المرشد الأسري
تسأل قارئة كيف تشجع ابنتها على أول صيام لها خلال شهر رمضان المقبل؟
يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، قائلاً: من الأهمية أن تحرص الأم على توفير الأجواء التي تشجع طفلتها على الصيام في شهر رمضان المبارك، حتى يقترن صومها بذكريات جميلة، وبفرحة قدوم الشهر الفضيل، خصوصاً إذا كان هو الصيام الأول بالنسبة لها.
وهناك بعض الأساليب الخاطئة التي قد تتبعها بعض الأسر في تدريب أطفالهم على الصيام، مثل الضغط عليهم بالتهديد اللفظي أو العقاب النفسي، والتعسف الشديد في التوقف عن تناول الطعام والشراب، لكن هذه الأساليب تنفر الطفل من الصيام.
لابد أن تدرك الأم أهمية التدرج في الصيام، كأن يصوم الطفل جزءاً من النهار كوسيلة تدريبية، أو صيام يوم أو بعض يوم، فإن زاد، على حسب قدرته، قامت بتحفيزه مادياً ومعنوياً، وأكثر ما يحفز الطفل هو ما يراه بأن الكل صائم في هذا الشهر الفضيل، وما يشع منه من أجواء إيمانية ونفحات روحانية.
فلا نعزله وقت الإفطار حتى يشارك الصائمين فرحتهم وبهجتهم وسعادتهم، وإذا قمنا بعزله وقت الإفطار كوسيلة عقابية فقد تكون نافعة عند بعض الأبناء، والأفضل أن نوضح له أن ترك الصيام من الكبائر، حيث يعاقب عليه تاركه يوم القيامة، حتى يتبرمج الطفل على هذا الأمر منذ الصغر، وأكثر ما يحفز الطفل على الصيام الثناء عليه بإنجازه أمام أصدقائه وأقاربه، وإذا تم بإعداد الإفطار على حسب ميوله ورغبته كان ذلك محركاً نفسياً نحو الصيام. ويعد إبعاد الطعام والشراب عنه وسيلة ناجحة تحافظ على إرادته وهمته، ولا نكلفه نهار الصيام بأمر فوق طاقته، أو القيام بأعمال شاقة تضعف قوته فيشتد عطشه وجوعه، وقد كانت بعض الوسائل التحفيزية القديمة فعالة في تربية الأبناء على الصيام، مثل إشغال الطفل بالألعاب حتى يلتهي عن الطعام والشراب، وأفضل الوسائل التحفيزية قديماً وحديثاً تحبيب الطفل في الصيام بذكر فضائل الصوم وعظمة أجره عند الله.