«اجتماعية الشارقة» تطلق «إشراقة» لتأهيل الأطفال المعتدى عليهم جنسياً

أعلنت رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، عفاف المري، إطلاق الدائرة برنامج «إشراقة» التأهيلي، الذي يهدف إلى نقل المعرفة لمختلف مؤسسات المجتمع العاملة في مجال حماية وتأمين حقوق الأطفال من ضحايا الاعتداء الجنسي، والإسهام في إعادة تأهيلهم، يأتي ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات.

عفاف المري:

• «أثبتت الدراسات أن الطفل المعتدى عليه يؤدي دور المعتدي نفسه في حال بقيت آثار الاعتداء راسخة في كيانه، ولم يخضع لبرامج العلاج».

دبلوم حماية الطفل

قالت رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية، عفاف المري، إن الدائرة وفي إطار سعيها لتأهيل الأطفال من ضحايا الاعتداءات طرحت أخيراً مقترح دبلوم «حماية الطفل»، واعتمد المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة فكرة توقيع اتفاق بين الدائرة وجامعة الشارقة بهذا الخصوص، موضحة أن هذا الدبلوم سيؤهل الحاصلين عليه للإلمام بالطرق الصحيحة الواجب اتباعها عند التعامل مع الأطفال المعتدى عليهم، من خلال معرفة أنواع العنف ومؤشراته وطرق رصده، ووسائل دراسة الحالة، وكتابة التقارير الخاصة بكل حالة.

وأضافت: «سيطرح الدبلوم بعد اعتماده النهائي في كلية المجتمع في جامعة الشارقة، ومدة الدراسة فيه فصلان دراسيان، وسيمنح الحاصلون عليه مهنية عالية في التعامل مع الأطفال ضحايا الاعتداء والإهمال بجميع أنواعهما».

و«إشراقة»، هو برنامج علاجي رائد على مستوى الدولة، يهدف إلى إعادة تأهيل الأطفال من ضحايا الاعتداء الجنسي بطرق علمية وحديثة، مثل تطبيق منهجية العلاج باللعب، لإزالة الآثار النفسية الناجمة عن الاعتداء عليهم، وحمايتهم من المخاطر المستقبلية التي من الممكن أن يتعرضون لها، ويتضمن العلاج 21 جلسة ( فردية أو جماعية)، وتقسم على ثلاث مراحل.

وأضافت المري، لـ«الإمارات اليوم»، أنه يتم في المرحلة الأولى المكونة من ست جلسات بناء العلاقة المهنية بين الأخصائي المعالج والطفل المعتدى عليه، من أجل التعرف إلى أبعاد وحجم المشكلة النفسية التي يعانيها، ومدى انسجامه مع الأطفال الآخرين الذين ينتمون إلى مجموعته نفسها، أما المرحلة الثانية فتتكون من 13 جلسة علاجية، ومن خلالها يفسح المجال للطفل لتفريغ ما في داخله من تفصيلات خاصة بتجربة الاعتداء التي تعرض لها، ويتم فيها تأهيله ليكون قادراً على حماية نفسه ضد أي اعتداءات مشابهة قد تواجهه مستقبلاً.

وأكدت أن مرحلة التقييم الأخيرة تشمل جلستي قياس مدى إسهام البرنامج في تأهيل هذه الفئة من الأطفال، وجعلهم عناصر قوية وقادرة على رفض ومواجهة جميع أنواع الاعتداءات، مؤكدة أهمية إخضاع الأطفال المعتدى عليهم جنسياً لعملية إعادة التأهيل، من أجل القضاء على أي ترسبات سلبية في نفسياتهم، والتي تكون سبباً رئيساً في خلق توجهات سلوكية غير سوية لديهم مستقبلاً.

وقالت المري: «أثبتت الدراسات أن الطفل المعتدى عليه يؤدي دور المعتدي نفسه، في حال بقيت آثار الاعتداء راسخة في كيانه، ولم يخضع لبرامج العلاج النفسي لمسحها»، مؤكدة أن الدائرة حرصت منذ إنشائها على رعاية وحماية الفئات الضعيفة في المجتمع، خصوصاً الأطفال، ورسخت هذا المبدأ ضمن أولوياتها، ومن هذا المنطلق وضعت مجموعة من الخدمات والأدوات لحماية الفئات الضعيفة منها خط نجدة الطفل 800700 كإحدى أدوات حماية الطفل.

وأشارت إلى أن إدارة حماية حقوق الطفل قدمت خلال العام الماضي، خدمات مختلفة لـ1241 طفلاً، بزيادة بلغت 16% على العام 2013، في حين وصل عدد البلاغات الواردة إلى خط نجدة الطفل خلال العام الماضي 661 بلاغاً، وهي حول تعرض أطفال لحالات اعتداء جسدي أو جنسي أو عنف أو إهمال، وذلك بزيادة 36% مقارنة بالعام 2013.

وعزت هذه الزيادة في أعداد البلاغات إلى دور الحملات التوعوية التي تنظمها الدائرة في رفع مستوى التوعية لدى الأطفال وذويهم، بأهمية اللجوء إلى الجهات المختصة لحمايتهم وتقديم الخدمات المناسبة لهم عند تعرضهم للعنف، موضحة أن الدائرة تنفذ عدداً من المحاضرات وحملات التوعية في المدارس، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، آخرها حملة «حماية الطفل من التحرش الجنسي»، التي نظمتها في المجلس الأعلى للأسرة في الشارقة.

وذكرت أن نسبة الأطفال المواطنين من الذين تم تلقي بلاغاتهم عبر خط نجدة الطفل العام الماضي بلغت 61%، في حين أن 39% من هذه البلاغات كانت لأطفال من جنسيات دول مختلفة، مضيفة أن 39.5% من البلاغات الواردة لخط النجدة حول اعتداءات وإيذاءات لأطفال.

وأكدت أن الدائرة نفذت خلال العام الماضي تدخلات عاجلة ومباشرة لـ40 طفلاً، بسبب وقوعهم في خطر، وحاجتهم إلى إزالته عنهم، وكان أعلى هذه التدخلات في يونيو الماضي، بواقع سبع تدخلات، كما قدمت الدائرة عبر خط نجدة الطفل العام الماضي 1946 دعماً، تنوعت بين تعليمي ونفسي واجتماعي وقانوني.

وشددت على ضرورة حماية الأطفال من الاعتداءات، وتوفير بيئة آمنة لهم، من خلال مؤسسات المجتمع، وعملها على نشر التوعية بأنواع الاعتداءات التي قد يتعرض لها الأطفال، وآثارها السلبية فيهم، ومعرفة أحدث الأساليب المتبعة في حماية الأطفال وتأمين حقوقهم، وفق ما تنص عليه التشريعات والقوانين الدولية والمحلية.

ولفتت المري، إلى أن حماية الطفل من الاعتداءات تضمن له تنشئة سليمة وتحفظ حقوقه وتجعله عنصراً فاعلاً في المجتمع وقائداً لمسيرة التنمية المستقبلية.

الأكثر مشاركة