الشباب العربي ينتقم من الإعلام التقليدي
أكد مشاركون في جلسة «اتجاهات تغير العالم»، أمس، أن الشباب العربي انتقم وثار على وسائل الإعلام التقليدية، التي لا تنقل الصورة الصحيحة والواقعية للأحداث، ويتجه إلى وسائل التواصل الحديثة ليتمكن من أخذ المعلومات، ليكوّن رأيه الخاص.
وأكد رئيس تحرير قناة «العربية»، الدكتور نبيل الخطيب، أن «العالم العربي في حال انقلاب وانتقام من وسائل الإعلام التقليدية، مع استخدام الشباب العربي أدوات لم تكن موجودة خلال العقود الأربعة الماضية».
وأضاف أن «المشاهد في الوطن العربي ينتقم من الإعلام التقليدي، ومن ينفق ويسيطر على وسائله»، مضيفاً أن «الدراسات الأخيرة أظهرت أن 65% من المشاهدين يعتبرون وسائل الإعلام التقليدية منحازة إما لرأي أو لآخر، ومن المستحيل إيجاد وسيلة إعلام تقليدية تعبر عن مختلف الآراء».
وأوضح أن «وسائل الإعلام التقليدية بقيت في مكانها، ولم تغير طريقة تعاملها مع المشاهد أو الفضاء الجديد من وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، الدكتور فواز جرجس، إن «الإعلام العربي يعاني أزمة أخلاقية، وأصبح جزءاً من الأزمة التي يعانيها العالم العربي، إذ إنه يروج الصراعات الطائفية، وينظر بطريقة لا أخلاقية إلى الشرائح المختلفة من العرب». وأوضح أن ما يحدث في العالم العربي هو «أزمة بنيوية» عبارة عن أزمة تراكم الفشل التنموي والمؤسساتي للدول العربية.
وأكد أنه «لا توجد حيادية في وسائل الإعلام العربية، لكن ما المسؤولية المهنية والأخلاقية لهذه الوسائل؟». وتابع: «معظم القنوات العربية هي شاشات حشد مذهبي وطائفي لقضية معينة تخدم مصالح طرف واحد».
من جانبها، قالت رئيسة مركز الإمارات للدراسات، الدكتورة ابتسام الكتبي، إن المرحلة التي يمر بها العالم العربي تعتبر مرحلة سيولة، وأنه يفتقر إلى الثبات، ما جعله يعاني «الفوضى الخلاقة».
وأكدت أن «العالم العربي فاته القطار، إذ إن العالم يمر بثورة تكنولوجية، لا وجود فيها للإعلام التقليدي، وهو غير مسيطر على الوضع»، موضحة أن «كل شخص يمتلك جهازاً يستطيع أن يصبح مركز إعلام متنقلاً مستقلاً، ويتمكن من نقل المعلومات التي يعرفها».
وأضافت: «لدينا مئات من الفضائيات التي تؤجج الصراعات العربية، والشباب يتجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليحصل على المعلومة الصحيحة».
وتساءلت: «هل الإعلام العربي إعلام فاعل أم محرض؟»، مضيفة أن «الشباب العربي يواجه تشتتاً معرفياً، ونحن نحتاج إلى ثورة علمية تعليمية لقلب المفاهيم السائدة، وهي لا تأتي بشكل عبثي، بل تبدأ من الجذور، وخلق فكر نقدي لدى الشباب، ليصبحوا أشخاصاً قادرين على التعامل مع ما يواجهونه من أحداث».
وقال المدير العام لقناة «سكاي نيوز عربية»، نارت بوران، إن مسؤولية المؤسسات وغرف الأخبار هي في إيصال الصور الصحيحة، بغض النظر عن الطرق التي تستخدمها، مضيفاً «كنا ضعافاً عندما دخلت التنظيمات ولعبت في عقول جيل كامل من الشباب، الذي عانى فراغاً كبيراً، وإن لم نوضح مدى بشاعة الصورة سيتجه الشباب إلى مواقع التواصل ليطلع عليها، ويمكن أن يبني تعاطفه مع التنظيمات».
وأوضح أن عدة قنوات في العالم العربي تستغل اختيار ضيوفها تحت غطاء الموضوعية والشفافية للمساهمة في التحيز الطائفي، والتطرف لدى المجتمع العربي، ومهمة القنوات الفضائية التي لاتزال تحتفظ بأخلاقياتها هي تصحيح صورة الأديان دون تركها للمؤسسات الرسمية.