«النصيرات» يواجه التحــــديات ويتغلب على الصـعاب لتـميز حكومة دبي

لا يخشى المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الدكتور أحمد النصيرات، مواجهة التحديات ويؤمن بأن الحياة مملوءة بالتحديات، ويتعين على من أراد النجاح أن يكون على استعداد تام لمواجهتها بعزيمة وإصرار.

وبالإصرار والعزم أسهم النصيرات في تطوير ورفع مستوى تميز الأداء الحكومي في دبي منذ عام 1997، من خلال مساهمته في إطلاق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الذي يُعد الأول من نوعه في العالم، وتكللت هذه الجهود بتحقيق القطاع الحكومي مستويات عالمية من التميز، خصوصاً في مجالات رضا المتعاملين والكفاءة الحكومية وبناء المعرفة، وغيرها من مجالات التميّز والإبداع وبناء الموارد البشرية.

الرأي الإيجابي خلال الإجازة

يقضي المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الدكتور أحمد النصيرات، إجازة نهاية الأسبوع بصحبة أسرته التي تتكون من خمسة أبناء، وليد (27 عاماً)، ووفاء ومريم وفرح وأصغرهم كنده (11 عاماً)، مشيراً إلى أن حفيدته ميرة بنت وليد محط حبه وشغفه واهتمامه، معتبراً أن عطلة نهاية الأسبوع فرصة لكسر الروتين الوظيفي وتخفيف ضغوط العمل وتجديد النشاط، مشيراً إلى أن إجازة نهاية الأسبوع وقت مناسب لممارسة الهوايات، وعلى رأسها القراءة والكتابة والتعبير عن الرأي الإيجابي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ويؤمن النصيرات بأن بيئة العمل الإيجابية تعد البذرة الأساسية لكل نجاح وتميز مؤسسي، حيث قضى 18 سنة في نشر مفاهيم ومتطلبات ومعايير التميز في دبي، مؤكداً أن الموظف المبدع يعكس صورة القيادة التي يعمل في ظلها، وأطلق البعض عليه لقب أستاذ التميز الحكومي.

وقال النصيرات لـ«الإمارات اليوم» إنه ولد في أسرة بدوية مكونة من ثمانية إخوة ذكور، موضحاً أن «أسرته تتسم بالبساطة والنشاط والحيوية وكانت تربطنا جميعاً علاقة أسرية وثيقة يسودها التكاتف والمحبة والإيثار، وزرعت هذه الأسرة والبيئة البدوية التي عشنا في كنفها القيم الاجتماعية الجميلة مثل الصراحة والصدق والتفوق والاحترام».

وتابع «توفي والدي في حادث سير وأنا في سن صغيرة واهتم أشقائي الأكبر سناً ووالدتي بدراستي وتربيتي وتوفير الظروف الملائمة لأتعلم وأكتسب المعرفة، ولذلك مازلت أقدر دور العائلة وأحترم قيم العطاء والرحمة والتفاني والالتزام العائلي».

وأضاف النصيرات أن البيئة التي تربى فيها جعلته يحرص على نهل العلم، قائلاً «كانت والدتي توقظنا كل يوم مع صلاة الفجر لنصلي ونبدأ المذاكرة على الرغم من أنها لم تذهب إلى مدرسة في حياتها، ولذلك كنت وجميع إخواني من المتفوقين في المدرسة، وكنا الأوائل على صفوفنا، التي كان يدرس فيها فقط أبناء عشيرة النصيرات».

وتابع النصيرات «في ذلك الوقت كانت تأتينا مجلة العربية التي تصدر في الكويت وكنت وإخوتي نتسابق على قراءتها كاملة وكانت التحقيقيات المنشورة عن البلاد العربية أكثر ما يعجبني في تلك المجلة، وفي طفولتنا لم يكن هناك تلفزيون أو هواتف نقالة أو غير نقالة، وفي ليالي الشتاء الطويلة كانت تسليتنا الكبيرة هي المبارزة الشعرية التي كانت تمتد إلى ساعات طويلة لتنتهي من دون غالب أو مغلوب وكنا نلعب كرة القدم، وكانت مشكلتنا الكبرى في العثور على كرة لأن شراءها يتطلب موازنة لا يقدر عليها الجميع، كما يتطلب رحلة إلى المدينة لا تتوافر لكل واحد، لذلك كان صاحب الكرة يتمتع بامتيازات كبيرة وكنا نتسابق جميعاً لإرضائه وأحياناً لإخافته، وكنا نحسب ألف حساب لغضبه أو تكدر خاطره أو لانسحابه من اللعب، أقول ذلك لجيل الرفاهية اليوم، إن مجرد امتلاك كرة قدم في ذلك الوقت يعتبر ميزة كبرى».

وأكد النصيرات، أن حبه للعلم والتعليم قاده إلى مواصلة تحصيل العلم، إذ تخرج من الجامعة الأردنية حاملاً شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال والإدارة العامة عام 1978، ثم حصل على شهادة الماجستير في منتصف الـ40 من العمر، وحصل على الدكتوراه في إدارة التدريب والأداء المؤسسي في سن الـ50.

وعمل في بداية حياته في شركات عالمية في قطاع البترول والإنشاءات والمصارف ثم عمل لدى هيئات دولية، منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبعدها انتقل إلى العمل استشارياً للشؤون الإدارية في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ثم عُين مستشاراً لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز في بداية تأسيسه، وبعدها عُين بقرار من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، منسقاً عاماً للبرنامج.

وقال النصيرات إن برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز أحدث نقلة نوعية حقيقية في أداء الدوائر الحكومية في دبي منذ انطلاقته عام 1997 وهو أول برنامج متكامل للتميّز الحكومي في العالم، لافتاً إلى أن البرنامج بدأ بمعايير وفئات محدودة إلا أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كانت واضحة في توفير بيئة تتسم بالتميز والابتكار، ما قاد البرنامج إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع وتأثير أكبر.

وأوضح أن أول حفل توزيع جوائز للبرنامج كان عام 1998 في بيت المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، وكان الحفل الذي أطلق خلاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، شرارة التميز الحقيقية، عندما أعلن بنفسه نتائج جميع الدوائر الحكومية من على منصة الحفل.

وأضاف النصيرات أنه في نهاية التكريم وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كلمة إلى الحضور، قائلاً «لديكم سنة للتغيير أو التغيير»، ما دفع الجهات الحكومية إلى التسابق على التطوير والارتقاء بالأداء والخدمة، لافتاً إلى أن رؤية سموه كانت تستشرق مستقبلاً حافلاً بالنجاح والإنجازات.

ويشرف النصيرات من خلال موقعه إضافة إلى مهام إدارة جوائز البرنامج، على العديد من المبادرات الرائدة في مجال التميز الحكومي، منها تصميم وتنفيذ دراسات رضا الموظفين والمتعاملين والمتسوق السري، مؤكداً أنها ستتحول إلى دراسات لقياس مدى رضا وسعادة الناس، بالإضافة إلى مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم، للإبداع الحكومي، ومعرض دبي للإنجازات الحكومية، ومنتدى دبي لأفضل الممارسات الحكومية، وسلسلة الندوات والملتقيات الحوارية المعرفية الحكومية، إضافة إلى مجموعة البرامج التدريبية المتخصصة، كما يشرف على تأسيس وإطلاق أول نظام مركزي إلكتروني لشكاوى المتعاملين على مستوى حكومة دبي، كما بادر بتصميم وإطلاق مبادرة دبي للتدريب الذكي الموجهة إلى موظفي القطاع الحكومي، التي يتم من خلالها تسخير التكنولوجيا الذكية لزيادة فعالية وكفاءة التدريب والتعليم المستمر.

ولفت إلى أن أبرز التحديات التي مرت عليه عندما عين مستشاراً في جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، صعوبة تقبل الأفكار والمفاهيم الجديدة في القطاع الحكومي، ما جعله يعمل قصارى جهده من أجل نشر وترسيخ ثقافة التميز والإبداع، ونقل المعرفة بهدف تطوير الدوائر والمؤسسات المحلية في الإمارة والنهوض بها لتصل إلى مصاف العالمية. ويرى النصيرات أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نموذج ناجح ومتفرد في القيادة وهو دائماً في مقدمة الصفوف مقدماً القدوة في أدائه وسلوكه وإبداعه ومبادرته، وهو يحفز ويشجع ويكافئ ويخطط ويتابع التنفيذ بما يكفل النجاح.

ولفت إلى أن التميز الحكومي يعد من الأولويات التي تركز عليها حكومة دبي لتحفيز وتطوير العمل في مختلف الدوائر المحلية في إمارة دبي، والوصول بها إلى المستويات العالمية. وأوضح النصيرات أن التميز الحكومي يعد مظلة تضم الدوائر المحلية كافة، بهدف تحسين أداء القطاع الحكومي وتمكينه من تطوير أدائه للوصول بجميع دوائر حكومة دبي إلى التفوق، من خلال تقديم خدمات مبتكرة تتسم بالمرونة والاعتمادية والإبداع، إذ يعقد البرنامج ندوات ولقاءات ومحاضرات معرفية في مجال التميّز الحكومي وفي جميع مجالات الإدارة الحكومية، مثل التطوير الإداري والجودة وإدارة المعرفة والحوكمة، موضحاً أنه يسهم شخصياً في هذه الفعاليات ليعكس خلاصة تجاربه وخبراته ومعارفه للمشاركين.

وحاز النصيرات ميدالية كانوا لرواد التميّز عام 2013، تتويجاً لجهوده الفعالة في نشر ثقافة التميّز في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، كما كرّم من قبل العديد من الجهات والمؤسسات الإماراتية والإقليمية.

الأكثر مشاركة