اتهموا «التواصل الاجتماعي» بإخراج فنانين مزيفين.. وطالبوا بإلغاء الحدود العربية أمام المبدعين
فنانون: فضائيات تغيِّب العقول وتُشعل الطائفية والفتنة
أبدى فنانون مشاركون في منتدى الإعلام العربي حزنهم الشديد «لتدني مستوى الفن المقدم للمتلقي العربي»، معتبرين أن تزايد عدد الفضائيات وتحكم المنتجين وشركات الإعلان، هما السبب الرئيس في تقديم فن هابط، وتغييب العقول، وإشعال التعصب والطائفية ونشر اتهامات التكفير، أحياناً بالعمد.
لطيفة: ■ «هناك استسهال في تخريج الفنانين.. الفنان الحقيقي مَن يتمتع بالموهبة ويدرس أصول الفن ويحب فنه». بلقيس: ■ «فضائيات ووسائل تواصل اجتماعي تُشعل نيران الفتنة، وتغذي الطائفية، وتهدّد السلم الاجتماعي». مشاهدات ■■ قالت الفنانة بلقيس: «إن أطفالاً سرقوا حسابها على (إنستغرام)، وهو الحساب الأكبر بين الفنانين العرب بثلاثة ملايين متابع». وأضافت: «نحن مَنْ نصنع مواقع التواصل، وليست هي التي تصنعنا»، مشيرة إلى أن «القانون سيأخذ حقها من سارقي حسابها». ■■ تحدّث الإعلامي اللبناني نيشان، في مداخلة بالجلسة، وقال: «نريد أن نرفع البطاقة الحمراء لمن يدّعي الفن، وهناك فنانون أبدعوا لكنّ أطفالاً يسيئون إليهم عبر (التواصل الاجتماعي)». ■■ في مداخلته، قال الإعلامي اللبناني زاهي وهبي: «إن الفن بخير، ولا تخلو الساحة من مبدعين، لكن المشكلة أن الإعلام التقليدي يُسطح العقول، ولا يعطي فرصة للإبداع الحقيقي، وشركات الإعلان تغيّب أي قيمة حقيقية عن عمد». |
واختتم المنتدى فعالياته بجلسة شهدت حضوراً كبيراً، تحدث فيها فنانون من الإمارات وتونس وسورية، إلى جانب إعلاميين بارزين من لبنان، حملت عنواناً استفهامياً: «ما هي رسالة الفنان اليوم؟».
وطالبت الجلسة الفنانين بالارتقاء بما يقدمون من فن للشارع العربي، للنهوض بمستوى فكر وثقافة المتلقي العربي، خصوصاً الأجيال الشابة، ودعت الدول العربية إلى جمع المبدعين العرب في مختلف المجالات الفنية على أرض واحدة، لتقديم أعمال فنية كبرى ذات قيمة عالية، تكون على قدر الأحداث السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة.
ونادت الجلسة بإتاحة حرية التحرك للفنان العربي بين الدول العربية، وألا تمنعه تأشيرة أو حدود من الوصول إلى كل مواطن عربي في أي بلد.
وقال الفنان التونسي لطفي بوشناق إن «العالم العربي أطلق ما يزيد على 2000 قناة، تملأ الفضاء بمواد سخيفة وهدامة، وليس فيها سوى عدد قليل من القنوات التي تقدم مادة تثقيفية أو مادة ذات قيمة». وتابع أنه «على الشعوب العربية وضع استراتيجية لأكثر من 50 عاماً، تقوم على كيفية إنهاء مرحلة التسطيح التي نعيشها، وتزرع في الأجيال الجديدة القيم التي تحقق التنمية والنهضة».
وتعجب بوشناق من الإسراف في إطلاق لقب فنان على أي شخص، مشيراً إلى أنه لقب كبير، قلة قليلة هم الذين يستحقونه في الوطن العربي. ولفت إلى أن «الفن أبلغ من السياسة، فالفن ينمي وجدان الشعوب، وينشر السلام، ويساعد في تحقيق التنمية ويقدم رسالة حب، بينما لم تقدم لنا خطابات السياسة سوى الدمار والدم».
وأضاف «نحن نعيش ذكرى النكبة، وفي ظل الأحداث الكبرى التي تشهدها منطقتنا، نسينا قضيتنا فلسطين المحتلة، ونتمنى أن نستيقظ ونتوقف عن قتل بعضنا بعضاً، وننتبه إلى واقع أمتنا الأليم».
وحول أسباب تردي ثقافة الشعوب، أكد أننا «ضحية إعلام تجاري لا يهدف إلا للربح على حساب الأخلاق، لأن كل ما يبث على الفضائيات لا يعبر عن حاضرنا أو ماضينا، ولا يوجد من يكتب الكلمة الهادفة أو يقدم اللحن الراقي»، وقال «شركات الإنتاج هي التي تحدد مسيرة الفنان، وتفرض عليه مبدأ السوق يريد ذلك». واختتم بوشناق بالقول «أخلاق الشعوب تهبط إلى أسفل الدرجات بهبوط الفن، وهذا ما يتحقق حالياً».
من جانبها، وجهت الفنانة التونسية لطيفة دعوة إلى القادة العرب لاحتضان الفنانين والمبدعين الحقيقيين، ليقدموا أعمالاً فنية موحدة ضخمة، تناسب مستوى الأحداث الكبرى التي تعيشها المنطقة، محذرة «من منح لقب فنان لكل عابر سبيل، وقالت إن «هناك استسهالاً في تخريج الفنانين، وكل الناس تريد أن تغني، والقنوات تخرج كل يوم أشخاصا تسميهم فنانين ومغنين، وكثيرون يستخدمون التكنولوجيا لصناعة صوت موسيقي كاذب».
وأضافت أن «الفنان الحقيقي هو من يتمتع بالموهبة، ويدرس أصول الفن»، مشيرة إلى أنها «درست في أكاديمية الفنون بالقاهرة، وكانت تقضي 10 ساعات يومياً في أكاديميات الفن، وتدربت على يد كبار المطربين والملحنين والشعراء».
وحول أسباب غنائها بالمصري، أجابت «من الواجب أن أغني بالمصري والخليجي والتونسي والشامي، أنا لديّ موهبة أخدم بها كل وطني، وأنا تربيت في بيت يؤمن بالقومية، ويرفض الحدود بين الدول».
وأضافت أن «الفنانين والمبدعين قديماً كانوا يخدمون الوطن العربي بفنهم، في مقدمتهم أم كلثوم وفيروز ومحمد عبدالوهاب وسيد درويش، الذين قدموا رسائل كبيرة، وغنوا معاني كبيرة، وكثير من الفنانين المبدعين الآن قادرون على أن يقدموا مثل هذه الرسالة، لكنهم مكبلون بالحدود بين الدول، وبعضهم مسلوب الهوية وممنوع من السفر».
وخلال الجلسة، تحدثت الفنانة الأردنية صبا مبارك، مستغربة أن «لقب مبدع بات يطلق على أي شخص»، معتبرة أن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت الباب أمام أي شخص، ليطلق على نفسه لقب فنان.
وحول غياب المسرح العربي، قالت إن «المسرح الهادف غير موجود، والجمهور لا يذهب الآن إلى المسرح، ويكتفي بالفضائيات التي تغيّب العقول»، معتبرة أن «العدد الكبير من الفضائيات تسبب في تقديم فن هابط لا قيمة له، وهدف تلك الفضائيات شغل مساحة كبيرة من الهواء بأي مواد إعلامية، حتى لو كانت تافهة».
إلى ذلك، حذرت الفنانة الإماراتية بلقيس من خطورة تفشي التعصب والطائفية والتطرف والتكفير بين الشعوب العربية، وقالت «ساد منهج التفرقة بين المسلم والمسيحي والسني والشيعي، وساد منهج التكفير، ما يشعل الفتنة بين أفراد الشعب الواحد».
واتهمت بلقيس بعض الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بأنها «تشعل نيران الفتنة، وتغذي الطائفية، وتهدد السلم الاجتماعي بين أفراد البلد الواحد».
وأوضحت أن «النسبة الكبرى من نشطاء التواصل الاجتماعي هم أطفال أقل من 21 عاماً، وهؤلاء لا يعرفون سوى السب والسخرية ونشر الأكاذيب وإصدار الأحكام والتخوين، ويفرحون بإشعال الفتنة، ولا يقدرون خطورة ما يفعلون».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news