المرشد الأسري
تشكو أمّ من مشكلة الخوف الذي يعانيه طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات، فكيف تساعده؟
يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، قائلاً الخوف إحساس نفسي طبيعي ينتاب معظم الأطفال، فهو يحفظهم من مخاطر خارجية، ووراء كل إحساس سلبي ردود إيجابية تعمل على حماية الطفل من كل مكروه، ولها نتائج إيجابية تربوية.
ولكن المشكلة تكمن عندما يتحول الخوف إلى حالة مزعجة أو مرضية مثل مرافقة الأم في كل مكان وعدم قدرة الطفل على النوم حيث الليل المخيف والوحدة الموحشة، وفقاً لتصوره.
هناك طرق للعلاج أفضلها تدريب الطفل على مواجهة المواقف الصعبة بطريقة ترفيهية، كأن يكون هو البطل أمام مواجهة شخصية كرتونية مشهورة يصارعها حتى يتغلب عليه، كما أن التمثيل في مكان مظلم كلعبة الاختفاء يقوم الطفل بالبحث عن أمه مثلا بطريقة تدريجية وبصورة متكررة حتى يتولد لديه إحساس بالقوة والشجاعة، ويعد هذا السلوك خطوة عملية للتغلب على الأماكن المظلمة، كما يطلب منه الاختباء في مكان مظلم، ثم يقوم إخوانه أو أخواته بالبحث عنه، فيقل بهذه الطريقة إحساسه السلبي بصورة علاجية طبيعية.
وهناك طفل يخاف البحر، لكن هذا الشعور يزول إذا قمنا بتدريبه على السباحة بطريقة تدريجية، وآخر يخاف من الظلام، لكن لو صاحب أسرته في رحلة ليلية مظلمة ترفيهية سيألف الظلام، بل قد يطلب منهم تكرار هذه الرحلة الممتعة، فعلاج الخوف يكون من خلال مواجهة الأمر الذي يخاف منه بالرفق والحكمة. كما أن هناك قراءة بعض القصص البطولية، كأن يكون هو البطل في هذه القصة، يقوم بمواجهة المخاوف وينتصر على الشخصية المقابلة العدوانية، وهناك طرق سريعة للعلاج كمخالطة الأطفال، فإن صاحب طفلاً ما لا يخاف مما يخاف منه سيقتدي به، بل قد يتحول الخوف الذي ينتابه إلى قوة للتحدي.
ويجب قبل كل شيء أن نولد في نفوس الأبناء الشعور بالأمان ولا نقوم بتخويفهم لفظاً ولا نرسم في مخيلتهم أفكاراً موحشة، أو بعض الممارسات الخاطئة، كأن نترك الطفل وحده في الغرفة أو في مكان مظلم، فالخوف مسألة طبيعية، يتحول إلى آفة مرضية غالباً ما تتحمل الأسرة مسؤوليته بسبب سوء التربية، كتكرار بعض الألفاظ السلبية بقصد التخويف، مثل كلمة الحرامي أو الشيطان، أو الصرصور، بقصد إلزامه على النوم، وغيرها من الكلمات التي لا تولد في نفوس الأبناء إلا مزيداً من الشعور بالجبن والخوف.
وهناك طرق عدة للعلاج تحتاج منا إلى تحليل الحالة أولاً ثم القيام بحلها بطريقة إبداعية نافعة، ولا ننسى المحافظة على أدعية النوم لما في هذه الأدعية من كلمات إيجابية تولد فيهم الشعور بالسكينة والطمأنينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news