المرشد الأسري
تشكو أم قسوة قلب ابنها، إذ لا يقوم بزيارتها خلال العيد، ما يحول فرحتها بهذا اليوم إلى حزن وتعاسة؟
يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، قائلاً: لا تكتمل فرحة العيد إلا برسم الابتسامة على وجوه الوالدين، والبهجة في قلوبهما، ولعل من علامات قبول العبادة البر والاحسان بهما، فمن وفّق في إدخال السرور في حياتهما فهو حقاً السعيد الموفق.
ولكي يشعر الآباء بحقيقة فرحة العيد، على جميع الأبناء والأحفاد، صغيرهم وكبيرهم، أن يجتمعوا بعد صلاة العيد مباشرة عند بيتهم الأول، وعشهم الآمن، ومحضنهم الأبدي، يعطون قبلة ترحيبية على رأس والديهما، وأخرى على أيديهما، وكلمة طيبة احساناً وبراً بهما، هي أعلى وأفضل ما نتقرب به إلى الله، وأجمل باقات العيد التي نقدمها لهما في هذا اليوم المبارك.
ويجب أن نتذكر أن خمسة ليس لهم عيد، منهم عاق والديه، وهل هناك أشد من عقوبة أن تحول فرحتهما حزناً، وتبدل ابتسامتهما هماً، وتغير سعادتهما ألماً بالبعد والفراق، لذا فإن أحب الأعمال إلى الله، كما جاء في السنة، هو إدخال السرور على قلب مسلم، فكيف بأمك، التي كانت تمرض لمرضك، وتسهر من أجل راحتك، وتبكي فرحاً وحزناً لأجلك، وكذا أبوك الذي قد يقضى سنوات عمره مغترباً من أجل تأمين العيش الكريم لك، ويضحي ويحرم نفسه ويتألم من مشقة العمل.
ألم يأن لأبنائنا أن تخشع قلوبهم ويردوا الجميل لوالديهم، وأن يخفضوا لهم جناح الذل من الرحمة، أليس بعدك عن والديك هو عقوق، وتذكر أن يعقوب عليه السلام ابيضت عيناه من الحزن بسبب البعد والفراق، وأم موسى اصبح فؤادها فارغاً من أجل ابنها الذي وضعته في اليم، فاعلم أيها الابن أن قلبَي والديك يحترقان شوقاً وفؤاديهما يصبحان خاليين ينتظران من يملأهما سعادة وسروراً، وإن لم تستطع بجسدك فمكالمة هاتفية يمكنك أن تدخل السرور إلى قلبيهما.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news