س . ج عن الزواج

■■ أنا فتاة (23 عاماً)، تقدم لخطبتي أكثر من شاب، وكنت أرفضهم خوفاً من الاختيار الخطأ، رغم أن جميعهم كانوا من عائلات محترمة، ويشغلون وظائف جيدة، وأهلي يرشحون لي حالياً شخصاً، لكنني مترددة، ولا أعرف على أي أساس يجب أن تختار الفتاة زوج المستقبل؟

■■ الزواج من أعظم الشرائع التي شرعها الله تعالى، ورتّب عليها كثيراً من الأحكام والآداب والسنن والفضائل، لذلك يجب التخطيط الواعي لاختيار شريك العمر، والموازنة عند وضع الشروط المراد توافرها في زوج المستقبل، لضمان أن يتخلّص الشاب أو الفتاة من عقدة الشروط «المخمليّة»، والتهوّر وعدم الرويّة الصحيحة عند الاختيار.

لذلك دائماً ما نؤكد على أن اختيار شريك الحياة من القرارات المهمة، التي يتخدها الإنسان في حياته، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، إذ يتوقف عليه اختيار الشخص الذي سيقاسمه حياته بكل متاعبها ومشكلاتها وأحزانها وأفراحها أيضاً، ومعاً يكونان أسرة واحدة، تأتي بأطفال يكونون في الغد الأسرة الكبيرة التي يعيش كل من الأم والأب تحت ظلالها.

وعملية التفكير في الزواج أمر فطري، والاستعداد لإقامة أسرة شيء طبيعي، لكن الذي ينبغي أن يكون واضحاً في أذهان الأشخاص المقدمين على الزواج، هو قضية الاختيار التي تلعب الدور الأساسي في تحقيق السعادة الزوجية، وهي كبيرة الأهمية، ومن هنا وجب التوقف والانتباه عند عملية البحث عن شريك الحياة، بدلاً من الندم بعد الزواج، حيث التشتت والانفصال، أو العيش وسط مشكلات وصعوبات.

وهناك صفات جوهرية يجب التقصي عنها جيداً، وقد لا تكون ظاهرة للعيان أحياناً، أولها ألا يوجد في العريس ما يعيبه، سواء في دينه أو خلقه، وأن يكون هناك قبول مبدئي وراحة نفسية، ومن ثم يبدأ النظر إلى بعض الصفات التي من المهم أن تراعى في اختيار زوج المستقبل، والتي تتضمن التواضع، والاستقامة، والقدرة على تحمل المسؤولية، والتوافق، ومراعاة التقارب الفكري والعلمي والثقافي والاجتماعي بين (الزوج والزوجة)، كما يجب أيضاً معرفة سلبيات شريك الحياة المستقبلي، والتأكد من إن كانت سلبيات ثانوية يمكن إصلاحها أو التعايش معها، أو سلبيات جوهرية قد تؤثر في العلاقة الزوجية مستقبلاً.

الأكثر مشاركة