النقبي توحّد مع الضوء واللون كعلاج وأمل

استطاع الطفل المواطن، محمد عبدالله النقبي، أن يتجاوز اضطراب التوحد، من خلال نبوغه في الرسم والتلوين، أو ما يطلق عليه المختصون مصطلح «العلاج بالرسم» أو التعلم بـ«الاستمتاع»، إذ لم ينجح التوحد في إطفاء روح الأمل وحب الحياة لديه.

ومحمد طالب في «مركز الشارقة للتوحد»، يبلغ من العمر 13 عاماً، وقد نجح فعلياً في مواجهة التوحد، بل وأصبح متفرداً بمهارات عدة، تمثلت في رسم وتلوين اللوحات باستخدام الفحم الملون، كما برع في التصوير الضوئي، إلى جانب استخدام الحاسب الآلي، ما مكنه من الحصول على شهادات تقديرية وتشجيعية عدة، من جهات داخل الدولة وخارجها.

ويعد العلاج بالرسم بمثابة توجه جديد يسهم في خلق نوع من الاستمتاع لدى الأطفال المصابين بالتوحد، يسهم في تطوير مهارات التواصل وجوانب الإدراك الحسي والبصري والانفعالي لديهم، على الرغم من القيود التي تفرضها تلك الإصابة في جوانب التواصل والتفاعل الاجتماعي، بحسب مسؤولة الفنون في مركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وفاء كوجك.

واعتبرت كوجك أن «العلاج بالرسم توجّه جديد لتأهيل الأطفال من ذوي اضطراب التوحد، لكونه إحدى الوسائل التي تولد متعة بداخلهم تسهم في تطوير سلوكهم وإكسابهم الهدوء وضبط السلوك، إذ يلعب الفن بجميع أنواعه دوراً مهماً ومؤثراً في تنمية وإثراء وعلاج التواصل لدى الأطفال الذين يعانون اضطرابات في مهارات التواصل، باعتباره لغة تتيح لهم التعبير عما بداخلهم والاتصال بالآخرين.

وأشارت إلى أن محمد أبدى تجاوباً واهتماماً كبيرين في تعلّم الرسم على وجه الخصوص، إذ يجلس مستمتعاً لأكثر من ساعة يومياً يرسم ويلوّن اللوحات بدقة وبتركيز لافتين، الأمر الذي أكسبه نوعاً من الهدوء وتعزيز التواصل الاجتماعي والاستقرار السلوكي».

وأضافت «من الأسس التي أتّبعها مع طلبة المركز، تصنيف الهوايات التي يرغب كل طالب في مزاولتها، ومن ثم أعمل على تعزيزها وتنميتها بالأساليب المبسطة، وقد لاحظت أن محمد يميل إلى الرسم الذي يشكل لديه تحدياً مع نفسه في اللوحات التي يصر بشدة على إنجازها، إذ يرسم ويلوّن اللوحة الواحدة في مدة أسبوع».

وحصل محمد، الذي أنجز ست لوحات فنية، على جائزة تقديرية عن إحدى مشاركاته بمعرض في تونس، إلى جانب حصوله على أحد المراكز المتقدمة في مسابقة الحاسب الآلي، التي نظمتها كلية الخوارزمي في دبي.

ولفتت مسؤولة الفنون في مركز الشارقة للتوحد إلى أن «الفن يعد من أهم الأنشطة التي تقدم للأطفال من ذوي التوحّد، كونه يساعدهم على تنمية مداركهم الأساسية عن طريق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم، إلى جانب الإدراك باللمس عن طريق ملامسة السطوح».

الأكثر مشاركة