المرشد الأسري
- تزداد خلافاتي الأسرية مع زوجتي، غالباً قبل العيد بأيام، فما هي توجيهاتكم في كيفية تجنب مثل هذه الخلافات التي تكدّر صفو العيد علينا؟
-- يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري: إن رمضان فرصة للتفاهم والتقارب، ومحطة لتقوية العلاقات وتصفية النفوس، فالمشكلات التي تحدث قبل العيد أو ليلة العيد تعود إلى أسباب عدة، أهمها الإجهاد الذي يصاحب الزوج أو الزوجة في العشر الأواخر من قلة النوم والسهر، والاهتمام المفرط في تحضير مستلزمات العيد، والتجول في الأسواق في هذه الليالي المباركة من أجل هذا اليوم، وللأسف يأتي ذلك اليوم وتقضي الأسرة صباحها في النوم لا تستيقظ إلا في الظهيرة. في السابق ثوب واحد يكفي للعيد واليوم كل فرد يعد حقيبة مضغوطة بالثياب كأنها للزفاف.
فالواجبات المتراكمة في رمضان قد تترك آثاراً سلبية في الأيام الأخيرة من رمضان، والضغوط في الإعداد اليومي للإفطار، مع المبالغة في التحضير من كل صنف ولون، قد تؤدي إلى ظهور بعض المشكلات أو النزاعات، فأكثر ما يرهق ميزانية الأسرة اليوم سوء الإدارة المالية، تبذير في المأكل والمشرب، وإسراف في مستلزمات العيد، كل ذلك يقع على عاتق الزوج الذي قد يقترض من أجل توفير هذه المستلزمات، كما أن الزوجة يقع على عاتقها إعداد الفطور وقضاء كل وقتها في الأسواق من أجل شراء ملابس ومستلزمات العيد. إن من مقاصد العشر الأواخر التي تأتي قبل العيد التفرغ للعبادة، فرسولنا صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر كان يعتكف، ويعتزل النساء، ويوقظ أهله من أجل التهجد والقيام، فالأسرة التي تجعل من اهتماماتها التقرب إلى الله تبقى أسرة سعيدة لا تعتريها النزاعات ولا المشكلات الزوجية.
هناك أسباب تحدث بسبب سوء التفاهم كأن يلزم الزوج زوجته بأن يكون العيد عند أهله أو العكس، فعدم وضع برنامج للعيد من حيث الوجهة والزيارات والأنشطة للأطفال يضيع العيد بين الجدل والخلاف، لم يعد العيد مثل السابق صلة للأرحام وزيارة الأقارب والأصحاب، فبعض الأسرة تستعد قبل العيد بأيام للسفر، وهذا بحد ذاته عبء لميزانية الأسرة.
من أفضل التوجيهات قبل العيد شراء كل مستلزمات العيد قبل رمضان، حيث الأسعار منخفضة والاسواق غير مزدحمة، كما أن رمضان فرصة لتخفيف الوزن بتقليل الإفطار، فيقل بذلك الجهد وتتفرغ الأسرة للعبادة.