أميمة الشكيلي: طب العيون «عمل عظيم»

التحقت المواطنة الشابة أميمة حمود الشكيلي (18 عاماً)، بمقاعد طلاب الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا لدراسة الطب البشري، سعياً إلى تحقيق «حلم الطفولة، وطموح الشباب»، وتحويله إلى واقع ملموس، كما تقول: «يشمل إلى جانب ارتداء الرداء الأبيض الخاص الذي طالما أبهرني، النهل والاستزادة من كل ما له علاقة بهذا التخصص من علوم طبية أساسية، وعلوم سريرية متجددة، تهدف إلى الحفاظ على صحة أفراد المجتمع، والعمل على دعمهم، وتقديم الرعاية إليهم، ورفع مستوى الوعي الصحي لديهم»، وعليه فالطب «مهنة إنسانية سامية رفيعة، تتطلب دراية تامة والتزاماً خاصاً، وأمانة خالصة، تحكمها لائحة أخلاقيات وشرف المهنة، أبرزها قَسَمُ شرف المهنة» طبقاً لأميمة.

أميمة الشكيلي:

• تعلمت المبادرة في التواصل والتفاعل مع أفراد المجتمع الجديد، على اختلاف خلفياتهم الدينية والثقافية، فتقبل الآخر يسهم في التعايش الآمن.

• الوطن الراعي الأول الذي يمنحنا الإحساس بالأمن والأمان، ويمد إلينا يد العون في كل الأحوال والأوقات.

استندت الشكيلي، المبتعثة للدراسة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في قرار الغربة، على حد قولها، إلى دعم أسرتها غير المحدود، وتشجيعها الدائم على التمتع بالحرية الكافية، لاتخاذ كل ما من شأنه المساهمة في تأهيلها هي وإخوانها، وتطويرهم علمياً وعملياً، ما ترك بالغ الأثر في محطاتها، وتحديداً المحطة الأبرز والأهم «المحطة الجامعية»، إذ إنها كما تقول: «حددت خلالها مساري الأكاديمي، ومصيري العملي».

استثمرت الشكيلي، التي تقطن في العاصمة دبلن، وجود شقيقتها شذى معها في الغربة، واختيارها للتخصص ذاته، في تجاوز صعوبات الحياة في بلد الاغتراب، والحرص على الاندماج فيه والتأقلم معه، بالإضافة إلى التحلي بالعزيمة والإصرار، والتخلي عن اليأس والإحباط واستبدالهما بالأمل والتفاؤل، خصوصاً أن «المسار الذي اخترت أن أسلكه يمتد إلى سنوات لا تنتهي بدراسة الطب البشري، والحصول على شهادة البكالوريوس فحسب، بل تتعداه لتضم سنة امتياز، تليها سنوات للتخصص في أيٍّ من مجالات الطب المتعددة، فضلاً عن الدراسات العليا حتى نيل شهادة الدكتوراه، وبالتالي استحقاق لقب دكتورة»، نسبة إلى الشكيلي.

واستفادت الشكيلي، التي قضت عاماً في الغربة، الكثير من غربتها «فقد تعلمت العديد من الأمور، تتقدمها المبادرة في التواصل والتفاعل مع أفراد المجتمع الجديد، على اختلاف خلفياتهم الدينية والثقافية، فتقبُّل الآخر يسهم في التعايش الآمن». وأضافت «تعلمت من الغربة أهمية استغلال الوقت، والحرص على تنظيمه لإنجاز المهام المطلوبة، تحقيقاً للهدف المنشود، فضلاً عن الاعتماد على الذات في إنجاز المهام قدر المستطاع». الأمر الذي جعل من الشكيلي في غضون فترة وجيزة كما تصف «شخصاً مسؤولاً، يعمل بجد واجتهاد على إنجاز مهامه وواجباته في مواعيدها المحددة، وعدم الاضطرار إلى تأجيلها لأوقات لاحقة، ويقدر قيمة الوقت وأهميته، ويدرك سبل استغلاله بالطرق السليمة، كما أصبحت بفضل فوائد الغربة ودروسها القيمة أكثر انفتاحاً وتقبلاً للآخر، وبالتالي أكثر سلاماً وتسامحاً مع ذاتي والآخرين، الأمر الذي أعتبره الأكثر إيجابية في ظل الأوضاع الراهنة، والقائمة على التشاحن والعنصرية والطائفية»، وفقاً للشكيلي.

لكن اعتزاز الشكيلي بتجربتها الوجيزة والثرية في الوقت نفسه، لم يُنسِها مطلقاً قيمة ومزايا العيش على أرض الوطن، في كنف الأسرة وبين الأهل والأصحاب وبرفقة الأحباب، حيث يبقى الوطن «الراعي الأول الذي يمنحنا الإحساس بالأمن والأمان، ويمد إلينا يد العون في كل الأحوال والأوقات».

الأكثر مشاركة