المرشد الأسري
تسأل قارئة عن كيفية حل مشكلة تهرب ابنها من أداء الواجبات المدرسية، على الرغم من بذلها جهداً كبيراً في مساعدته.
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، بأن هناك أسباباً ظاهرة وأخرى خفية وراء هذه المشكلة على الرغم من الجهد المبذول من قبل الوالدين منذ بداية العام الدراسي حتى نهايته، لكن بعض الأبناء يتمتعون بذكاء الهروب من الواجب بأساليب متنوعة، مثل أن يتحجج بترتيب كتبه أو تجميل أقلامه، أو أن يطلب من أمه فرصة الذهاب إلى دورة المياه، ويكرر هذا السلوك كفرصة للهروب.
وهناك من الأبناء من له طرق ملتوية في التصنع وإخراج أدوار تمثيلية كأن يطلب الطعام أو الشراب، ولو لم يكن بحاجة إليهما، ويقوم بتصرفات متلونة بالتملق أو التمارض أو التحايل، أو لفت الانتباه بقضايا جانبية، أو التحدث عن موضوعات خارجية كي يُضيع الوقت، حتى إذا جاء وقت النوم غيّر أسلوبه وكأنه متعب لا يقوى على حل الواجب، ويبحث عن التأجيل إلى يوم الغد، ذكاء في المجاملة وحنكة في التمثيل.
يجب على الأم أن تكون أكثر ذكاء بمعرفة الطرق الملتوية والمتصنعة، وما دوافعها، فالتحفيز المتدني والأوامر القاسية والأساليب الجامدة وقلة المتابعة والمراقبة المنزلية وفوضى في إدارة الوقت والأولويات، تفرز مشاعر سلبية تجاه رؤية الكتب أو الأقلام والدفاتر، ولا أنسى عندما كنت مدرباً في إحدى الدورات التدريبية عندما صرح أحد الحاضرين بقوله: كنت أرى صفحات الكتاب كأنها كوابيس مرعبة، والآخر يرى وقت حل الواجب كأنه في السجن أو في مكان مغلق، مشاعر سلبية تنتاب الأبناء، مثل الملل والفتور والخمول، نشاط في اللهو واللعب، وكسل وخمول في المذاكرة والمراجعة.
وأفضل الطرق في التعامل مع هذه المشكلة متابعة واجبات الأبناء أولاً بأول، ومساعدتهم بكل عطف وحب بطرق إبداعية تحفيزية، وتعزيز إنجازاتهم بالمكافآت المادية أو المعنوية، والتركيز على جوانب الضعف فيهم بعلاجها والقوة فيهم بتنميتها، كما أن اللعب محبب إليهم فنضعه شرطاً تحفيزياً بعد انتهاء حل الواجب، ولا تنسي أن التواصل بين البيت والمدرسة يعد حلاً لمعظم مشكلات الأبناء في تحصيلهم العلمي والدراسي.