المستشارة الأسرية عائشة الحويدي

س . ج عن الزواج

■ ■ أنا زوجة وأم لثلاثة أبناء، وأعمل في الدولة منذ 12 عاماً، ومشكلتي أن زوجي يأخذ راتبي بحجة التعاون على إعالة الأسرة، لكنني أشعر بأنه يستغل حبي له بالاستيلاء على راتبي، وهذه مشكلة دائمة بيننا ولا أقدر على التصرف في راتبي إذ إنه يأخذه كله، مع العلم بأنه يعمل وراتبه جيد.

 

■ ■ الحل في هذه القضية يكمن في التفاهم بين الزوجين، فحين يتفق الزوجان على أن الرواتب هي لإنفاق الاسرة تتكون محصلة نهائية على أن المال القادم هو لتطور الأسرة واستكمال احتياجاتها المادية، وأن تتكون فكرة اجتماعية هي انه لا فرق بين راتب الزوج أو الزوجة مادام ينفق في مصلحة الاسرة، لكن في وجود تعنت من قبل الطرفين يكون هذا التعاون مرتبكاً بل مستحيلاً، ومع الأسف بعض حالات الطلاق حدثت بسبب هذا الأمر.

وللأسف بعض الرجال يبررون الطمع في راتب الزوجة بأنه ناتج عن قلة وعي المرأة، لأنه من وجهة نظرهم أن المرأة لا تستطيع أن تتحمل مسؤولية الإنفاق ولا تدبر أموراً كثيرة هم الأعلم بها، لذا فهم الأحق والأفضل في إنفاق راتبها، وكثيراً ما يتسبب ذلك بأن تشعر بعض الزوجات بالإهانة والمذلة عندما يستولي الزوج على راتبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

الإسلام لا يبيح استيلاء الزوج على راتبها بغير رضاها وطيب نفسها، وأخذ شيء منه كرهاً سواء كان هذا الإكراه مقنّعاً أو مكشوفاً فإنه يعتبر غصباً، والغصب حرام على المغتصب، ويجب عليه رد المغصوب لمن اغتصب منه، وعقد الزوجية لا يبرر أي ضغط على الزوجة

نحن إذن امام مشكلة ليس لها حل الا التسامح واحترام حقوق الغير، ونبذ الطمع من النفوس، لأن الإسلام أعطى المرأة حريتها الكاملة في التصرف في ما تملك من مالها، وليس للزوج حق في أخذ أي شيء من هذا المال دون إذن الزوجة، بل يجب عليه الاتفاق معها على طريقة المشاركة المادية بطيب نفسها وليس غصباً عنها، والأفضل أن يتعفف الزوج عن مال زوجته إذا كان الله قد أعطاه من المال ما يكفيه للإنفاق.

الأكثر مشاركة