«الترميم» يلهمه لتحدي صعوبات الغربة

الرميثي يتطلع إلى مشاركة «الأرشيف الوطني» في حفظ الوثائق

الغربة علّمت الرميثي الصبر والمثابرة والتكيّف مع ظروف الحياة. من المصدر

يتطلع الشاب المواطن خليفة عبدالرحمن الرميثي (34 عاماً)، من خلال اختياره دراسة تخصص ترميم الوثائق، إلى مشاركة «الأرشيف الوطني» بالدولة إحدى أبرز مهامه، التي من شأنها حفظ الوثائق ذات الأهمية والمحافظة عليها من عوامل التلف، «فحفظ الوثائق علم قائم بذاته، له أصوله ومتطلباته، ومنهجيته، وأساليبه التي لابد من الأخذ بها خطوة وراء أخرى، سعياً إلى إطالة عمر الوثيقة لأطول فترة ممكنة، إذ إن أهمية الوثائق تستدعي توفير العناية اللازمة وتهيئة الظروف المناسبة التي تضمن حفظها من التلف والضرر، اللذين قد يؤديان إلى تلاشيها بسبب عوامل طبيعية أو كيميائية، أو غيرها». وفقاً للرميثي، الذي شدد على الدور الكبير الذي يلعبه الترميم في حفظ الوثائق «فهو، وفقاً لذوي الاختصاص، عملية تكنولوجية دقيقة، ذات عرف خاص موحد عالمياً، وكذلك ذوقية جمالية تحتاج إلى حس فني عالٍ، ومهارات فائقة، وهي عملية علاج لإزالة بصمات الزمن ومظاهره المتعددة، مثل التشققات على الورق».

خليفة الرميثي: «حفظ الوثائق علم قائم بذاته، له أصوله ومتطلباته، ومنهجيته، وأساليبه التي لابد من الأخذ بها خطوة وراء أخرى، سعياً إلى إطالة عمر الوثيقة لأطول فترة ممكنة».

وينوي الرميثي، المبتعث إلى المملكة المتحدة من قبل «الأرشيف الوطني»، بالتعاون مع مكتب تنسيق البعثات التابع لوزارة شؤون الرئاسة، فور الانتهاء من دراسة اللغة الإنجليزية والشروع بالتخصص، في كلية سيتي آند قيلدز لندن للفنون، «العمل على نشر التوعية بين أفراد المجتمع حول ماهية وأهمية ترميم الوثائق في المحافظة على إرث المخطوطات الإنساني، وإكسابه عمراً جديداً، وتسهيل إمكانية البحث فيه، إلى جانب توفير فرصة مميزة للأجيال المقبلة للاطلاع عليها».

وأشار الرميثي إلى أن «الأمر يأتي منسجماً مع الحملة الهادفة التي أطلقها الأرشيف، أخيراً، تحت عنوان (وثّق يا وطن)، التي تهدف إلى حفظ الوثائق والمقتنيات من عوامل الضياع والاندثار والتلف، من خلال توزيع صناديق خاصة مجاناً على مواطنين، ليتم تكوين أرشيف شخصي لكل منهم، كمشروع وطني على مستوى الدولة، وذلك بناءً على توجيهات سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني».

ويرى الرميثي أن اختياره تخصص الترميم ترك أثراً كبيراً في رؤيته للأمور، وتحديداً في الغربة، «فقد أدركت أن بإمكاني التغلب على شتى الصعوبات والتحديات، أسوة بالترميم الذي يتغلب على التلف والضرر اللذين يعودان إلى عشرات أو مئات السنين».

ونوّه الرميثي «على الرغم من قسوة الغربة، فإنها تبقى بحد ذاتها تجربة مميزة وفريدة، أسهمت بشكلٍ كبير في تطوير شخصيتي، وتعزيز الجوانب الكامنة فيها، فالغربة بالفعل مدرسة تتعلم منها الكثير الذي يعرفك قبل كل شيء إلى ذاتك، وما يكمن بداخلها». ومع ذلك يبقى الشوق الدائم للوطن ولحضن الوالدين وتجمع الأهل، ورفقة الأصدقاء، سيد المشهد حاضراً وبقوة، نسبة للرميثي.

ولفوائد الغربة، التي ذكرها الرميثي، آثار واضحة في أوقات فراغه، حيث يقضيها، كما ذكر، في «مراجعة وقراءة الدروس والكتب، وأرافق أصدقائي من الطلاب المبتعثين في رحلات مختلفة، بالإضافة إلى مشاركتي في فعاليات منوعة، مثل احتفالات سفارة الدولة باليوم الوطني الـ43، والمنتدى البريطاني للرواد، الذي تنظمه سفارة دولة الإمارات، ويستهدف الطلاب الإماراتيين المبتعثين إلى جانب أقرانهم من البريطانيين الراغبين في الحصول على فرص عمل في الدولة».

تويتر