86 طناً سنوياً مخلفات 24 ألف مزرعة في أبوظبي

«الرقابة الغذائية» يحذر من التخلص العشوائي من النفايات الزراعية

التخلص من المخلفات الزراعية بصورة عشوائية يتسبب في أخطار بيئية. الإمارات اليوم

أفاد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بأن التخلص غير الآمن من النفايات الزراعية يهدّد سلامة الإنسان والحيوان والنباتات، موضحاً أن المخلفات الزراعية مكان لتكاثر الميكروبات والفيروسات، وتعد موطناً للآفات الزراعية مثل سوسة النخيل وحفارات العذوق، محذراً من التخلص العشوائي منها، فيما أكد مركز إدارة النفايات في أبوظبي «تدوير»، أن إلقاء المخلفات في مناطق غير مخصصة لها يؤدي إلى آثار سلبية وخطرة على البيئة والإنسان.

3.7 ملايين رأس ماشية في مزارع أبوظبي

أفاد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بأن حجم الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي تجاوز ثلاثة ملايين و700 ألف رأس من الحيوانات، وذلك حسب آخر الإحصاءات، وتحتل مدينة العين النصيب الأكبر بنسبة تصل إلى 65%، و35% في أبوظبي والمنطقة الغربية.

ويعمل الجهاز على زيادة وتحسين الإنتاجية بطرق سليمة وصحيحة من خلال البرامج العلمية الموجهة للمربين وأصحاب المزارع، وذلك من خلال تقديم الإرشادات الضرورية لمتطلبات المزارع والعزب النموذجية على مستوى الإمارة، من حيث تحديد منطقة تجميع النفايات والمخلفات، والالتزام بالارتفاعات المسموح بها في إنشاء الأسوار الداخلية والمداخل الرئيسة لكل مزرعة، ولابد من الأخذ في الاعتبار المواصفات والمعايير المطلوبة في عمل الحظائر والعنابر وأماكن تخزين الأعلاف البيطرية ومخازن المنتجات.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/334223.jpg


ضبط 329 مخالفة

رصد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية 329 مخالفة خلال العام الماضي، حول عدم التخلص السليم من المخلفات الزراعية، برميها وحرقها، وينفذ الجهاز زيارات تفتيشية بناء على خطط التفتيش المعتمدة على كل مزارع الإنتاج النباتي والحيواني، للتأكد من التزامها بالقوانين والتشريعات الاتحادية والمحلية كافة ذات العلاقة بالنشاط الزراعي، بما يحقق مفهوم الاستدامة الزراعية.


86 ألف طن نفايات المزارع

كشف مركز إدارة النفايات في أبوظبي «تدوير» أن حجم نفايات المزارع والعزب التي يتم تجميعها على مستوى الإمارة يبلغ 86 ألفاً و400 طن سنوياً، بمتوسط شهري 7200 طن، ويتولى المركز ترحيل النفايات من نقاط التجميع إلى المدافن الخاصة يومياً لضمان عدم تكدسها، ويتم نقل جزء من نفايات المزارع إلى مصانع السماد وذلك لتوظيفها في إنتاج السماد العضوي.

وتضم أبوظبي، والعين، والمنطقة الغربية 24 ألفاً و 284 مزرعة متنوعة، بحسب إحصاءات الجهاز، ويبلغ معدل النفايات الناتجة عنها نحو 86 ألفاً و400 طن سنوياً (نحو 7200 طن شهرياً)، ويخصص مركز إدارة النفايات في أبوظبي بالتعاون مع البلديات مواقع ثابتة بعيدة عن المزارع لتجميع النفايات، ويتم بعد ذلك التخلص منها بشكل آمن وإرسال مخلفات الحيوانات إلى مصانع السماد.

وكانت «الإمارات اليوم» تلقت شكاوى كثيرة من رواد البر، وملاك مزارع وعزب في أبوظبي حول رمي أصحاب مزارع المخلفات بعيداً عن الأماكن المخصصة لها، ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وتشويه المنظر العام.

وحذر الجهاز ملاك المزارع والعزب من خطر التخلص العشوائي من المخلفات، مشيراً إلى أن ذلك يلحق الأذى بهم وبممتلكاتهم الزراعية ويهدد الثروة الحيوانية والنباتية، فضلاً عن الغرامات والمخالفات والإنذارات التي تترتب على ذلك.

وتفصيلاً، شكا المزارع من منطقة الوثبة، محمد المرزوقي، قيام عاملين في مزارع مجاورة برمي القمامة ومخلفات الحيوانات في منطقة قريبة من مزرعته، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في انتشار أنواع من الحشرات بشكل كبير ما يضطره إلى استخدام المبيدات التي لا تفي بالغرض أحياناً.

وطالب المرزوقي الجهات المعنية بضرورة تكثيف الحملات الرقابية وتوحيد الجهود للحد من هذه الظواهر التي تؤذي المنظر العام وتتسبب في إلحاق الأذى بالحيوانات والنباتات.

ويرى حامد الكتبي، من مدينة العين، أن بُعد مكبات النفايات ونقاط التجميع يدفع أصحاب بعض المزارع إلى تقليل مرات التخلص من النفايات، ما يضطرهم إلى نقلها كل ثلاثة إلى أربعة أيام لتقليص تكاليف النقل، مطالباً بضرورة إيجاد آلية لتجميع النفايات من المزارع مباشرة، وتخصيص حاويات لكل مزرعة بهذا الشأن، لافتاً إلى أن البعض يلقي النفايات في مناطق فاصلة بين المزارع، الأمر الذي يصعب على الجهات الرقابية معرفة مصدر المخلفات.

وقال سالم العامري، من المنطقة الغربية، إن قلة وعي العاملين في المزارع بخطورة التخلص غير الآمن من المخلفات ينتج عنه تكرار مثل هذه المخالفات، وكذلك سوء في إدارة المزرعة من حيث تخصيص أماكن مؤقتة لتجميع النفايات ليصار إلى ترحيلها بشكل يومي إلى أماكن التجميع المخصصة من قبل إدارة النفايات والبلدية، مطالباً بعمل حملات توعية للعاملين والملاك بشكل مكثف، وذلك للحد من هذه المخالفات.

وقال جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، إنه يقدم خدمات فنية وإرشادية وزراعية للمزارعين والمواطنين العاملين في القطاع الزراعي في إمارة أبوظبي، حيث يبلغ عدد المزارع الكلي في أبوظبي حسب آخر الإحصاءات نحو 24 ألفاً و284 مزرعة متنوعة.

ويعمل الجهاز على استدامة القطاع الزراعي والمحافظة على البيئة والأمن والسلامة الغذائية، وذلك عن طريق وضع الخطط الاستراتيجية للنهوض بالقطاع وتأسيس بنية تحتية شاملة تعتمد على الاستدامة، وتغيير مفهوم المزارعين نحو الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية وأهمها المياه، إلى جانب تطبيق أحدث وسائل الزراعة واستخدام الأسمدة والمبيدات صديقة البيئة، إضافة إلى وضع ضوابط زراعة المحاصيل التي تستنزف المياه الجوفية وأهمها الأعلاف.

ويهيب الجهاز بملاك المزارع إلى توجيه العاملين بأن يتم التخلص من مخلفات المزرعة وفقاً للتشريعات والقوانين التي تضمن حماية البيئة ومواردها، وذلك من خلال الطرق الرسمية التي يتم توفيرها من قبل الجهاز والبلديات ومركز إدارة النفايات بأبوظبي، ونقل جميع النفايات إلى أقرب موقع أو مكب تم تخصيصه لتجميع النفايات الزراعية من المزارع، حيث سيتم نقلها إلى مواقع المعالجة ليتم فرزها والاستفادة منها من خلال إعادة التدوير.

وتشمل المخلفات الزراعية المواد كافة التي تنتج عن الأنشطة الزراعية المختلفة في المزرعة، مثل تكريب النخيل ومكافحة الآفات والمواد العضوية كبقايا النباتات والأشجار والحيوانات النافقة وفضلات الحيوانات، والمواد غير العضوية مثل عبوات المبيدات الفارغة وأغلفة أو عبوات الأسمدة وغيرها من المواد الأخرى التي لم تعد المزرعة بحاجة إليها.

من جانبه، أكد مركز إدارة النفايات في أبوظبي «تدوير»، حرص المركز بالتعاون مع البلديات وجهاز الرقابة الغذائية على تخصيص مواقع لتجميع المخلفات الزراعية بالقرب من المزارع والعزب المنتشرة في إمارة أبوظبي، لتسهيل عملية التفريغ والترحيل وتقليل الأثر البيئي للنفايات، مع الحرص على أن تكون النقطة الفاصلة بين المزرعة ونقطة التجميع 10 كيلومترات.

وينظم مراقبو المركز والبلديات حملات توعية مستمرة لرفع مستوى الوعي البيئي لدى مستخدمي العزب بشكل دوري، كما يعكف المركز حالياً على تصميم مشروع تجريبي توعوي وتنفيذي متكامل في منطقة ظهارة الطيب.

وأكد المركز أن أصحاب المزارع لهم دور فعال وكبير لحل مشكلة تكدس النفايات والرمي العشوائي لها، وذلك من خلال توجيه العاملين لديهم في المزارع وإلزامهم برمي المخلفات في المجمعات التي تم توفيرها وتجهيزها لهذا الغرض، وعدم استسهال الأمر ورمي المخلفات في مناطق غير مخصصة، ما يؤدي إلى آثار سلبية وخطرة على البيئة والإنسان.

تويتر