«بن حيدر» يهوى جمع خشب العود النادر.. والرماية وكرة القدم وارتياد البحر

يقضي المحامي عيسى عبدالله بن حيدر، بين 16 و18 ساعة يومياً في دراسة ملفات الموكلين وقراءة كتب القانون، إلى جانب الترافع أمام المحاكم في القضايا المختلفة، إلا أن كل هذا لا يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة، وهي جمع خشب العود خصوصاً الأنواع النادرة منه لما يتميز به من رائحة طيبة تستخدم للتعطير والتطيب.

كما يهوى ممارسة الرماية وكرة القدم، التي مارسها فترة في نادي الأهلي عام 1978، وكذا الكرة الطائرة التي احترفها في نادي الوصل عام 1994، إلى جانب حبه للسفر وارتياد البحر و الصيد.

وعيسى عبدالله بن حيدر، كان يعمل قبل 21 عاماً في سلك النيابة العامة في دبي، قبل أن يتحمس لاقتراح أحد أصدقائه وينتقل إلى مهنة المحاماة، وأنشآ معاً مكتباً للمحاماة، إلا أن خلافات إدارية حالت دون استمرار شراكتهما، إذ قرر على إثرها إنشاء مكتبه الخاص تحت مسمى: «مكتب بن حيدر للمحاماة والاستشارات القانونية».

أسرة

تضم عائلة المحامي المواطن عيسى عبدالله بن حيدر، سبعة أبناء، أكبرهم ابنته لطيفة (16 عاماً)، يليها عمر، وحمد، وناصر وعبدالله وحمدة، فيما أصغر أبنائه ضاحي (سنة)، وقال بن حيدر إنه يخصص أسبوعاً من كل سنة ليسافر مع أبنائه للاستجمام، والحديث معهم حول أمورهم الحياتية وتطلعاتهم المستقبلية.

وأشار إلى أنه يفكر أحياناً في ترك المهنة والتقاعد منها نظراً لتقصيره تجاه أبنائه وعائلته، حيث يعود إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، فضلاً عن سفره الدائم لحضور اجتماعات عمل خارجية.

وقال بن حيدر، لـ «الإمارات اليوم»، إن المحاماة مهنة سامية ومشرفة، وكانت قديماً مهنة النبلاء والفرسان، موضحاً أن المحامي رجل إيجابي له دور كبير جداً، كونه الوجه الثاني للعدالة، فالعدالة لها وجهان، الأول القاضي، والثاني المحامي، الذي يأخذ على عاتقه مهمة إظهار الحقيقة وتوضيحها وتأييدها بالحجج والبراهين.

وأضاف بن حيدر ــ الذي ولد في منطقة المنامة بدبي ــ أنه عاش طفولته في منزل من عريش في فريج بسيط، يتمتع سكانه بصفات كثيرة، منها الألفة والمحبة وتقدير الغير والبساطة الاجتماعية، وكان والده شديد القسوة في معاملته، لأنه أراد له أن يسلك الطريق الذي سيوصله إلى العمل كموظف مجتهد ومبتكر مستقبلاً.

وتابع: «أحرص على قضاء ساعات طويلة مع والدي الذي يبلغ من العمر 60 عاماً، لنسترجع معاً ذكريات الماضي الجميل، وأستفيد من خبراته الحياتية، إذ إنه عاش في إفريقيا تسع سنوات كان يمارس خلالها مهنة التجارة».

وأكد أنه درس مرحلته الابتدائية في مدرسة صلاح الدين الابتدائية، قبل أن ينتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدرسة شرحبيل، والمرحلة الثانوية في مدرسة البدر، وبعد تخرجه أعلنت شرطة دبي عن تشكيل دورة مرشحين لضباط الشرطة، فتقدم إليها دون علم والده، وتلقى بعدها رسالة لحضور مقابلة شخصية، مضيفاً: «كان الفريق ضاحي خلفان تميم (نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي)، وعدد من الضباط في المقابلة وسألني الفريق ضاحي عن السبب الذي يدفعني إلى ترك منتخب الإمارات لكرة الطائرة والالتحاق بشرطة دبي، فأجبته بأن كرة الطائرة فترة مؤقتة وليست المستقبل الذي أطمح إلى تحقيقه، وأخبرني بأنه سيتم التواصل معي في حال قبولي».

وأكمل بن حيدر: «بعد أيام عدة تم التواصل معي وإخطاري بقبولي، وتخرجت برتبة ملازم ثانٍ وحصلت على بكالوريوس شريعة وقانون في كلية شرطة دبي عام 1993، كما أني حصلت على دبلوم عالٍ في العلوم الشرطية في العام نفسه، وبعد فترة من العمل نقلت إلى العمل في نيابة دبي خلال فترة تأسيسها كوكيل نيابة، بعد صدور مرسوم من المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وبعد أربع سنوات من العمل في النيابة قررت ترك العمل الحكومي والانتقال إلى العمل الخاص، وأنشأت مع صديقي مكتب محاماة، إلا أننا لم نستمر بسبب خلافات إدارية فقررت إنشاء مكتب خاص بي».

وأشار إلى أنه بعد إنشائه المكتب عمد إلى الالتحاق بدورات مكثفة عن الإدارة والمحاماة، كما حرص على القراءة بشكل يومي ومستمر بهدف صقل مهاراته وحفظ النصوص القانونية، لافتاً إلى أنه وقع في أخطاء كثيرة في بدايات عمله، لكنه استطاع تداركها. وقال بن حيدر: «من الصعوبات التي واجهتني، صغر سني أثناء عملي في المحاماة، إذ كنت أبلغ من العمر 27 عاماً، وكان هناك محامون بارزون ولهم تاريخهم وكنت أسعى لمجاراتهم والوصول إلى مستوياتهم المتقدمة للمنافسة معهم».

وأكد بن حيدر، أن الداعمة الرئيسة له في بداية إنشائه المكتب في عام 2002 كانت أخته التي حرصت على تقديم الدعم المعنوي والعملي، من خلال رسم خطة العمل في المكتب، ووضع استراتيجية المكتب وإدارته والتسويق له، وبعدها تركت المكتب لمدة ثماني سنوات كي تتفرغ لعملها في إحدى الدوائر الحكومية في دبي، وفي عام 2010 رجعت إلى المكتب لتهتم بشؤونه الداخلية وإدارته في غيابه.

ظهر بن حيدر في عام 2010 في برنامج قانوني وتوعوي تحت مسمى «روح القانون» عبر إذاعة نور دبي، بهدف توعية الجمهور بحقوقهم القانونية ونشر الثقافة القانونية بين أفراد المجتمع وتقديم استشارات مجانية عبر الرسائل القصيرة التي ترد إلى البرنامج من المستمعين ويجيب عنها، فضلاً عن تواصله مع المستمعين بعد انتهاء البرنامج ليقيس مدى رضاهم عن البرنامج وما يريدونه في الحلقات المقبلة.

وقال بن حيدر، إن مهنة المحاماة مهنة مهمة في المجتمع لأنها تعرّف الجمهور ببنود القانون، وما يجب التقيد به في جميع مجالات الحياة العملية والاجتماعية، لافتاً إلى أن الفرد في المجتمع يقع عليه مسؤوليات كثيرة، منها الالتزام بالقانون، وأن يتحلى بروح القانون في مختلف المجالات وأن يقرأ في القانون ليحفظ حقه.

ويعتبر بن حيدر أن عمل المحامي يشبه الطبيب النفسي، إذ يتشاركان في صفات عدة، أبرزها فهم الشخص الذي يأتي للاستشارة، والحرص على إيحاد مخارج لحالته، مؤكداً أن الدولة حققت قفزات نوعية في السلك القضائي.

وأشار إلى أنه يتعين على المحامي الناجح أن يتصف بعدد من الصفات أبرزها اهتمامه بموكله والاطلاع المستمر على كل ما هو جديد في مجاله، والنظر إلى تجارب الغير كدروس مفيدة والتعلم منها، وعدم التعالي والتكبر على الآخرين.

وأوضح أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لا يمكنه نسيانها، عندما قال للمحامين أثناء تأديتهم القسم عام 1994: «لا تكوّن عقيدة في موضوع قبل أن تستمع إلى الطرفين»، كما قال: «لا تخشوا من فلان جنسيته أو ماله أو سلطته»، مؤكداً أن كلمات سموه كانت خريطة لطريقه نحو النجاح، حيث إن العقيدة التي قالها سموه تعتبر منهج حياة في مهنة المحاماة.

وشدّد بن حيدر على أهمية استماع المحامي لطرفي القضية وعدم الاكتفاء بالطرف الذي يدافع عنه، وفي حال اكتفاء المحامي بطرف واحد، فإنه لن يستطيع كسب أي قضية أو الاستمرار في هذه المهنة، لافتاً إلى أن الدولة أولت اهتماماً كبيراً في تأهيل الشباب في المجال القضائي، حيث التحق في النيابة العامة كوكبة من الشباب المواطنين الذين يحبون عملهم ويخلصون في أدائه.

وأصدر بن حيدر العديد من المؤلفات القانونية، منها «قانون الشركات»، «الوكالات التجارية»، «الحجز التحفظي»، «قضاء النقل البحري»، و«المسؤولية المدنية العقدية والتقصيرية».

الأكثر مشاركة