قرقاش: تجربة المشاركة السياسية في الإمارات تشهد تطوراً مستمراً منذ 2006. تصوير: نجيب محمد

قرقاش: الإماراتيون من أكثر شعوب المنطقة تطبيقاً لـ «الشورى»

أكد وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، الدكتور أنور قرقاش، أن الشعب الإماراتي من أكثر شعوب المنطقة تطبيقاً لنظام الشورى، موضحاً أن «الإماراتيين تربوا على إرث المجالس التي ينظمها أصحاب القرار وكبار القوم، ولايزالون يسيرون على نهجه».

وشدّد قرقاش على أن «خطاب التمكين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استشرف المستقبل وسبق الربيع العربي بست سنوات»، مؤكداً أن «التزام الدولة بالتدرج في توسيع المشاركة السياسية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي يرجع إلى حماية المجتمع، وحرصها الشديد على ألّا تكون العملية الانتخابية سبباً في تفتيت وتقسيم أبناء الوطن».

جاء ذلك في محاضرة ألقاها قرقاش، صباح أمس، في قاعة المسرح الجاهلي، في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، عن أهمية المشاركة السياسية في انتخابات المجلس، المقررة في الثالث من أكتوبر المقبل، بحضور عدد كبير من ضباط الجيش والشرطة.

وتفصيلاً، بدأ قرقاش محاضرته مؤكداً ثقة الشعب بأداء القوات المسلحة في اليمن الشقيق، وإمكاناتها كدرع للوطن يحمي أمن الخليج العربي من بوابة اليمن، وموجهاً خالص التعازي في شهداء الوطن.

وقال إن: «الحديث عن انتخابات المجلس مرتبط برؤية الدولة وسعيها الدائم نحو تحقيق تنمية مجتمعية شاملة، وبطبيعة الأمر التطور السياسي هو جزء أصيل من هذه التنمية، شأنه شأن التطور الاقتصادي والاجتماعي والخدمي، ولذلك يجب أن يكون مواكباً لما حققته الدولة من نهضة».

وأضاف: «حينما أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، برنامج التمكين السياسي، عام 2005، كانت له رؤية استشرافية للمستقبل، بدليل أنها سبقت الربيع العربي بنحو ست سنوات، وبدورنا أخذنا خطاب التمكين ووضعنا له إطاراً تنفيذياً متدرجاً، وكان القرار بعدم القفز لانتخابات عامة، ليس بسبب المزاعم المثارة بأن المواطن غير مستعد للتجربة الانتخابية، بالعكس، فالإماراتيون من أفضل شعوب العالم العربي تعليماً، لكننا نسعى إلى التدرج، لكي تكون تجربتنا الانتخابية متكاملة، وأجواؤها صحية، لنتباهى بما تحققه من وعي تام بمتطلباتها، وقدرتها على توحيد المجتمع، لا تقسيمه».

ودعا قرقاش المواطنين إلى عدم إصدار أي أحكام على تجربة المشاركة السياسية في الوقت الراهن، على الرغم من أنها منذ بدايتها في عام 2006، تشهد تطوراً كبيراً كمّاً وكيفاً، مطالباً بالتأني والانتظار إلى حين استكمال خارطة الطريق الموضوعة للمشاركة السياسية.

وتحدث عن دور المجلس، مبيناً أنه «من أقدم المؤسسات الاتحادية في الدولة، وبات إحدى أهم مؤسسات القرار، لاسيما أن الدورة التشريعية لأي قانون تبدأ بمقترح ومشروع للقانون من الحكومة، ولا يخرج إلى النور إلا بعد المرور على المجلس لمناقشته وتعديله، إذا تطلب الأمر»، مشدداً على أهمية حسن اختيار الناخب لمن يمثله برلمانياً.

وقال قرقاش: «نحن نسعى دوماً إلى تطوير الممارسة الانتخابية، التي أراها بدأت متطورة أساساً باعتمادها على نظام التصويت الإلكتروني، وهي آلية سبقنا بها الكثير من دول العالم، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا النظام سيشهد مزيداً من التطور في الانتخابات المقبلة، منها السماح للناخب بالتصويت في أي مركز انتخابي على مستوى إمارات الدولة، بدلاً من إلزامه بالتصويت في المركز الانتخابي التابع له»، لافتاً إلى أن فتح المجال لتصويت المقيمين في الخارج، يعد ثاني أهم تطورات العملية الانتخابية هذا العام، أما ثالث آليات تطوير العملية الانتخابية فتكمن في التصويت المبكر، وهي عملية تمارس في العديد من النظم الانتخابية المتقدمة لأسباب عدة، أهمها إتاحة التصويت لمن يرتبطون بأشغال أو ظروف تحول دون مشاركتهم يوم الانتخاب، والعمل على تخفيف حدة الزحام على المراكز الانتخابية، إضافة إلى إتاحة فرص أكبر للمشاركة النسائية، موضحاً أن الدولة تسعى من خلال هذه الإجراءات والتطوير في النظام الانتخابي، إلى تسهيل عملية المشاركة السياسية، وحثّ المواطنين على الحضور الواسع في الانتخابات.

ولفت قرقاش إلى أن خارطة الطريق الانتخابية تسير في اتجاهين، الأول يهدف إلى التوسع في المشاركة السياسية من قبل المواطنين، بينما الثاني يعمل على التوسع في الصلاحيات الدستورية الممنوحة للمجلس، مشيراً إلى أن هذه الأمور ستتحقق وفق الرؤية التدريجية الموضوعة من قبل القيادة.

وقال: «نحن لا نستطيع القول إن لدينا انتخابات يعتمد فيها المرشحون على الدعاية الانتخابية الواسعة، لاعتبارات عدة، أبرزها قلة عدد المرشحين والهيئات الانتخابية في السابق، وهي أمور تغيرت بزيادة أعداد الناخبين من 7000 في عام 2006، إلى 224 ألف ناخب وناخبة في عام 2015»، لافتاً إلى أن نظام الصوت الواحد سيطبق هذا العام على سبيل التجربة، وبعدها سيتخذ قرار بشأن اعتماده نهائياً أو العودة إلى نظام الصوت المتعدد.

ودعا قرقاش العسكريين إلى عدم الاكتفاء بالتصويت فحسب، مطالباً إياهم بالعمل على إقناع أسرهم وأصدقائهم ممن تشملهم الهيئات الانتخابية، بأهمية وضرورة المشاركة في الانتخابات، لضمان تقدم وتطور العملية السياسية.

الأكثر مشاركة