«المجلس» أكد أنها تعكس مستوى تطور المجتمعات والأمم

«رمضان عجمان» يناقش دور المرافق العامة في خدمة المجتمع

المشاركون في المجلس أكدوا ضرورة معرفة العوائق التي تحول دون أن يستفيد المعاق من الحد الأقصى لقدراته. من المصدر

أكد المشاركون في المجلس الرمضاني الذي أقيم ضمن الدورة التاسعة من فعاليات «رمضان عجمان تقوى وإيمان»، في فندق قصر عجمان، ضرورة الحفاظ على المرافق العامة وتطويرها بأحدث التقنيات لتراعي مختلف شرائح المجتمعات والفئات، خصوصاً ذوي الإعاقة.

توصيات

أوصى المجلس بوضع قانون اتحادي لمعايير المرافق العامة، بحيث تشمل جميع فئات المجتمع.

كما أوصى بتأسيس لجنة وطنية على مستوى الإمارات، تُعنى بضوابط ومعايير تصاميم المرافق العامة، ووضع دليل شامل لاشتراطات ذوي الإعاقة، خاص بالمباني والمرافق العامة، مع عمل قاعدة بيانات هندسية شاملة للجهات المسؤولة عن بنائها، لمعرفة مدى ملاءمتها لجميع الفئات.

وتضمن المجلس محاضرات تطرقت الى أهم الأطروحات والرؤى المتعلقة بدور المرافق العامة في خدمة المجتمع، وأهدافها الإنسانية والمجتمعية، ومدى مراعاة البعد التخطيطي والتنظيمي للمرافق العامة لذوي الإعاقة، ومفهوم المرافق من الناحية الشرعية.

واستعرض الدكتور عامر مصطفى المفهوم العلمي للمرافق العامة، وتطوره التاريخي والنظري، وقدم بعض التعريفات والأمثلة المحلية والعالمية لتطور المفهوم، وصوره وأشكاله الاجتماعية.

وأكد أن المرافق العامة تعكس تطور المجتمعات والأمم، وتواكب مراحل نموها ونهضتها، لافتاً الى الثورة التكنولوجية والتقنية التي يشهدها العالم وانعكاساتها على مفهوم ومضمون المرافق العامة.

وتابع أن الإمارات خطت خطوة كبيرة في مستوى الخدمات وتوفير المرافق العامة من حدائق ومتنزهات ومدارس وجامعات ونوادٍ ومواصلات حديثة، إذ كانت المرافق قبل قيام الاتحاد تعد على الأصابع، فعدد المدارس لا يتعدى 20 مدرسة، وفي مناطق يصعب الوصول إليها، أما حالياً، فالمدارس تنتشر في كل المناطق، وقريبة من الأحياء السكنية. وعدد المستشفيات تجاوز 107 مستشفيات، تحتوي على 11 ألف سرير، وأصبحت معظم المرافق ذكية وإلكترونية يسهل الوصول إليها واستخدامها.

واستعرض الدكتور من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة، كاظم العيساوي، كلمة بعنوان «مفهوم المرافق العامة في الفقه الإسلامي». وتطرق للعديد من المحاور، منها الضوابط التي وضعها القرآن الكريم للحفاظ على الملك العام، والمرافق الاجتماعية المشتركة، إذ استشهد بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تلفت نظر المسلم إلى الحفاظ على المرافق العامة، وأبسطها إماطة الأذى عن الطريق وإعطاء الطريق حقه، وهو ما يجرم ما يقوم به بعض الشباب من «تفحيط» بالسيارات في الطرق، ما يؤدي إلى تخريبها وتخريب البنية التحتية للبلاد.

وأشار العيساوي الى أن أول مرفق عام بني في الإسلام كان مسجد قباء، وقد تعاون المسلمون في بنائه ليكون مرفقاً يتشارك فيه ويصونه الجميع، لذلك فإن المرافق العامة والخاصة لها حرمة وحماية أوجبها الإسلام على الأفراد والجماعات.

وقال العيساوي إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه، وهيّأ له الأسباب التي تساعده على حمل الأمانة التي كلف بها، وكل إنسان يعيش في بيئة اجتماعية، وتحيط به بيئة طبيعية مسخرة له. لقوله تعالى «أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي اْلأَرْضَ»، فهذه الآية الكريمة تبين أن كل ما في السماوات والأرض هو لمنفعة الإنسان، ويجب الحفاظ عليه. وتحدث الدكتور حسين المسيح، من هيئة تنمية المجتمع في دبي، عن المعايير الواجب توافرها في بناء وتأسيس المرافق العامة لتحقيق نظام التصاميم الشاملة، وهو مفهوم تصميم بيئي مستدام ملائم لجميع الفئات والأعمار والإعاقات لتكوين بيئة جمالية صالحة للاستعمال، وإلى أقصى حد ممكن، من الجميع. وأوضح أن الالتزام بالتصميم الشامل للمرافق العامة يعني تأسيس منظومة بيئية وعمرانية خالية من العوائق، وضمان حركة أوسع للمعاقين، واستخدام التكنولوجيا المساعدة على التكيف لإنشاء بيئة متناغمة يسعد بها الجميع.

وعرض تجارب ناجحة في مجال مواءمة المباني والمرافق العامة لهذه الفئة في بعض دول العالم، كما تناول خصوصية بعض الإعاقات والتصميمات الملائمة لها، كالإعاقة الحركية وصعوبة المشي لمن يستخدمون العكازين، أو المصابين بشلل، مع عدم وجود تسهيلات في المباني العامة والحكومية أو الطرقات أو تصميم الأبواب. وكذلك المعوقات العمرانية التي تصادف مستخدمي الكراسي المتحركة، واستعرض بعض الحلول المقترحة لتحسن المرافق العامة كإيجاد المنحدرات وإزالة العتبات وتوسيع الأبواب والمصاعد وجعل الأزرار في متناول اليد، وإيجاد التسهيلات في وسائل النقل العامة وإزالة الحواجز المعمارية في الحدائق العامة وإيجاد وسيلة آمنة لعبور المعاقين عبر التقاطعات.

وتحدث عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين، محمد الغفلي، عن الاعتبارات الإنسانية الخاصة بالمرافق العامة لذوي الإعاقة، مؤكداً ضرورة التعرف إلى أهم العوائق العمرانية والبيئية التي تحول دون أن يستفيد المعاق من الحد الأقصى لقدراته، لأن المباني الخاصة والعامة تصمم في معظمها للأشخاص العاديين.

وأشار الغفلي الى تجربة مترو دبي، وما يوفره من خدمات لذوي الإعاقة، خصوصاً فاقدي البصر، متمنياً أن تعمم التجربة على كل المرافق العامة في إمارات الدولة.

واستعرض المدير التنفيذي لنادي عجمان للمعاقين، الدكتور مروان عبدالمجيد، بحضور مجموعة من ذوي الإعاقة، التحديات التي تواجههم خلال استخدام المرافق العامة الحكومية والخاصة، وعند إنجاز أعمالهم، مطالباً الجهات المختصة بزيادة عدد المواقف المخصصة للمعاقين وتقديم تسهيلات وحوافز لهم. وتحدث عضو مجلس إدارة نادي عجمان الثقافي الرياضي والمدير التنفيذي لشركة نادي عجمان لكرة القدم، ناصر الظفري، عن المحافظة على المرافق العمومية من خلال سلوكيات المجتمع، من حيث الواجبات التعليمية والسلوكية. وأكد ضرورة غرس مفهوم المسؤولية والشراكة في المحافظة على المرافق العامة.

تويتر