أكد رسوخها في الوجدان العربي

البرغوثي: القضية الفلسطينية غير قابلة للاندثار إعلامياً أو سياسياً

صورة

أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن القضية الفلسطينية غير قابلة للاندثار أو الاختفاء، سواء عن خشبة المسرح السياسي، أو الإعلامي، لأنها «قضية إنسانية من الطراز الأول، تخطت حدود الاحتلال وجغرافيا الخرائط، بعد أن ارتبطت بمطلب أساسي في الزمن الراهن، بات حاجة ملحّة لكل فرد ومجتمع، سواء في العالم العربي أو الدولي، هو الحرية، مشيراً إلى وجود عوامل أساسية تمنع ذلك، مؤكداً أن الفلسطينيين لن يسمحوا لإسرائيل بأن تحمّلهم مسؤولية عدم تحقيق السلام أو عرقلة المسار التفاوضي، الذي اعتبره غير موجود على أرض الواقع، واصفاً إياه بجولات التفافية لكسب الوقت تستغلها إسرائيل للهروب من حل الدولة الواحدة.

ولفت البرغوثي إلى تقصير وسائل الإعلام الفلسطينية في توصيل صوت القضية إلى خارج البلد عربياً وإعلامياً، لكنه أكد أن عدم الاهتمام والمعرفة بتفاصيل يوميات الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال يعود كذلك إلى تركيز الإعلام العربي والعالمي على أخبار القتل والتدمير والعنف، على الرغم من البعد الأعمق والأهم الذي تكتسبه القضايا الإنسانية والاجتماعية للشعوب وحاجتها إلى الظهور والدعم الإعلامي.

كلام البرغوثي جاء أمس في إحدى جلسات منتدى الإعلام العربي، التي طرحت عليه الإجابة عن سؤال «هل ضاعت القضية الفلسطينية إعلامياً؟»، التي عرض خلالها أربع وسائل تعتبر أعمدة في بناء تغيير موازين القوى مع إسرائيل، وتحقيق نوع من التكافؤ يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية والإنسانية كاملة.

وتناول البرغوثي خمس نقاط مهمة، اعتبرها دعائم تحصن القضية الفلسطينية من الضياع، تضمنت مكانتها السياسية، والعاطفية في الوجدان العربي «الذي يجعلها عصية على النسيان، حتى إن غابت في بعض الأحيان عن الظهور، إلا أنها موجودة في العمق، كما انها تعود إلى الظهور، إما على شكل موجات ارتدادية أو متتالية». وأشار البرغوثي إلى العامل الثاني المتعلق بارتباط القضية الفلسطينية بأحد أهم اللاعبين الإقليميين في المنطقة، وأكثرهم خطورة وهو إسرائيل، لافتاً إلى ان حجم الوجود الإعلامي الإسرائيلي يأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم، على الرغم من انها حاضرة ومسيطرة للأسباب الخاطئة، حسب تعبيره. وتابع ان القضية الفلسطينية صار لديها عمق عالمي راسخ لخصه الرئيس نيلسون مانديلا، حين قال ان القضية الفلسطينية هي قضية الإنسانية الأولى، وانه لا يمكن ان يتحرر شعب أو أرض ما لم يتحرر الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى ان الاحتلال الإسرائيلي وثّق بالدم والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين أطول عملية تهجير وتطهير عرقي شهدها التاريخ. أما العامل الرابع فيتعلق بدخول الصراع المحتدم في فلسطين معركة مصيرية، بعد ان حسمت إسرائيل امرها برفض الدولة الفلسطينية، فضلاً عن العامل الخامس، الذي يشير إلى ان كل الانقسامات والنزاعات التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربية لم تزحزح أهمية القضية الفلسطينية في قدرتها على توحيد العرب تحت رايتها.

إلى ذلك، أشار البرغوثي في سياق كلامه، إلى ثقل القضية الفلسطينية، الذي يحصنها من أي احتمال للضمور أو الاندثار عن أربع وسائل اعتبرها جوهرية في عملية تغيير موازين القوى مع إسرائيل، تضمنت منع تصفية القضية الفلسطينية بحلول زائفة، أو بتفكيك قوى النضال الوطني الفلسطيني، وكذلك العمل على تصعيد المقاومة الفلسطينية، خصوصاً المقاومة الشعبية التي تكتسب احتراماً غير مسبوق على المستوى العالمي، نظراً لارتباطها بالحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وتضم الوسائل التي أشار إليها البرغوثي تصعيد حركة المقاطعة، وفرض العقوبات، وسحب الاستثمارات التي أظهرت نجاحاً وحضوراً مذهلاً على ساحة وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الإعلام الجديد.

وضرب البرغوثي مثلاً على نجاح الحركة المشار إليها، التي من بينها اتخاذ أول دولة أوروبية، وهي هولندا، قراراً بقطع المعونة الاجتماعية عن أي مواطن هولندي يحمل جنسية مزدوجة، وله علاقة بالاستيطان الإسرائيلي، كمستوطن لديه أملاك في تلك المستوطنات، وكذلك انسحاب عدد من الشركات من الأسواق الأوروبية بعد خسائر فادحة، بسبب علاقتها مع الكيان الإسرائيلي، مثل استون وافتون، وكذلك شركة هافا، التي أغلقت فروعها في بريطانيا.

وأشار البرغوثي إلى أهمية القانون الدولي في المواجهة مع إسرائيل في المرحلة الحالية، بعد ان اخذت اسرائيل هذا العام لأول مرة منذ 67 عاماً إلى المحكمة الجنائية الدولية.

أما الوسيلة الرابعة فتتعلق بمنع ودرء الانقسام الفلسطيني، لأنه يبدد ويشتت جهود الدفاع عن القضية، ويحبط الداعمين والمهتمين بها.

تويتر