المرشد الأسري
تشكو أمّ من عنف ابنها مع أشقائه في البيت وزملائه في المدرسة وجيرانه، فكيف تستطيع ترويض شخصيته؟
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:
يجب قبل طرح هذه الحالة أن ننظر إليها من خلال المحاور التالية، منها: هل هي حالة مرتبطة بشخصية الطفل؟ كأن تكون شخصيته هجومية استعراضية فوضوية، أم هي حالة مرتبطة بأسلوب تربية الوالدين للطفل، من بين إخوانه وأخواته، على أن يكون قوي البنية، ومتهوراً، وأن يكون منتصراً في كل صغيرة وكبيرة، وقد يستغل إخوانه الصغار في ممارسة غريزته الشخصية؟ أم هي مشكلة نشأت في المدرسة وتطورت من خلال سلوك الطلاب الشائع بينهم بأن القوي له احترامه وهيبته، والضعيف غالباً ما يكون عرضة للاستغلال، فقد يتطور العنف لديه عندما يجد التشجيع من زملائه في المدرسة، ولا يجد من إدارة المدرسة تحليلاً صائباً لشخصيته، غالباً ما يُتهم بأنه مشاغب ومتمرد وعدواني وغير متقيد بالأوامر، يعامل دائماً بردود سلبية قاسية مثل منعه من دخول الصف، أو فصله من المدرسة، أو معاملته بأشد أنواع القسوة والحرمان، وقد يكون حلاً مؤقتاً، ولكنّ هناك حلولاً راقية كفهم شخصيته ومعرفة جوانبها الضعيفة والقوية، ثم توظيفها ووضعها في مكانها الصحيح.
وأعتقد أن الخطوات التربوية الفاعلة هي التي تحول هذه الشخصية من شخصية مخربة إلى شخصية منتجة، من استعراضية إلى قيادية، من فوضوية إلى إبداعية، إن وجدت بيئة تحتويه أو وجد من يقوم بتلبية احتياجاته النفسية، لكل شخصية باب واسع للانطلاق، يعتمد على المفتاح الصحيح من قبل المدرسة أو الأسرة، وغالباً ما يولد العنف مزيداً من العنف، كما قال الله تعالى: «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ».
وأفضل الحلول هو التعاون المشترك بين المدرسة والأسرة، باجتماع دوري من أجل الارتقاء من مستوى سلوك هذه الطفل بحل إبداعي مناسب، وهذا الحل يبقى الأفضل من أساليب الدفاع والهجوم، المدرسة تتهم الأسرة، والأسرة تهاجم المدرسة، وما لم تكن هناك آلية للحل بين الجانبين، فالطفل سيكون ضحية المجتمع، والأمر سيزداد تعقيداً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news