكا، إذ سيزور أماكن مثل جزيرة كوفرفيل التي تتخذ شكل قبة بارتفاع 250 متراً، والأنهار الجليدية، والكتل الجليدية التي تشبه التماثيل في ميناء "نيكو هاربر"، وميناء "بارادايس هاربر" الذي تحيط به الجبال الجليدية التي تعانق مياه البحار، ويعكس مناظر خلابة وساحرة لصور الجبال على المياه الصافية، حيث يمكنهم مشاهدة حيتان "المنك" التي تتخذ تلك المنطقة كملاذ ومأوى لها. ثم تمر السفينة في قناة لومير، التي تحيط بها قمم تكاد أن تكون عمودية على جانبيها.
وفي اليوم الحادي عشر، سيقوم أعضاء البعثة بزيارة جزيرة الملك جورج، حيث تقع محطة "2041- E-Base"، أول محطة تعليمية تبنى في قارة أنتاركتيكا من المواد المستدامة وتعمل بالطاقة المتجددة. وهناك، سيقوم الفريق بزيارة مهمة روبرت سوان "E-Base Goes Live" التي قام بها في عام 2008، ليصبح أول شخص في تاريخ القطب الجنوبي يعيش لمدة أسبوعين معتمداً فقط على الطاقة المتجددة.
ولا تتبع القارة القطبية الجنوبية أي حكومة أو دولة، وتخضع الأنشطة البشرية فيها لأحكام اتفاقية "نظام معاهدة القطب الجنوبي" الدولية التي تم توقيعها في عام 1959، وتضمن هذه الاتفاقية الاستفادة من القارة القطبية الجنوبية للأغراض السلمية والعلمية فقط مع حظر أنشطة الحفر والتعدين بموجب "البروتوكول البيئي" الذي تم إصداره عام 1991 والمصادقة عليه عام 1998، ويمكن النظر في تعديل هذا البروتوكول بحلول عام 2041. ومع قرب حلول هذا التاريخ، تعمل مؤسسة 2041 على تمكين شباب اليوم من إعداد واتخاذ قرارات مدروسة في مجال الاستدامة، والمساهمة في حماية آخر بقعة طبيعية على وجه الأرض.