أكّدوا أن الفكر التكفيري سبب الإرهاب
مشاركون في ندوة يطالبون بفك أسر الخطاب الديني من أيدي المتطرّفين
طالب رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، علماء الأمة الإسلامية والجهات المعنية بالخطاب الديني «بأخذ زمام المبادرة، وبذل جهود كبيرة لاستعادة الخطاب الديني، وفك أسره من أيدي المتطرّفين الذين اختطفوا الدين».
جاء ذلك، في ندوة أقامتها وزارة شؤون الرئاسة والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تحت عنوان «الإمارات في مواجهة الإرهاب والتطرف»، التي أقيمت في أبوظبي، أمس، ضمن فعاليات برنامج ضيوف صاحب السموّ رئيس الدولة، خلال شهر رمضان.
أسامة الأزهري: «الرجل الثاني في تنظيم (داعش) عكف على قراءة كتب وأفكار (قطب) أكثر من 20 عاماً». |
وقال الكعبي إن «هذه الجماعات أصدرت فتاوى التكفير والتفجير بحق الصغير والكبير ممن لا يبايعونهم، فصار لزاماً على العلماء والجهات المعنية بالخطاب الديني أن تأخذ زمام المبادرة، وأن تبذل جهوداً كبيرة لاستعادة الخطاب الديني، وفك أسره من أيدي المتطرّفين، وتبرز الإسلام بجوهره الأصيل وحقيقته الناصعة، وتعيد إليه صورته الحضارية».
فيما رأى المستشار الديني للرئيس المصري، الدكتور أسامة الأزهري، أن «الفكر التكفيري وقاعدة توحيد المحكومية، التي استنبطها وخرج بها مؤسس جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب وأتباعه، هما السبب الرئيس في الإرهاب الذي يعيشه العالم الإسلامي حالياً».
وحول مفهوم الحاكمية بين نصوص الشريعة الإسلامية وأحكامها من جهة، وبين مفهوم التنظيمات الإسلامية والإرهابية وتطبيقاتها من جهة أخرى، قال الأزهري إن «مشكلة الإرهاب ظهرت حينما بحث المتطرّفون عن علاقة الشريعة بالقانون، فبدأوا القول إن أحكام القضاء غير شرعية، ومن ثم أخذوا يكفرون القضاة، وتشريعات الدول غير شرعية، فيكفرون أولياء الأمر، حتى وصل بهم الأمر إلى القول إن تعاملات الناس غير شرعية فباتوا يكفّرون المجتمعات الإسلامية بعلمائها وأناسها».
وتابع أنه «من هذا المنطلق خرج الرجل الثاني لتنظيم (داعش)، أبومحمد العدنان، منذ مهده ليكفّر قوانين وتشريعات وحكام ومحكومي سورية، ثم استوحش أمره بعد أن عكف أكثر من 20 سنة على قراءة كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب، الذي بات منهجاً له، فيما يخص فلسفة توحيد الحاكمية، وهي القاعدة التي قال عنها الدكتور يوسف القرضاوي نفسه، بأنها تنضح بالتكفير».
من جانبه، تحدث وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني، الشيخ أحمد ولد أهل داود، عن الجهاد وأحكامه الشرعية وضوابطه، وصور الجهاد المشروع بين الماضي والحاضر، واعتبار تنظيم ولي الأمر للقوات المسلحة صورة ملزمة من صور الجهاد، كما تناول دعوة التنظيمات الإرهابية للجهاد، وبيان الأحكام الشرعية منها.
بدوره، تحدث مفتي البوسنة والهرسك، سماحة مصطفى سيريتش، عن التكفير وضوابطه الشرعية ومخاطره الدينية وآثاره الاجتماعية، واستخدامه مبرراً للقتل في نهج الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وبيان مخالفة الشريعة في تكفير الحكام، ومن يعينوهم من العلماء والشرطة والجنود والموظفين. وقال العضو في مجمع البحوث الإسلامية، نائب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، إن «فكرة العمليات الانتحارية ظهرت قديماً في الدول الشيوعية واليابان، وكانت تُسمى انتحارية، لكن علماء الإخوان المسلمين نقلوا هذه الفكرة إلى الأراضي الفلسطينية تحت مسمى جذّاب، وهو العمليات الاستشهادية، لدفع الشباب إليها بدعوى إنها أعلى مراتب الشهادة، ما أفقد القضية الفلسطينية كثيراً من التأييد والتعاطف الدولي، الذي كانت تتسم به منذ انتفاضة الحجارة، لاسيما أن العدو الإسرائيلي أحسن استغلال هذه العمليات لمصلحته».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news