باتريك أنطاكي متحدثاً في الورشة. تصوير: باتريك كاستيلو

ورشة الصورة: الصحافة البصرية تجاوزت في أهميتها «المقروءة»

ناقشت ورشة عمل بعنوان «كيف تختار الصورة الخبرية» في اليوم الأول من فعاليات منتدى الإعلام العربي، أهمية الصورة الصحافية في إيصال رسالة إعلامية كاملة وواضحة إلى المتلقين، وتحدث فيها مدير قسم التصوير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوكالة الانباء الفرنسية (أ.ف.ب)، باتريك انطاكي، الذي أكد أن الصورة الصحافية الجيدة لها مواصفات خاصة بها، كما للخبر الصحافي، والتي تعتمد على المكان والزمان والكيفية، وأن الصورة يجب ان تشعر القارئ بشيء مختلف يحمل معلومة جديدة، ويجب أن تعبر عن شيء مختلف ومهم.

وأكد أن الصحافة البصرية أصبحت لها مكانة أكبر عن الصحافة المقروءة، وتالياً كلما كانت الصورة تحمل جودة ومستوى فكرياً عالياً، فهي تؤدي رسالتها بامتياز، وتنجح في تأدية دورها بسرعة، وربما أسرع من الخبر المكتوب، وقد أصبح المتابعون للأخبار بشكل عام ينتظرون ماذا ستقدم لهم الصورة من جديد، وكيف ستنجح في نقل الواقع بحرفية ومصداقية عالية، خصوصاً أنها أبلغ من أخبار كثيرة مكتوبة.

وأشار إلى أن وسائل التواصل الحديثة أعطت أبعاداً وميزة للمصورين المحترفين، في كيفية التجويد أكثر، وتقديم معلومة مباشرة، فقد كانت المنافسة من قبل غير موجودة، لكن الآن الجميع يبحث عن التميز، وهذا بشكل عام يصب في اتجاه تقديم شيء جديد يفيد القارئ والمشاهد في كل مكان بالعالم.

وأضاف أنه حتى الاشخاص الذين أصبحوا يلتقطون صوراً لأحداث جارية كتغطية الأحداث الساخنة في بعض البلاد، لا يعدون مصورين صحافيين بالمعنى المفهوم، معتبراً إياهم شاهداً فقط، إذ ينتهي دوره بانتهاء الحدث، عكس المصورين المحترفين، الذين يحملون أيديولوجية للفكرة تجعلهم يبحثون عن أفضل الصور المثالية في أي زمان ومكان.

ولفت إلى أن الصور تحمل بين طياتها خبراً كاملاً من خلال مقاطع تصوير طويلة متعددة، تنبئ بها اللقطات المتعددة، وغالباً ما تكون أوقع وأكثر تأثيراً من الخبر الصحافي، مؤكداً أن الصورة المثالية لها مقومات تبدأ بتركيب الصورة، والإضاءة والألوان والموضوع، خصوصاً أن الحدث هو بالفعل موجود، وتأتي الصورة لتكمل المعلومة عنه.

وأكد أن لكل مصور صحافي ما يميزه، مثله في ذلك مثل المحرر الخبري، إذ إن القارئ يستطيع تمييز كاتب عن آخر من خلال مفرداته، وهكذا المصور أيضاً، يجب ان يوصل رسالته بشكل سلس ومفهوم.

وتابع أن التقنيات الحديثة التي أدخلت على الكاميرات لا تكون هي المتحكمة في نجاح وانتشار أي صورة من عدمه، وأن عين المصور هي التي تتحكم في جودة وتميز اللقطة المأخوذة.

ولفت إلى أن الصورة تختلف في موضوعها ودلالتها من مجال لآخر، فالأحداث السياسية تحتاج صوراً تعتمد على حركة معينة للسياسيين يقومون بها، كالمصافحة والتلويح، موضحاً ان ذلك لا يعد بالنسبة له صوراً ذات مغزى كبير، ويمكن للمصور الناجح ان يبتكر صورته بنفسه من خلال حركة مميزة، أو وضعية أفضل للالتقاط، وهذا يعطي بعداً ودلالة أكبر للصورة، حتى لو كان الحدث المنقول بسيطاً.

 

 

الأكثر مشاركة